مسار الوريد الوجهي وتشريحه
يبدأ الوريد الوجهي عند زاوية العين الداخلية، حيث يستقبل الدم من الوريد فوق الحجاجي والوريد الجبهي. يُعرف هذا الجزء من الوريد أيضًا بالوريد الزاوي. من هناك، يتبع الوريد مسارًا مشابهًا لمسار الشريان الوجهي، ولكنه يقع خلفه وأكثر سطحية. يمر الوريد الوجهي عبر الوجه، ويمر بالقرب من زاوية الفم، ثم ينزل إلى الرقبة. على طول مساره، يتلقى الوريد الوجهي روافد من الأوردة الأخرى التي تصرف الدم من هياكل الوجه المختلفة.
الروافد الرئيسية للوريد الوجهي تشمل:
- الأوردة العلوية والسفلية الشفوية: تصرف الدم من الشفتين العلوية والسفلية.
- أوردة الأنف الجانبية: تصرف الدم من جوانب الأنف.
- الأوردة الغائرة: تصرف الدم من جزء من الخدين.
- الوريد تحت الحجاجي: يصرّف الدم من المنطقة الواقعة تحت الحجاج.
في الرقبة، يتحد الوريد الوجهي مع الوريد الوداجي الداخلي، وهو وريد كبير يقع في الرقبة ويصرف الدم من الرأس والرقبة. يقع الوريد الوجهي أمام العضلة الماضغة (Masseter Muscle) وفي الجزء السفلي من الوجه، يكون سطحيًا بالنسبة للشريان الوجهي.
أهمية الوريد الوجهي السريرية
على الرغم من أن الوريد الوجهي هو وريد صغير نسبيًا، إلا أنه يمكن أن يكون ذا أهمية سريرية في عدد من الحالات. على سبيل المثال، يمكن أن يكون الوريد الوجهي موقعًا للالتهابات أو تجلط الدم. بالإضافة إلى ذلك، يمكن استخدام الوريد الوجهي كطريق لنشر العدوى من الوجه إلى الدماغ. تكمن خطورة الوريد الوجهي في كونه طريقًا محتملاً لانتشار العدوى إلى داخل الجمجمة، وذلك بسبب اتصاله المباشر بالجيوب الوريدية في الدماغ من خلال الأوردة العينية.
التهاب الوريد الخثاري: هو التهاب في الوريد يرافقه تكوين جلطة دموية. يمكن أن يحدث التهاب الوريد الخثاري في الوريد الوجهي بسبب عوامل مختلفة، مثل العدوى أو الصدمة أو الحقن. يمكن أن يسبب التهاب الوريد الخثاري ألمًا واحمرارًا وتورمًا على طول مسار الوريد المصاب. في بعض الحالات، قد تنتشر الجلطة الدموية إلى أوردة أخرى، مما يؤدي إلى مضاعفات أكثر خطورة.
انتشار العدوى: نظرًا لاتصال الوريد الوجهي بالجيوب الوريدية في الدماغ، يمكن أن يوفر طريقًا لانتشار العدوى من الوجه إلى الدماغ. يمكن أن يؤدي ذلك إلى حالات خطيرة مثل التهاب السحايا أو خراج الدماغ. تقع منطقة الوجه التي تمتد من الأنف إلى زوايا الفم في منطقة تسمى “مثلث الخطر في الوجه” أو “مثلث الموت”، وذلك بسبب ارتفاع خطر انتشار العدوى من هذه المنطقة إلى الدماغ.
التشوهات الوريدية: هي تشوهات خلقية في الأوردة. يمكن أن تحدث التشوهات الوريدية في الوريد الوجهي، مما يؤدي إلى مشاكل مثل الألم والتورم والتشوه. قد تتطلب التشوهات الوريدية العلاج، مثل الجراحة أو العلاج بالتصليب.
الإجراءات التجميلية: يجب على الأطباء مراعاة مسار الوريد الوجهي عند إجراء العمليات التجميلية في الوجه، مثل حقن الفيلر أو البوتوكس، لتقليل خطر تلف الوريد أو حدوث مضاعفات أخرى.
الاختلافات التشريحية
يمكن أن يختلف مسار الوريد الوجهي من شخص لآخر. في بعض الحالات، قد يتفرع الوريد الوجهي إلى عدة أوردة أصغر، بينما في حالات أخرى قد يكون غائبًا تمامًا. قد تتلقى روافد مختلفة عن تلك المذكورة سابقًا. هذه الاختلافات مهمة يجب على الجراحين وأخصائيي الأشعة أن يكونوا على دراية بها لتجنب المضاعفات أثناء الإجراءات الطبية.
أهمية التصوير الطبي: يمكن أن يساعد التصوير الطبي، مثل التصوير بالرنين المغناطيسي أو التصوير المقطعي المحوسب، في تحديد موقع الوريد الوجهي وروافده. يمكن أن يكون هذا مفيدًا بشكل خاص في الحالات التي يكون فيها الوريد الوجهي مشوهًا أو تالفًا.
دور الوريد الوجهي في تصريف الدم
الوظيفة الرئيسية للوريد الوجهي هي تصريف الدم من هياكل الوجه المختلفة. يشمل ذلك الدم من الجلد والعضلات والأعضاء الأخرى في الوجه. يتم نقل الدم الذي يتم جمعه بواسطة الوريد الوجهي إلى الوريد الوداجي الداخلي، والذي بدوره ينقل الدم إلى القلب.
الأوردة المصاحبة للشرايين: غالبًا ما يرافق الوريد الوجهي الشريان الوجهي، الذي يمد الوجه بالدم المؤكسج. يساعد هذا القرب من الشريان في تنظيم درجة حرارة الدم في الوجه.
خاتمة
الوريد الوجهي هو وريد هام في الوجه يلعب دورًا حاسمًا في تصريف الدم من هياكل الوجه المختلفة. على الرغم من صغر حجمه النسبي، إلا أنه يمكن أن يكون ذا أهمية سريرية في عدد من الحالات، بما في ذلك التهاب الوريد الخثاري وانتشار العدوى والتشوهات الوريدية. فهم تشريح ووظيفة الوريد الوجهي أمر ضروري للأطباء وأخصائيي الرعاية الصحية الآخرين لتقديم رعاية مثالية للمرضى الذين يعانون من حالات تؤثر على الوجه.