<![CDATA[
نشأته وتعليمه
ولد إدوارد ويليام نيلسون في مانشستر، نيو هامبشاير، في عام 1855. لم يحظ نيلسون بتعليم رسمي واسع النطاق في شبابه، لكن شغفه بالطبيعة كان واضحًا منذ صغره. بدأ في جمع العينات ودراسة الحيوانات والنباتات المحلية في منطقته. هذا الاهتمام المبكر قاده لاحقًا إلى مسيرة مهنية متميزة في علم الحيوان وعلم الأعراق.
حياته المهنية
بدأ نيلسون حياته المهنية في مجال العلوم كعالم طبيعة في خدمة الإشارة الأمريكية (U.S. Signal Service). في عام 1877، تم إرساله إلى ألاسكا، حيث أمضى السنوات العشر التالية في دراسة التاريخ الطبيعي والإثنوغرافيا للمنطقة. خلال فترة وجوده في ألاسكا، جمع نيلسون مجموعة كبيرة من العينات الحيوانية والنباتية، بالإضافة إلى معلومات تفصيلية عن عادات وتقاليد السكان الأصليين، وخاصةً الإسكيمو والأثاباسكان. نشر نيلسون العديد من التقارير والمقالات بناءً على أبحاثه في ألاسكا، والتي ساهمت بشكل كبير في فهمنا لهذه المنطقة الشاسعة وغير المستكشفة نسبيًا.
بعد فترة عمله في ألاسكا، انضم نيلسون إلى هيئة المسح الجيولوجي الأمريكية (United States Geological Survey) ثم لاحقًا إلى قسم الزراعة الأمريكي (U.S. Department of Agriculture). في عام 1890، تم إرساله إلى المكسيك، حيث أمضى عدة سنوات في دراسة الطيور والثدييات في البلاد. خلال هذه الفترة، جمع نيلسون كمية كبيرة من العينات ووصف العديد من الأنواع الجديدة. لعب دورًا حاسمًا في رسم خريطة التنوع البيولوجي في المكسيك.
في عام 1892، انضم نيلسون إلى لجنة الحدود الأمريكية المكسيكية (U.S. Mexican Boundary Commission)، حيث عمل كعالم طبيعة. كانت مهمته هي مسح وتقييم التاريخ الطبيعي على طول الحدود بين الولايات المتحدة والمكسيك. خلال هذه الفترة، واصل نيلسون جمع العينات ودراسة الحيوانات والنباتات في المنطقة الحدودية.
في عام 1900، عاد نيلسون إلى واشنطن العاصمة، حيث عمل في قسم البيولوجيا الزراعية (Biological Survey). في عام 1916، أصبح رئيسًا للقسم، وهو المنصب الذي شغله حتى تقاعده في عام 1929. خلال فترة ولايته كرئيس، أشرف نيلسون على مجموعة واسعة من المشاريع البحثية المتعلقة بالحياة البرية وإدارتها. كان مدافعًا قويًا عن الحفاظ على البيئة ولعب دورًا مهمًا في إنشاء العديد من المحميات الطبيعية والحياة البرية في الولايات المتحدة.
رحلته إلى سيبيريا
إحدى أبرز رحلات نيلسون كانت إلى سيبيريا الشرقية. من عام 1877 إلى عام 1881، عمل نيلسون كعالم طبيعة لخدمة الإشارة الأمريكية في St. Michael، ألاسكا. وخلال هذه الفترة، قام برحلات استكشافية واسعة النطاق إلى المناطق الداخلية من ألاسكا وإلى جزيرة سانت لورانس. في عام 1881، سافر نيلسون إلى سيبيريا، حيث أمضى عدة أشهر في دراسة ثقافة وحياة شعب الشوكشي (Chukchi people). جمع نيلسون مجموعة كبيرة من القطع الأثرية الإثنوغرافية من شعب الشوكشي، والتي ساهمت بشكل كبير في فهمنا لثقافتهم. كما قام بتوثيق عاداتهم وتقاليدهم ولغتهم.
مساهماته في علم الحيوان وعلم الأعراق
قدم نيلسون مساهمات كبيرة في علم الحيوان وعلم الأعراق. قام بوصف العديد من الأنواع الجديدة من الحيوانات، بما في ذلك الطيور والثدييات والأسماك. كما جمع معلومات قيمة عن توزيع الحيوانات وعاداتها. في مجال علم الأعراق، قدم نيلسون مساهمات كبيرة في فهم ثقافات السكان الأصليين في ألاسكا وسيبيريا والمكسيك. جمع معلومات تفصيلية عن عاداتهم وتقاليدهم ولغاتهم. نشر نيلسون العديد من الكتب والمقالات بناءً على أبحاثه، والتي لا تزال تعتبر مصادر قيمة للباحثين حتى اليوم.
أهم أعماله:
- Report Upon Natural History Collections Made in Alaska Between the Years 1877 and 1881 (1887): وهو عمل شامل يصف التاريخ الطبيعي لألاسكا بناءً على سنوات من البحث والجمع الميداني.
- The Eskimo About Bering Strait (1900): دراسة تفصيلية لثقافة وعادات الإسكيمو الذين يعيشون حول مضيق بيرينغ.
إنجازاته الرئيسية:
- اكتشاف ووصف العديد من الأنواع الحيوانية والنباتية الجديدة.
- جمع معلومات قيمة عن ثقافة وحياة السكان الأصليين في ألاسكا وسيبيريا والمكسيك.
- الدفاع عن الحفاظ على البيئة وإنشاء المحميات الطبيعية والحياة البرية.
حياته الشخصية ووفاته
تزوج نيلسون من كليرندا جيلزبي (Celandia Gillespie) في عام 1892. كان لديهما ثلاثة أطفال. توفي نيلسون في واشنطن العاصمة في عام 1934 عن عمر يناهز 79 عامًا. ترك وراءه إرثًا كبيرًا كمستكشف وعالم طبيعة وعالم أعراق.
تكريمه
تم تكريم نيلسون بعدة طرق لمساهماته في العلوم. سميت العديد من الأنواع الحيوانية والنباتية باسمه. كما تم تسمية جبل نيلسون (Mount Nelson) في ألاسكا تكريما له. يعتبر إدوارد ويليام نيلسون شخصية مهمة في تاريخ علم الحيوان وعلم الأعراق. لقد ساهم بشكل كبير في فهمنا للعالم الطبيعي وثقافات السكان الأصليين.
خاتمة
كان إدوارد ويليام نيلسون عالم طبيعة وعالم أعراق أمريكيًا متميزًا. من خلال عمله الدؤوب في جمع العينات والدراسة الميدانية، قدم مساهمات كبيرة في فهمنا للتاريخ الطبيعي وثقافات السكان الأصليين في أمريكا الشمالية وسيبيريا. يعتبر إرثه مصدر إلهام للأجيال القادمة من العلماء والمستكشفين.