نظرة عامة على تقويم القديسين في كنيسة إنجلترا
يعتبر تقويم القديسين في كنيسة إنجلترا جزءًا لا يتجزأ من الحياة الليتورجية والروحية للكنيسة. يحدد التقويم الأيام التي يتم فيها تذكر القديسين والاحتفال بهم، سواء كانوا شخصيات كتابية أو شهداء أو قادة كنسيين أو معلمين أو أشخاصًا قدموا مساهمات كبيرة للمسيحية.
يهدف التقويم إلى توفير أمثلة للمؤمنين للاقتداء بها، وتذكيرهم بالشركة المقدسة للقديسين، والتأكيد على أن الحياة المسيحية هي رحلة تتجاوز الزمن والمكان.
مصادر التقويم
تستمد كنيسة إنجلترا تقويم القديسين الخاص بها من مصادر متعددة:
- الكتاب المقدس: يتم الاحتفال بالشخصيات الكتابية الرئيسية مثل الرسل والأنبياء.
- التقويم الروماني العام: تشترك كنيسة إنجلترا في العديد من القديسين مع الكنيسة الكاثوليكية الرومانية، خاصةً قديسي العصور المسيحية المبكرة.
- التاريخ الإنجليزي: يتضمن التقويم قديسين إنجليز وأشخاصًا لعبوا دورًا هامًا في تاريخ الكنيسة في إنجلترا.
- شخصيات بارزة في الإصلاح الإنجليزي: يتم تذكر قادة الإصلاح الإنجليزي الذين ساهموا في تشكيل هوية كنيسة إنجلترا.
أهمية القديسين في اللاهوت الإنجليكاني
لا تتبنى كنيسة إنجلترا نفس النهج الذي تتبعه الكنيسة الكاثوليكية الرومانية فيما يتعلق بتكريم القديسين. لا يتم اعتبار القديسين في اللاهوت الإنجليكاني وسطاء بين المؤمنين والله، ولا يتم التوجه إليهم بالصلاة لطلب شفاعتهم. بدلاً من ذلك، يتم تذكرهم وتقديرهم كأمثلة للإيمان والتقوى، ويتم الاحتفال بحياتهم كشهادة على عمل نعمة الله في البشر.
تؤكد كنيسة إنجلترا على أن المسيح هو الوسيط الوحيد بين الله والبشر، وأن الصلاة يجب أن توجه إلى الله وحده. ومع ذلك، يمكن أن يكون تذكر القديسين والاحتفال بحياتهم مصدر إلهام وتشجيع للمؤمنين.
أمثلة على القديسين في تقويم كنيسة إنجلترا
يشمل تقويم كنيسة إنجلترا مجموعة واسعة من القديسين. فيما يلي بعض الأمثلة:
- الرسل: بطرس، بولس، يوحنا، متى، إلخ.
- مريم العذراء: يتم الاحتفال بها في عدة أيام، بما في ذلك عيد البشارة وعيد انتقال العذراء.
- يوحنا المعمدان: يتم الاحتفال بميلاده واستشهاده.
- القديس جورج: شفيع إنجلترا.
- القديس ألْبَان: أول شهيد بريطاني.
- القديس أوغسطينوس من كانتربري: أرسله البابا غريغوريوس الكبير لتبشير إنجلترا.
- توماس كرومويل: شخصية بارزة في الإصلاح الإنجليزي.
- سي. إس. لويس: كاتب ولاهوتي إنجليكاني مؤثر في القرن العشرين.
كيف يتم الاحتفال بالقديسين
تختلف طرق الاحتفال بالقديسين في كنيسة إنجلترا. بشكل عام، يتم تذكر القديسين في الخدمات الكنسية في اليوم المخصص لهم. قد تتضمن الخدمات قراءات من الكتاب المقدس تتعلق بحياة القديس، وصلوات خاصة، وترانيم. في بعض الحالات، قد يتم تنظيم فعاليات خاصة لإحياء ذكرى القديس، مثل المحاضرات أو المعارض.
في بعض الكنائس، قد يتم استخدام الأيقونات أو الصور الأخرى للقديسين لتزيين الكنيسة. ومع ذلك، فإن استخدام الصور في العبادة يخضع لتقدير كل كنيسة على حدة، وفقًا لتقاليدها اللاهوتية والطقسية.
الاختلافات بين تقويم كنيسة إنجلترا والتقويم الروماني العام
على الرغم من أن كنيسة إنجلترا تشترك في العديد من القديسين مع الكنيسة الكاثوليكية الرومانية، إلا أن هناك بعض الاختلافات:
- قديسون إنجليز: يتضمن تقويم كنيسة إنجلترا عددًا من القديسين الذين هم ذوو أهمية خاصة لتاريخ الكنيسة في إنجلترا.
- شخصيات الإصلاح: يتم تذكر بعض قادة الإصلاح الإنجليزي في تقويم كنيسة إنجلترا.
- تاريخ الاحتفال: قد يختلف تاريخ الاحتفال ببعض القديسين بين التقويمين.
- الأهمية النسبية: قد يتم إعطاء بعض القديسين أهمية أكبر في تقويم كنيسة إنجلترا مقارنة بالتقويم الروماني العام، والعكس صحيح.
تحديثات ومراجعات التقويم
يخضع تقويم القديسين في كنيسة إنجلترا للمراجعة والتحديث بشكل دوري. يتم إجراء هذه المراجعات لعدة أسباب، بما في ذلك:
- إضافة قديسين جدد: يمكن إضافة قديسين جدد إلى التقويم إذا تم اعتبارهم أمثلة بارزة للإيمان والتقوى.
- تصحيح الأخطاء التاريخية: يمكن تصحيح الأخطاء التاريخية المتعلقة بحياة القديسين.
- تعزيز الوحدة المسيحية: يمكن إجراء تعديلات على التقويم لتعزيز الوحدة المسيحية مع الكنائس الأخرى.
- مراعاة السياق الثقافي: يمكن إجراء تعديلات على التقويم لمراعاة السياق الثقافي المتغير.
تتم عملية المراجعة والتحديث عادةً من قبل لجان متخصصة تابعة للكنيسة، ويتم اعتماد التعديلات النهائية من قبل المجمع الكنسي العام.
تأثير التقويم على الحياة الروحية
يلعب تقويم القديسين دورًا هامًا في تشكيل الحياة الروحية لأتباع كنيسة إنجلترا. إنه يوفر لهم أمثلة للإيمان والتقوى، ويذكرهم بالشركة المقدسة للقديسين، ويشجعهم على السعي إلى القداسة في حياتهم اليومية.
من خلال تذكر حياة القديسين، يتعلم المؤمنون عن مختلف الطرق التي يمكنهم من خلالها خدمة الله ومحبة الآخرين. كما أنهم يتعلمون عن التحديات التي واجهها القديسون وكيف تغلبوا عليها، مما يمكن أن يوفر لهم التشجيع والقوة في مواجهة التحديات الخاصة بهم.
أهمية البحث والتعلم عن القديسين
تشجع كنيسة إنجلترا أتباعها على البحث والتعلم عن حياة القديسين. هناك العديد من المصادر المتاحة للقيام بذلك، بما في ذلك الكتب والمواقع الإلكترونية والمقالات. من خلال التعرف على حياة القديسين، يمكن للمؤمنين أن يتعمقوا في فهمهم للإيمان المسيحي وأن ينمووا في علاقتهم بالله.
يمكن أن يكون البحث عن القديسين أيضًا وسيلة لاكتشاف جوانب جديدة من التراث المسيحي. هناك العديد من القديسين الذين لم يسمع بهم الكثير من الناس، والذين يمكن أن يقدموا رؤى قيمة حول الحياة المسيحية.
خاتمة
يعد تقويم القديسين في كنيسة إنجلترا جزءًا حيويًا من هويتها الروحية والليتورجية. إنه يوفر للمؤمنين نافذة على حياة أولئك الذين عاشوا الإيمان المسيحي بعمق وتفانٍ، ويشجعهم على أن يحذوا حذوهم في السعي إلى القداسة. على الرغم من وجود اختلافات بين تقويم كنيسة إنجلترا والتقويمات الأخرى، إلا أن الهدف الأساسي يظل واحدًا: تكريم الله من خلال تذكر حياة أولئك الذين خدموه بإخلاص.