مقدمة
العلجوم ذو البطن الأصفر (Bombina variegata) هو نوع من البرمائيات ينتمي إلى رتبة الضفادع (Anura)، وفصيلة علجوم النار (Bombinatoridae)، وجنس علجوم النار (Bombina). يتميز هذا العلجوم بلون بطنه الأصفر المائل إلى البرتقالي، والذي يمثل تحذيراً للحيوانات المفترسة. يعيش العلجوم ذو البطن الأصفر في مناطق مختلفة من أوروبا، ويفضل البيئات الرطبة مثل البرك والجداول والخنادق.
الوصف الجسدي
يتميز العلجوم ذو البطن الأصفر بمظهره المميز. يبلغ طوله عادة ما بين 3.5 إلى 5.5 سم. يتميز جلده العلوي بلون رمادي أو بني زيتوني مع بقع داكنة غير منتظمة. أما بطنه فهو أصفر أو برتقالي زاهي مع بقع سوداء أو رمادية داكنة. يختلف نمط التلوين هذا من فرد لآخر، مما يجعل كل علجوم فريداً من نوعه.
يتميز جلد العلجوم ذي البطن الأصفر بأنه خشن ومغطى بالنتوءات الصغيرة. هذا الجلد يساعده على التمويه في البيئات الرطبة التي يعيش فيها. كما أن لديه القدرة على إفراز مواد سامة من جلده، وهي آلية دفاعية ضد الحيوانات المفترسة.
عيون العلجوم ذي البطن الأصفر صغيرة وبارزة، ولها بؤبؤ عمودي. هذا الشكل من البؤبؤ يساعده على الرؤية بشكل أفضل في ظروف الإضاءة المنخفضة. أطرافه الأمامية قصيرة نسبياً، بينما أطرافه الخلفية أطول وأقوى، مما يمكنه من القفز والسباحة بكفاءة.
الموطن والتوزيع
يتواجد العلجوم ذو البطن الأصفر في مناطق واسعة من أوروبا الوسطى والجنوبية. يشمل نطاق توزيعه دولاً مثل ألمانيا، وبولندا، والتشيك، وسلوفاكيا، والنمسا، والمجر، ورومانيا، وبلغاريا، واليونان، وإيطاليا، وفرنسا. يفضل هذا العلجوم العيش في المناطق الجبلية والتلال، ولكنه يمكن أن يتواجد أيضاً في المناطق المنخفضة.
يعيش العلجوم ذو البطن الأصفر في مجموعة متنوعة من البيئات الرطبة، بما في ذلك البرك، والجداول، والخنادق، والمستنقعات، والمحاجر المهجورة، والحفر المليئة بالمياه. يفضل هذه البيئات لأنها توفر له الغذاء والرطوبة اللازمين للبقاء على قيد الحياة. كما أنه يفضل البيئات التي تحتوي على نباتات كثيفة، حيث يمكنه الاختباء من الحيوانات المفترسة.
السلوك والتغذية
العلجوم ذو البطن الأصفر هو حيوان نشط في الغالب خلال النهار والشفق. يقضي معظم وقته في البحث عن الطعام أو الاسترخاء في الماء أو على ضفاف البرك والجداول. يتميز هذا العلجوم بسلوكه الاجتماعي، حيث يمكن العثور عليه في مجموعات صغيرة، خاصة خلال موسم التكاثر.
يتغذى العلجوم ذو البطن الأصفر على مجموعة متنوعة من اللافقاريات الصغيرة، بما في ذلك الحشرات، والديدان، والقواقع، والعناكب. يصطاد هذه الفرائس باستخدام لسانه اللزج الطويل، والذي يمكنه إطلاقه بسرعة للإمساك بالفريسة. يلعب العلجوم ذو البطن الأصفر دوراً هاماً في التحكم في أعداد الحشرات في البيئات التي يعيش فيها.
عندما يشعر العلجوم ذو البطن الأصفر بالتهديد، فإنه يتخذ وضعية دفاعية مميزة. يثني ظهره ويرفع أطرافه، ويكشف عن لون بطنه الأصفر الزاهي. هذا اللون بمثابة تحذير للحيوانات المفترسة، حيث يشير إلى أن العلجوم سام وغير صالح للأكل. كما أنه يفرز مواد سامة من جلده لزيادة تأثير التحذير.
التكاثر ودورة الحياة
يبدأ موسم التكاثر للعلجوم ذي البطن الأصفر في الربيع، وعادة ما يستمر حتى الصيف. خلال هذا الوقت، يجتمع الذكور في البرك والجداول ويصدرون أصواتاً مميزة لجذب الإناث. هذه الأصوات عبارة عن سلسلة من النغمات الرنانة التي يمكن سماعها من مسافة بعيدة.
بعد التزاوج، تضع الأنثى البيض في الماء. تضع الأنثى عادة ما بين 50 إلى 200 بيضة، وعادة ما تضعها في مجموعات صغيرة على النباتات المائية أو على قاع البركة. يفقس البيض بعد حوالي أسبوع إلى أسبوعين، وتخرج منه يرقات صغيرة تسمى الشراغف.
تتغذى الشراغف على الطحالب والنباتات المائية الدقيقة. تنمو الشراغف بسرعة، وتتحول إلى علجوم صغير في غضون شهرين إلى ثلاثة أشهر. خلال هذه الفترة، تفقد الشراغف ذيولها وتنمو لها أطراف، وتتطور رئاتها لتتمكن من التنفس في الهواء.
يستغرق العلجوم الصغير حوالي سنتين إلى ثلاث سنوات للوصول إلى مرحلة النضج الجنسي. يعيش العلجوم ذو البطن الأصفر عادة ما بين 5 إلى 10 سنوات في البرية.
التهديدات والحماية
يواجه العلجوم ذو البطن الأصفر العديد من التهديدات التي تؤثر على بقائه. من بين هذه التهديدات تدمير الموائل، والتلوث، وتغير المناخ، وإدخال الأنواع الغريبة. تدمير الموائل هو أحد أكبر التهديدات، حيث يتم تدمير البرك والجداول والمستنقعات التي يعيش فيها العلجوم ذو البطن الأصفر بسبب التوسع الحضري والزراعة.
التلوث هو تهديد آخر خطير، حيث تتلوث المياه بالمواد الكيميائية والمبيدات الحشرية، مما يؤثر على صحة العلجوم وبيضه وشراغفه. تغير المناخ يؤثر أيضاً على العلجوم ذي البطن الأصفر، حيث يؤدي إلى تغير في أنماط هطول الأمطار وارتفاع درجة الحرارة، مما يؤثر على توفر المياه والموائل المناسبة.
إدخال الأنواع الغريبة يمكن أن يكون أيضاً تهديداً للعلجوم ذي البطن الأصفر، حيث يمكن للأنواع الغريبة أن تتنافس معه على الموارد أو تفترسه. على سبيل المثال، يمكن لأسماك الزينة التي يتم إطلاقها في البرك والجداول أن تتغذى على شراغف العلجوم.
يتم حماية العلجوم ذو البطن الأصفر بموجب العديد من القوانين والاتفاقيات الدولية. تم إدراجه في الملحق الثاني من اتفاقية برن، مما يعني أنه يحظى بحماية خاصة في الدول الأعضاء في الاتفاقية. كما أنه محمي بموجب توجيه الموائل التابع للاتحاد الأوروبي، والذي يتطلب من الدول الأعضاء اتخاذ تدابير لحماية موائله.
بالإضافة إلى ذلك، يتم تنفيذ العديد من برامج الحماية المحلية والإقليمية لحماية العلجوم ذي البطن الأصفر وموائله. تشمل هذه البرامج استعادة الموائل، وإنشاء محميات طبيعية، والتوعية بأهمية حماية هذا النوع.
أهمية العلجوم ذي البطن الأصفر
يلعب العلجوم ذو البطن الأصفر دوراً هاماً في النظم البيئية التي يعيش فيها. فهو يساعد في التحكم في أعداد الحشرات واللافقاريات الأخرى، كما أنه يعتبر فريسة للعديد من الحيوانات المفترسة، مثل الطيور والثعابين. بالإضافة إلى ذلك، يعتبر العلجوم ذو البطن الأصفر مؤشراً على صحة البيئة، حيث أن وجوده يشير إلى أن البيئة نظيفة وصحية.
من الناحية العلمية، يعتبر العلجوم ذو البطن الأصفر موضوعاً هاماً للدراسة. يمكن للعلماء دراسة سلوكه وتكاثره وتكيفه مع البيئة لفهم أفضل لكيفية عمل النظم البيئية. كما يمكنهم دراسة السموم التي يفرزها جلده لتطوير أدوية جديدة.
خاتمة
العلجوم ذو البطن الأصفر هو نوع فريد ومهم من البرمائيات. يتميز بمظهره المميز ودوره الهام في النظم البيئية التي يعيش فيها. يواجه هذا العلجوم العديد من التهديدات التي تؤثر على بقائه، ولكن هناك العديد من الجهود المبذولة لحمايته وموائله. من خلال حماية العلجوم ذي البطن الأصفر، فإننا نساهم في الحفاظ على التنوع البيولوجي وصحة البيئة.