التاريخ القانوني للإجهاض في إيران
قبل الثورة الإسلامية عام 1979، كان الإجهاض مقيدًا بشدة بموجب القانون الإيراني. ومع ذلك، بعد الثورة، كان هناك تحول نحو موقف أكثر ليبرالية، مدفوعًا جزئيًا بالحاجة إلى معالجة عواقب الحرب الإيرانية العراقية (1980-1988). خلال هذه الفترة، سنت الحكومة قوانين تسمح بالإجهاض في حالات محددة، مثل عندما تكون حياة الأم في خطر أو عندما يكون الجنين يعاني من تشوهات خطيرة.
في عام 2005، تم إقرار قانون جديد للإجهاض يسمح بالإجهاض قبل 4 أشهر (16 أسبوعًا) من الحمل إذا كان الجنين يعاني من إعاقة شديدة أو إذا كانت حياة الأم في خطر. كان هذا القانون يعتبر تقدمًا في حقوق المرأة الإيرانية، لأنه يوفر لها خيارًا في ظل ظروف صعبة. ومع ذلك، فإن تنفيذ هذا القانون كان محدودًا بسبب عوامل مختلفة، بما في ذلك نقص الوعي بين الجمهور والأطباء، بالإضافة إلى المعارضة من بعض رجال الدين المحافظين.
في السنوات الأخيرة، كان هناك اتجاه نحو تقييد الوصول إلى الإجهاض في إيران. في عام 2021، أقر البرلمان الإيراني قانونًا جديدًا يهدف إلى زيادة عدد السكان. يفرض هذا القانون قيودًا جديدة على الإجهاض ويجعل الحصول عليه أكثر صعوبة. على سبيل المثال، يتطلب القانون من النساء الحوامل الخضوع لفحص إلزامي لتحديد ما إذا كان الجنين يعاني من أي تشوهات. كما يفرض القانون عقوبات على الأطباء الذين يجرون عمليات الإجهاض بشكل غير قانوني.
الأسس الدينية للإجهاض في إيران
تلعب الشريعة الإسلامية دورًا مهمًا في تشكيل قوانين الإجهاض في إيران. يعتبر الإجهاض محظورًا بشكل عام في الإسلام، لكن هناك بعض الاستثناءات. يسمح معظم علماء الدين بالإجهاض قبل نفخ الروح في الجنين، والذي يُعتقد عمومًا أنه يحدث بعد 4 أشهر (120 يومًا) من الحمل. ومع ذلك، هناك خلاف حول ما إذا كان الإجهاض مسموحًا به بعد هذه المرحلة، حتى لو كانت حياة الأم في خطر.
في إيران، يعتمد القانون على تفسير معين للشريعة الإسلامية. يسمح القانون الحالي بالإجهاض قبل 4 أشهر من الحمل إذا كان الجنين يعاني من إعاقة شديدة أو إذا كانت حياة الأم في خطر. ومع ذلك، فإن هذا القانون لا يحظى بدعم جميع رجال الدين، وهناك ضغوط مستمرة لتقييد الوصول إلى الإجهاض.
الوضع الاجتماعي والثقافي للإجهاض في إيران
الإجهاض موضوع حساس ومثير للجدل في إيران. هناك آراء مختلفة حول الإجهاض بين الجمهور، وغالبًا ما تكون هذه الآراء متجذرة في المعتقدات الدينية والثقافية. بشكل عام، يعتبر الإجهاض أمرًا غير مقبول اجتماعيًا في إيران، وغالبًا ما تتعرض النساء اللواتي يخضعن للإجهاض للوصم والتمييز.
على الرغم من ذلك، هناك طلب كبير على الإجهاض في إيران. تشير التقديرات إلى أن عشرات الآلاف من عمليات الإجهاض تجرى بشكل غير قانوني في إيران كل عام. غالبًا ما تلجأ النساء إلى الإجهاض غير القانوني بسبب القيود المفروضة على الإجهاض القانوني، بالإضافة إلى نقص الوعي حول حقوقهن الإنجابية.
بالإضافة إلى ذلك، تلعب العوامل الاقتصادية والاجتماعية دورًا في قرار المرأة بالإجهاض. قد تختار بعض النساء الإجهاض لأنهن غير قادرات على تحمل تكاليف تربية طفل. قد تختار أخريات الإجهاض لأنهن يردن متابعة تعليمهن أو حياتهن المهنية.
تأثير قانون 2021 على الإجهاض
أحدث قانون صدر عام 2021 ضجة كبيرة في الأوساط الحقوقية والاجتماعية في إيران. يعتبر هذا القانون، الذي يهدف ظاهريًا إلى زيادة عدد السكان، خطوة إلى الوراء في حقوق المرأة الإنجابية. تشمل تأثيرات هذا القانون:
- قيود مشددة على الوصول إلى الإجهاض: القانون يجعل الحصول على الإجهاض القانوني أكثر صعوبة، حتى في الحالات التي كانت مسموحًا بها سابقًا.
- عقوبات أشد على الأطباء: القانون يفرض عقوبات قاسية على الأطباء الذين يجرون عمليات الإجهاض بشكل غير قانوني، مما قد يثبطهم عن تقديم هذه الخدمة.
- زيادة الإجهاض غير القانوني: نتيجة للقيود المفروضة على الإجهاض القانوني، قد تلجأ المزيد من النساء إلى الإجهاض غير القانوني، مما يعرض صحتهن وحياتهن للخطر.
- تأثير سلبي على صحة المرأة: قد يؤدي القانون إلى زيادة عدد الولادات غير المرغوب فيها، مما قد يكون له تأثير سلبي على صحة المرأة ورفاهها.
تحديات تواجه المرأة في الحصول على الإجهاض
تواجه المرأة في إيران العديد من التحديات في الحصول على الإجهاض، بما في ذلك:
- نقص الوعي: العديد من النساء ليس لديهن علم بحقوقهن الإنجابية أو بالشروط التي يسمح بها القانون بالإجهاض.
- الوصم والتمييز: غالبًا ما تتعرض النساء اللواتي يخضعن للإجهاض للوصم والتمييز من قبل المجتمع.
- صعوبة الوصول إلى الخدمات: قد يكون من الصعب على النساء الحصول على خدمات الإجهاض القانونية، خاصة في المناطق الريفية أو النائية.
- التكاليف الباهظة: قد تكون تكاليف الإجهاض القانوني باهظة بالنسبة لبعض النساء، مما قد يضطرهن إلى اللجوء إلى الإجهاض غير القانوني.
- القيود القانونية: القيود المفروضة على الإجهاض القانوني تجعل من الصعب على النساء الحصول على الإجهاض، حتى في الحالات التي تكون فيها مبررة طبياً.
مستقبل الإجهاض في إيران
مستقبل الإجهاض في إيران غير مؤكد. من المرجح أن يستمر الجدل حول الإجهاض في السنوات القادمة. من ناحية، هناك ضغوط من المحافظين لتقييد الوصول إلى الإجهاض بشكل أكبر. من ناحية أخرى، هناك دعوات من الليبراليين والمدافعين عن حقوق المرأة لتوسيع الوصول إلى الإجهاض وضمان حصول المرأة على حقوقها الإنجابية.
من المهم أن نلاحظ أن الإجهاض ليس مجرد قضية قانونية أو دينية، بل هو أيضًا قضية تتعلق بالصحة العامة وحقوق الإنسان. يجب على الحكومة الإيرانية أن تأخذ في الاعتبار جميع هذه العوامل عند وضع سياسات الإجهاض.
خاتمة
الإجهاض في إيران قضية معقدة ومتعددة الأوجه. شهدت القوانين والسياسات المتعلقة بالإجهاض تغييرات كبيرة على مر السنين، متأثرة بالعوامل الدينية والاجتماعية والثقافية. الوضع الحالي يتميز بقيود متزايدة على الوصول إلى الإجهاض القانوني، مما يثير مخاوف بشأن صحة المرأة وحقوقها الإنجابية. من الضروري فهم السياق التاريخي والقانوني والاجتماعي للإجهاض في إيران من أجل معالجة هذه القضية الحساسة بشكل فعال.