نشأته وحياته المبكرة
ولد أوسكار بالمر أوستن في 15 يناير 1948، في ناكوجدوشس، تكساس. نشأ أوستن في كنف أسرة متماسكة، وتربى على قيم الشرف والاجتهاد والخدمة. التحق بالمدرسة الثانوية المحلية، حيث أظهر تفوقًا في دراسته ومشاركته في الأنشطة الرياضية. بعد تخرجه من المدرسة الثانوية، قرر أوستن الانضمام إلى مشاة البحرية الأمريكية، مدفوعًا برغبته في خدمة وطنه والدفاع عن قيمه.
الخدمة العسكرية في فيتنام
في أبريل 1968، انضم أوسكار أوستن إلى مشاة البحرية الأمريكية وبدأ تدريبه الأساسي. بعد الانتهاء من التدريب، تم إرساله إلى فيتنام في خضم الحرب. تم تعيينه في السرية (إي)، الكتيبة الثانية، الفوج السابع، الفرقة البحرية الأولى. سرعان ما وجد أوستن نفسه في قلب المعارك الشرسة، حيث أظهر شجاعة وثباتًا تحت النار.
كانت فيتنام بيئة قاسية وغير متوقعة، حيث واجه الجنود ظروفًا صعبة وتحديات مستمرة. كان على أوستن ورفاقه التعامل مع التضاريس الوعرة، والمناخ الحار والرطب، وهجمات العدو المفاجئة. على الرغم من هذه الصعوبات، ظل أوستن ملتزمًا بواجبه ومتفانيًا في حماية زملائه.
معركة هي سا (23 فبراير 1969)
في 23 فبراير 1969، شاركت سرية أوستن في عملية بالقرب من هي سا، فيتنام. بينما كانت السرية تتقدم عبر منطقة الأدغال الكثيفة، تعرضت لكمين مفاجئ من قبل قوة كبيرة من جنود العدو. اندلع قتال عنيف، وسرعان ما وجد مشاة البحرية أنفسهم محاصرين تحت نيران كثيفة.
خلال القتال، أصيب أحد مشاة البحرية بجروح خطيرة وسقط على الأرض في منطقة مكشوفة. لم يتردد أوستن لحظة واحدة. متحديًا النيران الكثيفة، ركض عبر المنطقة المكشوفة باتجاه الجندي المصاب. وصل أوستن إلى الجندي المصاب وسحبه إلى مكان آمن، معرضًا حياته للخطر.
بينما كان أوستن يقدم الإسعافات الأولية للجندي المصاب، شاهد مجموعة من جنود العدو تتقدم نحوهما. أدرك أوستن أن حياة الجندي المصاب كانت في خطر وشيك. دون تردد، وقف أوستن بين الجندي المصاب وجنود العدو، واستخدم بندقيته للدفاع عنهما. تمكن أوستن من قتل العديد من جنود العدو، لكنه أصيب بجروح خطيرة في هذه العملية.
على الرغم من إصاباته، استمر أوستن في القتال ببسالة. عندما نفدت ذخيرته، استخدم أوستن جسده كدرع لحماية الجندي المصاب من النيران. في النهاية، سقط أوستن قتيلاً، لكن تضحيته البطولية أنقذت حياة الجندي المصاب.
وسام الشرف
تقديرًا لبطولته الاستثنائية وتضحيته، تم منح أوسكار أوستن وسام الشرف بعد وفاته. وسام الشرف هو أعلى وسام عسكري في الولايات المتحدة، ويمنح للأفراد الذين يتميزون بالشجاعة والتضحية بالنفس في مواجهة الخطر.
تم تقديم وسام الشرف إلى والدي أوستن في حفل أقيم في البيت الأبيض. في كلمته خلال الحفل، أشاد الرئيس الأمريكي ريتشارد نيكسون بأوستن ووصفه بأنه “بطل أمريكي حقيقي”.
نص اقتباس وسام الشرف الخاص بأوستن:
“لشجاعته الظاهرة وبسالته التي لا تتزعزع على حساب حياته أثناء خدمته مع السرية (إي)، الكتيبة الثانية، الفوج السابع، الفرقة البحرية الأولى في جمهورية فيتنام. بينما كانت السرية (إي) تتقدم ضد موقع العدو القوي، تعرض الرقيب أوستن ورفاقه لكمين من قبل قوة كبيرة من الفيتناميين الشماليين. عندما أصيب أحد مشاة البحرية بجروح خطيرة وسقط على الأرض في منطقة مكشوفة، ركض الرقيب أوستن على الفور عبر النيران الكثيفة لمساعدة الجندي المصاب. بينما كان هو وزميله يحاولان العودة إلى خطوطنا، شاهدهما عدد كبير من جنود العدو وهم يتقدمون نحوهما. مدركًا أن زميله كان في خطر وشيك من التعرض للأسر والقتل، قفز الرقيب أوستن بشكل جريء ليحميه. باستخدام بندقيته، استطاع قتل العديد من جنود العدو الذين يقتربون حتى نفدت ذخيرته. ثم، بينما كان جنود العدو يقتربون من موقعه، ألقى الرقيب أوستن نفسه على زميله الجريح وامتص معظم القوة المتفجرة لقنبلة يدوية ألقاها العدو. هذا العمل البطولي والملهم من قبل الرقيب أوستن أنقذ زميله من الإصابة الخطيرة أو الموت. من خلال شجاعته الاستثنائية ومبادراته الجريئة وتفانيه الثابت في واجبه، ضحى الرقيب أوستن بنفسه بشرف لخدمة بلاده. إن سلوكه يتفق مع أعلى تقاليد الخدمة البحرية.”
إرث أوسكار أوستن
تعتبر قصة أوسكار أوستن مصدر إلهام للأجيال من مشاة البحرية والجنود الأمريكيين. تجسد تضحيته البطولية قيم الشجاعة والإيثار والتفاني في الخدمة التي تمثل جوهر الروح العسكرية الأمريكية.
تكريمًا لأوستن، تم تسمية العديد من المواقع والمباني العسكرية باسمه، بما في ذلك:
- USS Oscar Austin (DDG-79): مدمرة تابعة للبحرية الأمريكية.
- Austin Hall: مبنى في معسكر مشاة البحرية بندلتون في كاليفورنيا.
- Oscar P. Austin Post Office: مكتب بريد في ناكوجدوشس، تكساس.
تستمر قصة أوسكار أوستن في تذكيرنا بأهمية الشجاعة والتضحية بالنفس في الدفاع عن الحرية والقيم التي نعتز بها.
الجوائز والأوسمة العسكرية
- وسام الشرف
- وسام القلب الأرجواني
- وسام الخدمة الدفاعية الوطنية
- وسام خدمة فيتنام
- وسام حملة جمهورية فيتنام
خاتمة
أوسكار بالمر أوستن، جندي مشاة البحرية الأمريكية الذي ضحى بحياته لإنقاذ زميله في فيتنام، يظل رمزًا للشجاعة والتضحية والإيثار. قصة حياته وخدمته العسكرية تلهم الأجيال وتذكرنا بأهمية الدفاع عن قيمنا وحماية بعضنا البعض. منح أوسكار أوستن وسام الشرف بعد وفاته هو اعتراف ببطولته الاستثنائية وتفانيه الذي لا يلين في خدمة بلاده.