نشأته ومسيرته كلاعب
ولد فريد بينتلاند في ولفرهامبتون، إنجلترا. بدأ مسيرته الكروية كلاعب جناح أيمن. لعب لعدة أندية إنجليزية، بما في ذلك بلاكبول وكوينز بارك رينجرز وميدلسبره وبرادفورد بارك أفينيو وستوك سيتي وبرمنغهام. على الرغم من كونه لاعبًا موهوبًا، إلا أنه لم يحقق نفس القدر من الشهرة التي حققها لاحقًا كمدرب.
تميز بينتلاند بمهاراته العالية في المراوغة والسرعة، وقدرته على صناعة الفرص لزملائه. إلا أن مسيرته كلاعب لم تخلُ من التحديات، حيث واجه منافسة قوية في خط الوسط والهجوم في الأندية التي لعب لها.
بداية مسيرته التدريبية
بعد اعتزاله اللعب، اتجه بينتلاند إلى التدريب. بدأت مسيرته التدريبية في فرنسا، حيث درب نادي ريمس. ثم انتقل إلى تدريب منتخب فرنسا الأولمبي في دورة الألعاب الأولمبية الصيفية عام 1920 في أنتويرب.
خلال فترة تدريبه للمنتخب الفرنسي الأولمبي، أظهر بينتلاند قدرات تدريبية واعدة، حيث تمكن من تطوير أداء اللاعبين ورفع مستوى الفريق. على الرغم من عدم تحقيق نتائج كبيرة في الأولمبياد، إلا أن تجربته في فرنسا كانت بمثابة نقطة انطلاق لمسيرته التدريبية الاحترافية.
التألق في إسبانيا مع أتلتيك بلباو
في عام 1921، تولى بينتلاند تدريب أتلتيك بلباو، ومن هنا بدأت حقبة ذهبية في تاريخ النادي. تميز أسلوب بينتلاند بالهجومية والضغط العالي، مما أحدث ثورة في كرة القدم الإسبانية. قاد بينتلاند أتلتيك بلباو إلى الفوز ببطولة الدوري الإسباني في عامي 1930 و1931، بالإضافة إلى الفوز بكأس ملك إسبانيا في أعوام 1923، 1930، 1931، 1932، و1933.
كان بينتلاند يتمتع بشخصية قوية وكاريزما مؤثرة، مما جعله محبوبًا من قبل اللاعبين والجماهير على حد سواء. كان يعرف بقدرته على تحفيز اللاعبين وإخراج أفضل ما لديهم. بالإضافة إلى ذلك، كان بينتلاند يتمتع بفهم عميق لتكتيكات كرة القدم الحديثة، وكان دائمًا يبحث عن طرق جديدة لتطوير أداء فريقه.
تعتبر فترة بينتلاند مع أتلتيك بلباو من أنجح الفترات في تاريخ النادي، ولا يزال يُذكر حتى اليوم كواحد من أعظم المدربين الذين مروا على تاريخ النادي.
فترات تدريبية أخرى في إسبانيا
بالإضافة إلى أتلتيك بلباو، درب بينتلاند أيضًا أندية أخرى في إسبانيا، بما في ذلك أتلتيكو مدريد وريال أوفييدو. حقق بعض النجاح مع هذه الأندية، لكنه لم يتمكن من تكرار الإنجازات التي حققها مع أتلتيك بلباو.
في أتلتيكو مدريد، ساهم بينتلاند في تطوير أداء الفريق وتقديم كرة قدم ممتعة للجماهير. أما في ريال أوفييدو، فقد ساعد الفريق على البقاء في دوري الدرجة الأولى الإسباني.
أسلوبه التدريبي
تميز أسلوب بينتلاند التدريبي بالهجومية والضغط العالي واللعب السريع. كان يؤمن بأهمية اللياقة البدنية العالية والروح القتالية، وكان يحث لاعبيه دائمًا على بذل قصارى جهدهم في الملعب. كما كان يهتم بالتفاصيل التكتيكية، وكان يدرس نقاط قوة وضعف المنافسين بعناية.
- الهجومية: كان بينتلاند يؤمن بأهمية تسجيل الأهداف، وكان يشجع لاعبيه على التقدم إلى الأمام وخلق الفرص التهديفية.
- الضغط العالي: كان يطالب لاعبيه بالضغط على المنافسين في جميع أنحاء الملعب، واستعادة الكرة في أقرب وقت ممكن.
- اللعب السريع: كان يحبذ اللعب السريع والمباشر، وتناقل الكرة بين اللاعبين بسرعة ودقة.
بالإضافة إلى ذلك، كان بينتلاند يتمتع بقدرة فريدة على اكتشاف المواهب الشابة وتطويرها، وكان يمنح الفرصة للاعبين الواعدين لإثبات أنفسهم في الملعب.
تأثيره على كرة القدم الإسبانية
كان لبينتلاند تأثير كبير على كرة القدم الإسبانية، حيث ساهم في تطوير أسلوب اللعب الهجومي وإدخال تكتيكات جديدة. كما ساعد في رفع مستوى اللاعبين الإسبان وزيادة احترافية كرة القدم في البلاد.
يعتبر بينتلاند من الرواد الذين ساهموا في تطوير كرة القدم الإسبانية، ولا يزال تأثيره محسوسًا حتى اليوم. فقد ألهم العديد من المدربين واللاعبين الإسبان، وساهم في جعل الدوري الإسباني واحدًا من أفضل الدوريات في العالم.
حياته الشخصية ووفاته
تزوج فريد بينتلاند وأنجب أطفالًا. بعد اعتزاله التدريب، استقر في إنجلترا. توفي في 16 مارس 1962 عن عمر يناهز 78 عامًا.
لا يزال بينتلاند يُذكر كواحد من أعظم المدربين في تاريخ كرة القدم، ورمزًا من رموز نادي أتلتيك بلباو. فقد ترك بصمة لا تُمحى في تاريخ النادي والكرة الإسبانية بشكل عام.
خاتمة
كان فريد بينتلاند مدربًا إنجليزيًا رائدًا ترك إرثًا دائمًا في كرة القدم الإسبانية، وخاصة مع أتلتيك بلباو. بفضل أسلوبه التدريبي المبتكر وشخصيته القيادية، قاد بينتلاند أتلتيك بلباو إلى تحقيق العديد من الألقاب والإنجازات، وألهم جيلًا كاملاً من اللاعبين والمدربين. سيبقى بينتلاند دائمًا في الذاكرة كواحد من أعظم المدربين في تاريخ كرة القدم.