تاريخ التطوير والإنتاج
بدأ تطوير D-20 في أوائل الخمسينيات من القرن العشرين كبديل للمدافع السوفيتية القديمة من نفس العيار. تم تصميم المدفع في مكتب التصميم التابع لمصنع “باريكادي” في فولغوغراد. كان الهدف من التصميم هو الجمع بين مدى إطلاق نار كبير ودقة عالية، مع الحفاظ على البساطة والمتانة اللازمتين للاستخدام الميداني المكثف. تم الانتهاء من التصميم وبدء الإنتاج في عام 1955.
تم تصميم D-20 لتحقيق أهداف متعددة، بما في ذلك: دعم القوات البرية بالنيران المباشرة وغير المباشرة، وتدمير التحصينات والمواقع المعادية، واستهداف الأفراد والمعدات. تميز المدفع بتصميم بسيط وفعال، مما سمح بسهولة الصيانة والاستخدام في ظروف ميدانية متنوعة. ساهمت هذه الميزات في انتشاره الواسع واستخدامه في العديد من الصراعات حول العالم.
التصميم والمواصفات الفنية
يتكون D-20 من ماسورة عيار 152 ملم مثبتة على حاملة مدفعية ذاتية الدفع. يتم تحميل الذخائر يدويًا، ويتكون طاقم التشغيل عادةً من 8 أفراد. إليك بعض المواصفات الفنية الرئيسية:
- العيار: 152 ملم
- الطول الكلي: 8.46 متر (عند السحب)
- الوزن: حوالي 5,650 كجم
- المدى الأقصى: حوالي 17.4 كيلومتر (للقذائف شديدة الانفجار)
- معدل إطلاق النار: 5-6 طلقات في الدقيقة
- الزاوية القصوى للارتفاع: +63 درجة
- الزاوية الدنيا للانخفاض: -5 درجات
- الذخيرة: قذائف شديدة الانفجار، قذائف خارقة للدروع، وقذائف دخانية
يعتمد D-20 على تصميم تقليدي يجمع بين ماسورة طويلة وقوية مع نظام ارتداد فعال. يضمن هذا التصميم تحقيق مدى إطلاق نار كبير ودقة عالية. بالإضافة إلى ذلك، تم تصميم الحاملة بحيث توفر ثباتًا جيدًا أثناء الإطلاق، مما يزيد من دقة المدفع.
الذخائر
يمكن لـ D-20 إطلاق مجموعة متنوعة من الذخائر، بما في ذلك:
- القذائف شديدة الانفجار (HE): تستخدم لتدمير الأهداف غير المدرعة والأفراد.
- القذائف الخارقة للدروع (AP): تستخدم لاختراق الدروع والتحصينات.
- القذائف الدخانية: تستخدم لإحداث سواتر دخانية لإخفاء القوات أو تحديد الأهداف.
- القذائف الموجهة بالليزر: يمكن إطلاق بعض أنواع القذائف الموجهة بالليزر لتحقيق دقة عالية في إصابة الأهداف.
يسمح تنوع الذخائر المستخدمة في D-20 بمرونة كبيرة في استخدامه في مختلف السيناريوهات القتالية. يمكن للطاقم اختيار الذخيرة المناسبة بناءً على نوع الهدف والظروف المحيطة.
الاستخدام والانتشار
شهد D-20 انتشارًا واسعًا في جميع أنحاء العالم، حيث تم استخدامه من قبل الجيش السوفيتي وحلفائه، بالإضافة إلى العديد من الجيوش الأخرى. شارك المدفع في العديد من الصراعات، بما في ذلك الحرب الباردة، والنزاعات الإقليمية، والحروب الأهلية. بسبب بساطته ومتانته، لا يزال D-20 قيد الاستخدام في العديد من الجيوش حتى اليوم.
تم تصدير D-20 إلى العديد من الدول، مما أدى إلى انتشاره الواسع. ظهر المدفع في ساحات القتال في أوروبا وآسيا وأفريقيا والشرق الأوسط. أثبت D-20 كفاءته في توفير الدعم الناري للقوات البرية، وإحداث تأثير كبير في العمليات العسكرية.
الميزات التشغيلية والقتالية
يتميز D-20 بالعديد من الميزات التي تجعله سلاحًا فعالاً في القتال. تتضمن هذه الميزات:
- المدى: يوفر مدى إطلاق نار كبير، مما يسمح له باستهداف الأهداف على مسافات بعيدة.
- الدقة: يوفر دقة جيدة، خاصة عند استخدام القذائف الموجهة بالليزر.
- معدل إطلاق النار: يسمح معدل إطلاق النار المرتفع بتوفير دعم ناري مكثف.
- الاعتمادية: يعتبر D-20 موثوقًا به وسهل الصيانة، مما يجعله مناسبًا للاستخدام في ظروف ميدانية صعبة.
- التنوع: يمكنه إطلاق مجموعة متنوعة من الذخائر، مما يسمح له بالتعامل مع مجموعة واسعة من الأهداف.
تساهم هذه الميزات في جعل D-20 سلاحًا فعالًا وموثوقًا به في ساحة المعركة. يعتبر D-20 سلاحًا فعالًا في دعم القوات البرية وإلحاق الخسائر بالعدو.
العيوب
على الرغم من مميزاته، يعاني D-20 من بعض العيوب:
- الحمل اليدوي: يتطلب التحميل اليدوي من طاقم المدفعية، مما يزيد من الجهد البدني ويقلل من معدل إطلاق النار مقارنة بالأنظمة الآلية.
- الحركة: يتطلب سحبه بواسطة مركبة، مما يحد من قدرته على الحركة والتنقل.
- الحماية: يفتقر إلى الحماية المدرعة، مما يجعله عرضة للنيران المعادية.
على الرغم من هذه العيوب، ظل D-20 سلاحًا فعالًا بفضل بساطته وموثوقيته.
التحديثات والتطويرات
على الرغم من أن D-20 هو تصميم قديم، فقد تم إجراء بعض التحديثات والتحسينات عليه على مر السنين. تهدف هذه التحديثات إلى تحسين الدقة، وزيادة المدى، وتحسين القدرة على البقاء في ساحة المعركة. تشمل بعض التحديثات:
- تحسين نظام التصويب: لتحسين الدقة.
- استخدام قذائف جديدة: بمدى أطول وقدرة تدميرية أكبر.
- إضافة بعض الحماية: لحماية الطاقم من الأسلحة الخفيفة والشظايا.
هذه التحديثات تسمح لـ D-20 بالحفاظ على قدرته القتالية في بيئة الحرب الحديثة.
المقارنة مع الأسلحة الأخرى
بالمقارنة مع الأسلحة الأخرى من نفس الفئة، يتميز D-20 بالعديد من المزايا، بما في ذلك:
- البساطة: سهولة الصيانة والاستخدام.
- الموثوقية: القدرة على العمل في ظروف قاسية.
- التكلفة: التكلفة المنخفضة نسبيًا.
ومع ذلك، قد يكون D-20 أقل قدرة من بعض المدافع الحديثة من حيث المدى والدقة ومعدل إطلاق النار. ومع ذلك، يظل D-20 سلاحًا فعالًا نظرًا لموثوقيته وتوفر الذخائر.
المستخدمون الحاليون
لا يزال D-20 قيد الاستخدام في العديد من الجيوش حول العالم. من بين المستخدمين الرئيسيين:
- روسيا: لا يزال قيد الخدمة في العديد من الوحدات.
- أوكرانيا: مستخدم على نطاق واسع في الصراع الحالي.
- العديد من دول الشرق الأوسط وآسيا وأفريقيا: لا يزال سلاحًا قياسيًا في العديد من الجيوش.
يدل الاستخدام المستمر على فعالية ومتانة هذا المدفع.
خاتمة
يعد مدفع هاوتزر 152 ملم D-20 سلاحًا مدفعيًا تاريخيًا لا يزال يلعب دورًا مهمًا في العديد من الجيوش حول العالم. على الرغم من تصميمه القديم، إلا أنه يشتهر بموثوقيته ودقته، وقدرته على إطلاق مجموعة متنوعة من الذخائر. ساهم انتشاره الواسع واستخدامه في العديد من الصراعات في ترسيخ مكانته كسلاح فعال في ساحة المعركة. على الرغم من بعض العيوب، يظل D-20 خيارًا اقتصاديًا وفعالًا للعديد من الجيوش، مما يجعله سلاحًا لا يزال يحظى بالاحترام في عالم المدفعية.