جسر التنهدات (Bridge of Sighs)
يعتبر جسر التنهدات، الذي يربط بين مبنيين تابعين لكلية سانت جونز، أحد أشهر معالم جامعة كامبريدج وأكثرها تصويرًا. ولكن الأسطورة المرتبطة به تختلف قليلاً عن نظيرتها في البندقية. بينما يُقال أن سجن البندقية يقع تحت جسر التنهدات، ويكون المساجين قد ألقوا نظرة أخيرة على العالم الخارجي قبل سجنهم، فإن أسطورة كامبريدج تدور حول الطلاب وليس السجناء.
تزعم الأسطورة أن الطلاب، الذين كانوا يمرون عبر الجسر للوصول إلى قاعات الامتحانات، كانوا يتنهدون ندماً على عدم بذلهم المزيد من الجهد في الدراسة. ويقال أيضاً أن الجسر كان يستخدم لنقل الطلاب المشاغبين إلى أماكن تأديبهم، مما يفسر سبب التنهدات. على الرغم من أن هذه القصة قد تكون جذابة، إلا أنه لا يوجد دليل تاريخي يدعمها. في الواقع، تم بناء الجسر بعد فترة طويلة من تطبيق معظم إجراءات التأديب البدني.
الحقيقة هي أن الجسر سمي على اسم جسر التنهدات في البندقية بسبب التشابه في التصميم. ومع ذلك، فإن الأسطورة المتعلقة به لا تزال تضفي عليه هالة من الغموض والرومانسية.
تمثال الملك هنري السادس (Statue of King Henry VI)
يقع تمثال الملك هنري السادس، مؤسس كلية كينجز، في ساحة الكلية. تقول إحدى الأساطير أن التمثال سيصدر صوتاً مدوياً في اللحظة التي يمر فيها عذراء حقيقية من خلال البوابات الرئيسية للكلية. وحتى الآن، لم يُسمع أي صوت، مما يثير التساؤلات حول وجود عذارى حقيقيات في كامبريدج!
هذه الأسطورة، على الرغم من كونها مرحة، تعكس نظرة المجتمع التقليدية للعذرية وأهميتها. وهي أيضاً تثير الضحك والتساؤلات حول المعتقدات والقيم القديمة.
بوابة الرياضيات (Mathematical Bridge)
جسر الرياضيات، الذي يربط بين أجزاء كلية كوينز، هو تحفة هندسية مثيرة للاهتمام. تقول الأسطورة أن السير إسحاق نيوتن بنى الجسر دون استخدام أي براغي أو مسامير، وذلك باستخدام مبادئ رياضية وهندسية معقدة. ولكن، قام الطلاب الفضوليون بتفكيك الجسر لمعرفة كيفية بنائه، ولكنهم لم يتمكنوا من تجميعه مرة أخرى إلا باستخدام البراغي والمسامير.
هذه الأسطورة غير صحيحة، لأن الجسر بُني بعد وفاة نيوتن. ومع ذلك، فهي تعكس الإعجاب بالعبقرية الرياضية والعلمية، وتشجع على الفضول والاستكشاف. كما أنها تذكرنا بأهمية الحفاظ على المعرفة ونقلها إلى الأجيال القادمة.
نافورة الثالوث (Trinity Great Court Run)
تعتبر جولة ساحة الثالوث الكبرى تقليدًا مشهورًا في جامعة كامبريدج. يهدف الطلاب إلى الركض حول الساحة الكبرى في كلية الثالوث في الوقت الذي تدق فيه الساعة 12 ظهرًا. المسافة تبلغ حوالي 370 متراً، وتحدي إكمالها خلال الدقات هو اختبار حقيقي للسرعة واللياقة البدنية.
تقول الأسطورة أن أي شخص يتمكن من إكمال الجولة بنجاح سيحصل على درجة امتياز في امتحاناته. على الرغم من أن هذا ليس صحيحًا بالضرورة، إلا أن التقاليد تضيف عنصرًا من المرح والتحدي إلى الحياة الجامعية. إنها أيضاً فرصة للطلاب للتنافس والاحتفال بروح الفريق.
نهر كام (River Cam)
يرتبط نهر كام، الذي يمر عبر جامعة كامبريدج، بالعديد من الأساطير والقصص. يقال أن بعض الأشباح تسكن النهر، وأن رؤية معينة في الماء يمكن أن تتنبأ بالمستقبل.
بالإضافة إلى ذلك، فإن التجديف في النهر له قواعده وتقاليده الخاصة. على سبيل المثال، يُعتبر الوقوع في النهر أثناء التجديف فألًا سيئًا. وتعتبر مياه النهر باردة جداً، خاصة في فصل الشتاء، مما يزيد من صعوبة السباحة.
أشباح كامبريدج (Cambridge Ghosts)
كما هو الحال مع العديد من المؤسسات القديمة، يُقال أن جامعة كامبريدج مسكونة بالأشباح. تشمل القصص الشائعة شبح أوليفر كرومويل في كلية سيدني ساسكس، وشبح رجل مُعدم في مكتبة الجامعة. غالبًا ما يتم تداول هذه الحكايات بين الطلاب والموظفين، مما يضيف إلى الجو الغامض للتاريخ الغني للجامعة.
لا يوجد دليل قاطع على وجود الأشباح، ولكن القصص تستمر في الانتشار، مدفوعة بالغموض الذي يحيط بالمباني القديمة والتقاليد العريقة.
الامتحانات الشفوية (Oral Exams – Vivas)
تشكل الامتحانات الشفوية جزءًا من تقييم الطلاب في بعض التخصصات بجامعة كامبريدج. هناك العديد من الأساطير المتعلقة بهذه الامتحانات. على سبيل المثال، يُقال أن بعض الممتحنين يطرحون أسئلة صعبة للغاية بهدف إرباك الطلاب. ويقال أيضاً أن بعض الطلاب يحاولون رشوة الممتحنين بالهدايا أو الخدمات.
على الرغم من أن هذه القصص قد تكون مبالغ فيها، إلا أنها تعكس التوتر والقلق الذي يصاحب الامتحانات الشفوية. في الواقع، تهدف هذه الامتحانات إلى تقييم فهم الطلاب للمادة وقدرتهم على التفكير النقدي.
خاتمة
تعتبر أساطير جامعة كامبريدج جزءًا لا يتجزأ من تاريخها وثقافتها. هذه القصص، التي تتناقلها الأجيال، تضفي سحراً خاصاً على الجامعة ومبانيها التاريخية. سواء كانت هذه الأساطير صحيحة أم لا، فإنها تساهم في خلق جو من الغموض والإثارة يجذب الزوار من جميع أنحاء العالم. كما أنها تشجع على الفضول والاستكشاف، وتذكرنا بأهمية الحفاظ على المعرفة ونقلها إلى الأجيال القادمة.