حياته المبكرة وتعليمه
ولد جورج بارجر في الرابع من أبريل عام 1878. كانت والدته إنجليزية، مما ساهم في نشأته في بيئة متعددة الثقافات. تلقى تعليمه المبكر في مدرسة الملك فيكتوريا في ترينيداد، حيث أظهر نبوغًا مبكرًا في العلوم. انتقل لاحقًا إلى كلية الجامعة في لندن، حيث درس الكيمياء تحت إشراف السير ويليام رامزي، الحائز على جائزة نوبل في الكيمياء. حصل بارجر على درجة البكالوريوس في العلوم من جامعة لندن، ثم واصل دراساته العليا في جامعة كامبريدج، حيث عمل مع الكيميائي الشهير جورج باركر بيدسون.
مسيرته المهنية
بدأ جورج بارجر مسيرته المهنية كباحث في معهد ليستر للأبحاث الوقائية في لندن. خلال هذه الفترة، ركز على دراسة الأمينات الحيوية، وهي مجموعة من المركبات العضوية النيتروجينية التي تلعب دورًا هامًا في العديد من العمليات البيولوجية. تمكن بارجر من تطوير طرق جديدة لفصل وتحديد هذه المركبات، مما ساهم في فهم أفضل لأدوارها الفسيولوجية.
في عام 1913، انتقل بارجر إلى منصب في Wellcome Physiological Research Laboratories، حيث استمر في أبحاثه حول المركبات الطبيعية. خلال الحرب العالمية الأولى، عمل بارجر في تطوير الأدوية والمطهرات، مما ساهم في جهود الحرب البريطانية. بعد الحرب، عاد إلى Wellcome Physiological Research Laboratories وواصل أبحاثه حول الكيمياء الحيوية النباتية.
في عام 1919، تم تعيين بارجر أستاذًا للكيمياء الحيوية في جامعة إدنبرة. خلال فترة عمله في إدنبرة، قام بارجر بتطوير قسم الكيمياء الحيوية ليصبح مركزًا رائدًا للبحث العلمي. أشرف على العديد من طلاب الدراسات العليا الذين أصبحوا فيما بعد علماء بارزين في مجال الكيمياء الحيوية. نشر بارجر العديد من الأوراق البحثية الهامة خلال فترة عمله في إدنبرة، وقدم مساهمات كبيرة في فهمنا للكيمياء الحيوية النباتية والكيمياء الدوائية.
في عام 1937، تم تعيين بارجر أستاذًا للكيمياء العضوية في جامعة غلاسكو. ومع ذلك، لم يتمكن بارجر من الاستمتاع بمنصبه الجديد لفترة طويلة، حيث توفي في عام 1939 عن عمر يناهز 60 عامًا.
إسهاماته العلمية
قدم جورج بارجر العديد من الإسهامات الهامة في مجال الكيمياء، وخاصة في مجال الكيمياء الحيوية النباتية والكيمياء الدوائية. تشمل بعض إسهاماته الرئيسية ما يلي:
- تطوير طرق جديدة لفصل وتحديد الأمينات الحيوية: ساهمت هذه الطرق في فهم أفضل لأدوار الأمينات الحيوية في العمليات الفسيولوجية.
- تحديد وتوصيف العديد من المركبات الطبيعية الهامة: شملت هذه المركبات قلويدات الإرغوت، والإيميدازول، والثيروكسين.
- دراسة العلاقة بين التركيب الكيميائي والنشاط البيولوجي: ساهمت هذه الدراسات في تطوير أدوية جديدة.
- تطوير الأدوية والمطهرات خلال الحرب العالمية الأولى: ساهمت هذه الجهود في دعم جهود الحرب البريطانية.
أبحاثه حول الأمينات الحيوية
كانت أبحاث جورج بارجر حول الأمينات الحيوية من بين أهم إسهاماته العلمية. الأمينات الحيوية هي مجموعة من المركبات العضوية النيتروجينية التي تلعب دورًا هامًا في العديد من العمليات البيولوجية، بما في ذلك تنظيم ضغط الدم، ونقل النبضات العصبية، والاستجابة المناعية. تمكن بارجر من تطوير طرق جديدة لفصل وتحديد هذه المركبات، مما سمح له بدراسة أدوارها الفسيولوجية بالتفصيل.
من بين الأمينات الحيوية التي درسها بارجر، الهيستامين والتيرامين. الهيستامين هو وسيط كيميائي يشارك في ردود الفعل التحسسية والالتهابية. التيرامين هو أمين حيوي يمكن أن يسبب ارتفاعًا في ضغط الدم لدى بعض الأشخاص. ساهمت أبحاث بارجر في فهم أفضل لأدوار هذه الأمينات الحيوية في الصحة والمرض.
أبحاثه حول قلويدات الإرغوت
كان جورج بارجر أيضًا رائدًا في دراسة قلويدات الإرغوت، وهي مجموعة من المركبات الطبيعية التي تنتجها فطر الإرغوت. قلويدات الإرغوت لها مجموعة واسعة من التأثيرات البيولوجية، بما في ذلك تحفيز تقلصات الرحم، وتقليل النزيف بعد الولادة، وعلاج الصداع النصفي. تمكن بارجر من تحديد وتوصيف العديد من قلويدات الإرغوت، مما ساهم في فهم أفضل لخصائصها الدوائية.
من بين قلويدات الإرغوت التي درسها بارجر، الإرغوتامين والإرغونوفين. الإرغوتامين يستخدم لعلاج الصداع النصفي. الإرغونوفين يستخدم لتقليل النزيف بعد الولادة. ساهمت أبحاث بارجر في تطوير هذه الأدوية الهامة.
أبحاثه حول الإيميدازول
درس جورج بارجر أيضًا الإيميدازول، وهو مركب عضوي حلقي غير متجانس. الإيميدازول هو جزء من العديد من الجزيئات الحيوية الهامة، بما في ذلك الهيستيدين، وهو حمض أميني، والهيستامين، وهو أمين حيوي. ساهمت أبحاث بارجر في فهم أفضل للكيمياء الحيوية للإيميدازول.
أبحاثه حول الثيروكسين
كان جورج بارجر من بين أوائل العلماء الذين درسوا الثيروكسين، وهو هرمون الغدة الدرقية. الثيروكسين يلعب دورًا هامًا في تنظيم عملية التمثيل الغذائي. ساهمت أبحاث بارجر في فهم أفضل للكيمياء الحيوية للثيروكسين.
الجوائز والتكريمات
حصل جورج بارجر على العديد من الجوائز والتكريمات تقديراً لإسهاماته العلمية، بما في ذلك:
- زميل الجمعية الملكية (FRS)
- زميل الجمعية الملكية في إدنبرة (FRSE)
- زميل جمعية الكيمياء (FCS)
- دكتوراه في القانون (LLD)
إرثه
ترك جورج بارجر إرثًا دائمًا في مجال الكيمياء. ساهمت أبحاثه الرائدة في فهم أفضل للكيمياء الحيوية النباتية والكيمياء الدوائية. لعب دورًا محوريًا في تحديد وتوصيف العديد من المركبات الطبيعية الهامة، وترك بصمة واضحة على فهمنا للعلاقة بين التركيب الكيميائي والنشاط البيولوجي. كان بارجر أيضًا معلمًا ملهمًا، حيث أشرف على العديد من طلاب الدراسات العليا الذين أصبحوا فيما بعد علماء بارزين في مجال الكيمياء الحيوية.
خاتمة
كان جورج بارجر عالمًا كيميائيًا بريطانيًا بارزًا، اشتهر بإسهاماته في الكيمياء الحيوية النباتية والكيمياء الدوائية. من خلال أبحاثه الرائدة حول الأمينات الحيوية، وقلويدات الإرغوت، والإيميدازول، والثيروكسين، ترك بصمة واضحة على فهمنا للعلاقة بين التركيب الكيميائي والنشاط البيولوجي. كان بارجر معلمًا ملهمًا، وترك إرثًا دائمًا في مجال الكيمياء.