مقدمة
الفرقة العسكرية للميسيسيبي كانت تقسيمًا إداريًا للجيش الأمريكي خلال الحرب الأهلية الأمريكية. تم إنشاؤها لتجميع القيادة العسكرية لجميع القوات الاتحادية في الغرب الأوسط تحت قيادة موحدة. لعبت الفرقة دورًا حاسمًا في تأمين نهر الميسيسيبي للاتحاد وفي نهاية المطاف، تحقيق النصر في الحرب الأهلية.
تشكيل الفرقة
تم إنشاء الفرقة العسكرية للميسيسيبي رسميًا في 30 يناير 1864، بأمر من وزير الحرب إدوين ستانتون. وكان الغرض الرئيسي من إنشائها هو تبسيط القيادة والسيطرة على العمليات العسكرية في المسرح الغربي للحرب. قبل تشكيلها، كانت القوات الاتحادية في المنطقة تعمل تحت قيادة العديد من القادة المستقلين، مما أدى إلى نقص التنسيق والكفاءة.
تم اختيار اللواء يوليسيس غرانت، الذي كان يتمتع بالفعل بسمعة طيبة كقائد عسكري ناجح، لقيادة الفرقة الجديدة. كان هذا الاختيار بمثابة تقدير لقدرات غرانت القيادية الاستثنائية ونجاحاته السابقة في مسارح العمليات الغربية. تولى غرانت قيادة الفرقة في أوائل عام 1864، وسرعان ما بدأ في تنظيم وتوحيد القوات الخاضعة لإمرته.
الهيكل التنظيمي
شملت الفرقة العسكرية للميسيسيبي جيش تينيسي وجيش كمبرلاند وجيش أوهايو. كانت هذه الجيوش الثلاثة الكبيرة مسؤولة عن العمليات العسكرية في ولايات تينيسي وجورجيا وألاباما وميسيسيبي. كان كل جيش مقسماً إلى عدة فيالق وفرق، مما يوفر هيكل قيادة هرميًا سمح بالتخطيط والتنفيذ الفعالين للعمليات العسكرية.
- جيش تينيسي: بقيادة في البداية من قبل الجنرال ويليام تيكومسيه شيرمان، وكان جيش تينيسي قوة أساسية في الفرقة. لعب دورًا حاسمًا في حملة أتلانتا الشهيرة.
- جيش كمبرلاند: بقيادة الجنرال جورج هنري توماس، كان جيش كمبرلاند مسؤولاً عن العمليات في تينيسي وجورجيا. تميز الجيش بدوره الحاسم في معركة تشيكاموجا ومعركة ناشفيل.
- جيش أوهايو: بقيادة الجنرال جون مكليفلاند سكوفيلد، عمل جيش أوهايو في المقام الأول في تينيسي وكارولينا.
حملة أتلانتا
كانت حملة أتلانتا، التي استمرت من مايو إلى سبتمبر 1864، واحدة من أهم العمليات العسكرية التي قادتها الفرقة العسكرية للميسيسيبي. كان الهدف من الحملة هو الاستيلاء على مدينة أتلانتا، جورجيا، وهي مركز إمداد ولوجستي حيوي للجيش الكونفدرالي. قاد الجنرال ويليام تيكومسيه شيرمان، تحت الإشراف العام لغرانت، القوات الاتحادية في سلسلة من المناورات والمعارك ضد الجيش الكونفدرالي بقيادة الجنرال جوزيف جونستون ثم لاحقًا جون بيل هود.
شهدت الحملة معارك ضارية في أماكن مثل ريزاكا، وكاسينافيل، وكنيسة بيتش تري. تفوق شيرمان باستمرار على هود، مما أجبره على التراجع نحو أتلانتا. في 2 سبتمبر 1864، استولت القوات الاتحادية على أتلانتا، وهو نصر استراتيجي ولوجستي كبير للاتحاد. كان سقوط أتلانتا له تأثير عميق على معنويات الكونفدرالية وساعد في إعادة انتخاب الرئيس لينكولن في نوفمبر 1864.
مسيرة شيرمان إلى البحر
بعد الاستيلاء على أتلانتا، شرع الجنرال شيرمان في “مسيرة إلى البحر” الشهيرة، وهي حملة مدمرة عبر جورجيا. بدأت المسيرة في نوفمبر 1864 وانتهت في ديسمبر 1864، بهدف شل البنية التحتية الاقتصادية والعسكرية للكونفدرالية وإضعاف قدرتها على مواصلة الحرب.
تحركت قوات شيرمان عبر جورجيا، ودمرت السكك الحديدية والمصانع والمستودعات الأخرى ذات الأهمية العسكرية. كما استولت القوات الاتحادية على الإمدادات ودمرت المحاصيل، مما أثر بشدة على الاقتصاد الجنوبي. على الرغم من أن المسيرة كانت مثيرة للجدل بسبب تكتيكاتها المدمرة، إلا أنها لعبت دورًا حاسمًا في تسريع نهاية الحرب الأهلية.
وصلت قوات شيرمان إلى سافانا، جورجيا، في ديسمبر 1864 واستولت عليها دون مقاومة كبيرة. قدم شيرمان مدينة سافانا كهدية عيد الميلاد للرئيس لينكولن، وهو رمز قوي لنجاح الاتحاد في الحرب.
حملة كارولينا
بعد مسيرة شيرمان إلى البحر، حولت الفرقة العسكرية للميسيسيبي انتباهها إلى ولايات كارولينا. بدأت حملة كارولينا في فبراير 1865، بهدف الاستيلاء على ولايتي نورث كارولينا وساوث كارولينا، وهما ولايتان مهمتان من الناحية الاستراتيجية للكونفدرالية.
واجهت قوات شيرمان مقاومة من بقايا الجيش الكونفدرالي بقيادة الجنرال جوزيف جونستون. ومع ذلك، تفوق شيرمان باستمرار على جونستون وهزمه في سلسلة من المعارك. استولت القوات الاتحادية على مدن رئيسية مثل كولومبيا، وساوث كارولينا ورالي، ونورث كارولينا. مع اقتراب قوات شيرمان، أدرك الجيش الكونفدرالي أن القضية قد ضاعت.
في 26 أبريل 1865، استسلم الجنرال جوزيف جونستون للجنرال شيرمان بالقرب من دورهام، نورث كارولينا. كان هذا الاستسلام بمثابة نهاية فعالة للمقاومة الكونفدرالية في الجنوب الشرقي وساهم بشكل كبير في نهاية الحرب الأهلية.
حل الفرقة
بعد انتهاء الحرب الأهلية، لم تعد الفرقة العسكرية للميسيسيبي ضرورية. تم حل الفرقة رسميًا في أغسطس 1865. ومع ذلك، تم تذكر مساهمات الفرقة في مجهود الحرب الاتحادية لفترة طويلة.
إرث الفرقة
تركت الفرقة العسكرية للميسيسيبي إرثًا دائمًا في التاريخ العسكري الأمريكي. لعبت الفرقة دورًا حاسمًا في تأمين نهر الميسيسيبي للاتحاد وفي نهاية المطاف، تحقيق النصر في الحرب الأهلية. كانت حملة أتلانتا ومسيرة شيرمان إلى البحر وحملة كارولينا من بين أهم العمليات العسكرية في الحرب، وساعدت في تشكيل مسار الحرب.
أثبتت قيادة الجنرال يوليسيس غرانت والجنرال ويليام تيكومسيه شيرمان أنها حاسمة لنجاح الفرقة. كانت قدرة غرانت على التخطيط والإشراف على العمليات العسكرية المعقدة أمرًا بالغ الأهمية، في حين أن تصميم شيرمان وقدرته على تنفيذ الخطط الاستراتيجية أدت إلى العديد من الانتصارات الرئيسية. كان للفرقة العسكرية للميسيسيبي تأثير دائم على الجيش الأمريكي، وساعدت في تشكيل الطريقة التي يتم بها خوض الحروب اليوم.
تأثير الفرقة على سير الحرب الأهلية
لا يمكن التقليل من تأثير الفرقة العسكرية للميسيسيبي على مسار الحرب الأهلية. من خلال توحيد القيادة وتنسيق العمليات العسكرية، تمكنت الفرقة من تحقيق انتصارات استراتيجية حاسمة غيرت مجرى الحرب لصالح الاتحاد. على وجه الخصوص:
- السيطرة على نهر الميسيسيبي: كانت السيطرة على نهر الميسيسيبي هدفًا استراتيجيًا رئيسيًا للاتحاد، حيث قسم الكونفدرالية إلى قسمين وعزل الولايات الجنوبية الغربية. ساهمت الفرقة العسكرية للميسيسيبي بشكل كبير في تحقيق هذا الهدف من خلال الاستيلاء على مدن رئيسية على طول النهر مثل فيكسبيرغ ونيو أورلينز.
- شل القدرات الاقتصادية للكونفدرالية: من خلال تكتيكات الحرب الشاملة، مثل التي استخدمت في مسيرة شيرمان إلى البحر، تمكنت الفرقة من تدمير البنية التحتية الاقتصادية والعسكرية للكونفدرالية، مما أضعف قدرتها على مواصلة الحرب.
- رفع معنويات الاتحاد: أدت الانتصارات التي حققتها الفرقة العسكرية للميسيسيبي، وخاصة الاستيلاء على أتلانتا، إلى رفع معنويات الاتحاد بشكل كبير وساعدت في تعزيز الدعم الشعبي للحرب.
خاتمة
كانت الفرقة العسكرية للميسيسيبي قوة عسكرية حاسمة في الحرب الأهلية الأمريكية. تحت قيادة يوليسيس غرانت وويليام تيكومسيه شيرمان، لعبت الفرقة دورًا محوريًا في تحقيق النصر للاتحاد من خلال سلسلة من الحملات الناجحة. ساهمت الفرقة في تأمين نهر الميسيسيبي، وشل الاقتصاد الكونفدرالي، ورفع معنويات الاتحاد. يظل إرث الفرقة العسكرية للميسيسيبي جزءًا مهمًا من التاريخ العسكري الأمريكي.