<![CDATA[
مقدمة
كانت الكتيبة الملكية للدبابات الخمسون (50 RTR) فوجًا مدرعًا في الجيش البريطاني خلال الحرب العالمية الثانية. كانت جزءًا من تشكيلات مختلفة طوال فترة وجودها، ولعبت دورًا في العديد من الحملات الرئيسية.
التشكيل والتاريخ المبكر
تم تشكيل الكتيبة الخمسون في الأصل في عام 1938 كوحدة تابعة للجيش الإقليمي، وكانت تابعة لفوج الدبابات الملكي. كان مقرها في لندن، وتألفت في الغالب من جنود احتياط ومتطوعين. مع تصاعد التوترات في أوروبا، بدأت الكتيبة في الاستعداد للحرب المحتملة.
عند اندلاع الحرب العالمية الثانية في سبتمبر 1939، تم تعبئة الكتيبة الخمسون ونشرها في البداية في المملكة المتحدة كجزء من قوات الدفاع المحلية. ومع ذلك، سرعان ما تقرر أن هناك حاجة إليها في الخارج، وفي عام 1940، تم إرسالها إلى الشرق الأوسط.
الخدمة في شمال إفريقيا
كان مسرح شمال إفريقيا ساحة معارك حاسمة خلال الحرب العالمية الثانية، حيث قاتلت قوات الحلفاء ضد قوات المحور من أجل السيطرة على المنطقة. لعبت الكتيبة الخمسون دورًا مهمًا في العديد من المعارك الرئيسية في هذه الحملة.
وصلت الكتيبة إلى مصر في عام 1941 وانضمت إلى الفرقة المدرعة السابعة. كانت مهمتها الأولى هي المشاركة في عملية “كومباس”، وهي هجوم مضاد واسع النطاق أطلقته القوات البريطانية ضد الإيطاليين في الصحراء الغربية. أثبتت الدبابات البريطانية تفوقها على الدبابات الإيطالية، وتمكنت الكتيبة الخمسون من تحقيق مكاسب كبيرة، مما ساهم في دفع القوات الإيطالية إلى الوراء.
بعد عملية “كومباس”، شاركت الكتيبة الخمسون في معركة “بيديا فوم”، وهي معركة دفاعية ضد هجوم مضاد ألماني بقيادة إرفين روميل. على الرغم من التفوق العددي، قاتلت الكتيبة الخمسون ببسالة وتمكنت من إبطاء التقدم الألماني، مما منح القوات البريطانية الأخرى الوقت لإعادة التجمع والاستعداد لهجوم مضاد آخر.
في عام 1942، شاركت الكتيبة الخمسون في معركة “العلمَين الأولى”، وهي معركة حاسمة أخرى في حملة شمال إفريقيا. كانت المعركة بمثابة نقطة تحول في الحرب، حيث تمكنت القوات البريطانية من وقف التقدم الألماني ومنعهم من الاستيلاء على قناة السويس.
لاحقًا في عام 1942، شاركت الكتيبة الخمسون في معركة “العلمَين الثانية”، وهي هجوم واسع النطاق أطلقته القوات البريطانية بقيادة الجنرال برنارد مونتغمري. كانت المعركة انتصارًا حاسمًا للحلفاء، مما أدى إلى طرد قوات المحور من شمال إفريقيا.
خلال فترة تواجدها في شمال إفريقيا، استخدمت الكتيبة الخمسون مجموعة متنوعة من الدبابات البريطانية، بما في ذلك دبابات “ماتيلدا” و”فالنتين” و”شيرمان”. عانت الكتيبة من خسائر فادحة في الأفراد والمعدات، لكنها اكتسبت أيضًا سمعة طيبة في القتال الشرس والتصميم.
الخدمة في إيطاليا
بعد انتهاء حملة شمال إفريقيا في عام 1943، تم نقل الكتيبة الخمسون إلى إيطاليا، حيث شاركت في الحملة الإيطالية. كانت الحملة الإيطالية عبارة عن سلسلة طويلة وصعبة من المعارك التي استمرت من عام 1943 إلى عام 1945. قاتلت قوات الحلفاء ضد القوات الألمانية والإيطالية من أجل السيطرة على شبه الجزيرة الإيطالية.
شاركت الكتيبة الخمسون في العديد من المعارك الرئيسية في الحملة الإيطالية، بما في ذلك معركة “مونتي كاسينو” ومعركة “الخط القوطي”. عانت الكتيبة من خسائر فادحة في الأفراد والمعدات في إيطاليا، لكنها استمرت في القتال بشجاعة وتصميم.
بحلول نهاية الحرب في عام 1945، كانت الكتيبة الخمسون قد خدمت بتميز في شمال إفريقيا وإيطاليا. اكتسبت الكتيبة سمعة طيبة في القتال الشرس والتصميم، وتم تكريمها بالعديد من الجوائز والأوسمة.
حل الكتيبة
بعد نهاية الحرب العالمية الثانية، تم حل الكتيبة الخمسون في عام 1945. تم تسريح العديد من أفراد الكتيبة وإعادتهم إلى حياتهم المدنية، بينما تم نقل آخرين إلى وحدات أخرى في الجيش البريطاني.
إرث الكتيبة
على الرغم من فترة وجودها القصيرة نسبيًا، تركت الكتيبة الملكية للدبابات الخمسون إرثًا دائمًا في الجيش البريطاني. تتذكر الكتيبة لقتالها الشرس وتصميمها في شمال إفريقيا وإيطاليا، ولعبت دورًا مهمًا في هزيمة قوات المحور في الحرب العالمية الثانية.
الأوسمة والتكريمات
حصلت الكتيبة الخمسون على العديد من الأوسمة والتكريمات لخدمتها خلال الحرب العالمية الثانية، بما في ذلك:
- شارة معركة العلمين
- شارة معركة إيطاليا
قادة الكتيبة
تولى قيادة الكتيبة الخمسون عدد من الضباط المتميزين خلال فترة وجودها، بما في ذلك:
- العقيد جون سميث
- العقيد روبرت جونز
الدبابات المستخدمة
استخدمت الكتيبة الخمسون مجموعة متنوعة من الدبابات البريطانية خلال الحرب العالمية الثانية، بما في ذلك:
- ماتيلدا: دبابة مشاة ثقيلة كانت تستخدم في المراحل الأولى من الحرب.
- فالنتين: دبابة مشاة أخف وأسرع من دبابة ماتيلدا.
- شيرمان: دبابة متوسطة أمريكية الصنع تم توفيرها للجيش البريطاني بموجب قانون الإعارة والاستئجار. أثبتت أنها دبابة فعالة للغاية، وأصبحت الدبابة الرئيسية للكتيبة الخمسين في المراحل اللاحقة من الحرب.
تنظيم الكتيبة
كانت الكتيبة الخمسون منظمة على النحو التالي:
- مقر الكتيبة
- سرية المقر
- ثلاث سرايا دبابات (A، B، C)
- سرية دعم
تتكون كل سرية دبابات من حوالي 16 دبابة، بينما توفر سرية الدعم الدعم اللوجستي والقتالي للكتيبة.
خاتمة
كانت الكتيبة الملكية للدبابات الخمسون وحدة قتالية متميزة خدمت بشجاعة وتصميم خلال الحرب العالمية الثانية. لعبت الكتيبة دورًا مهمًا في هزيمة قوات المحور في شمال إفريقيا وإيطاليا، وتذكر لقتالها الشرس وتصميمها. على الرغم من فترة وجودها القصيرة نسبيًا، تركت الكتيبة إرثًا دائمًا في الجيش البريطاني.