نشأته وتعليمه
ولد سيبا سميث في باكلاند بولاية مين في 14 سبتمبر 1792. تلقى تعليمه في كلية بودوين في برونزويك، مين، وتخرج منها عام 1818. بعد التخرج، عمل لفترة وجيزة كمعلم قبل أن يتحول إلى الصحافة.
مسيرته المهنية في الصحافة
بدأ سميث مسيرته الصحفية في بورتلاند بولاية مين، حيث أسس صحيفة “بورتلاند كورير” في عام 1830. في هذه الصحيفة، بدأ في نشر رسائل من شخصية “ماجور جاك داونينج”، وهو رجل يانكي بسيط ولكنه ذكي يقدم تعليقات ساخرة على الأحداث السياسية والاجتماعية. سرعان ما اكتسبت هذه الرسائل شعبية كبيرة، وأصبحت “ماجور جاك داونينج” شخصية معروفة على نطاق واسع.
شخصية ماجور جاك داونينج
كان “ماجور جاك داونينج” شخصية خيالية ابتكرها سيبا سميث لتمثيل وجهة نظر الرجل العادي حول السياسة والأحداث الجارية. كان داونينج رجلاً من الريف، يتحدث بلهجة عامية، ولكنه كان يتمتع بذكاء فطري وقدرة على تحليل الأمور بشكل نقدي. من خلال رسائله، انتقد سميث السياسيين الفاسدين، وكشف عن النفاق الاجتماعي، وسخر من التوجهات الشعبية السائدة في عصره.
أصبح “ماجور جاك داونينج” رمزًا للاحتجاج الشعبي والفكاهة السياسية. تم نشر رسائله في الصحف والمجلات في جميع أنحاء البلاد، وتم تجميعها لاحقًا في كتب حققت مبيعات كبيرة. استمر سميث في كتابة رسائل “ماجور جاك داونينج” لعدة سنوات، وغطت مجموعة واسعة من المواضيع، من الانتخابات الرئاسية إلى قضايا العبودية والتوسع الإقليمي.
أعمال أخرى
بالإضافة إلى رسائل “ماجور جاك داونينج”، كتب سيبا سميث العديد من الأعمال الأخرى، بما في ذلك:
- ‘Powhatan; a Metrical Romance’ (1841): قصيدة ملحمية تحكي قصة بووهاتان، زعيم قبيلة هندية في ولاية فرجينيا.
- ‘New Elements of Geometry’ (1850): كتاب مدرسي في الهندسة.
- ‘My Thirty Years Out of the Senate’ (1859): مجموعة من المقالات الساخرة التي تنتقد السياسة الأمريكية.
على الرغم من أن سميث كان معروفًا في المقام الأول بفكاهته السياسية، إلا أنه كان أيضًا كاتبًا موهوبًا في مجموعة متنوعة من الأنواع. كان يتمتع بأسلوب كتابة واضح ومباشر، وقدرة على إيصال أفكاره بفعالية.
زواجه من إليزابيث أوكس سميث
تزوج سيبا سميث من إليزابيث أوكس برينس في عام 1823. كانت إليزابيث كاتبة وشاعرة ناجحة بحد ذاتها، وكتبت العديد من الروايات والقصائد والمسرحيات. كان للزوجين ستة أطفال. كانت إليزابيث شريكة داعمة لسيبا في مسيرته المهنية، وساعدته في تحرير كتاباته وتنقيحها.
بعد وفاة سيبا، كتبت إليزابيث سيرة ذاتية عنه بعنوان “سيبا سميث: Maine’s First Humorist” (1892)، والتي قدمت نظرة ثاقبة على حياته وعمله.
حياته اللاحقة ووفاته
في سنواته اللاحقة، عانى سيبا سميث من مشاكل صحية وتراجع في شعبيته. توفي في نورويتش بولاية نيويورك في 28 يوليو 1868، عن عمر يناهز 75 عامًا. على الرغم من أنه نسي إلى حد كبير بعد وفاته، إلا أن عمله لا يزال ذا قيمة لفهم الفكاهة السياسية والثقافة الشعبية في القرن التاسع عشر في أمريكا.
تأثيره وإرثه
كان لسيبا سميث تأثير كبير على تطور الفكاهة السياسية في أمريكا. ساعدت شخصية “ماجور جاك داونينج” في تمهيد الطريق للعديد من الفكاهيين السياسيين الآخرين الذين تبعوه، مثل مارك توين وويل روجرز. لا يزال عمل سميث يُقرأ ويُدرس اليوم كجزء مهم من تاريخ الأدب الأمريكي.
إرثه يكمن في قدرته على استخدام الفكاهة لكشف النفاق السياسي والاجتماعي، وفي صوته الفريد الذي يمثل وجهة نظر الرجل العادي. كان سميث رائدًا في استخدام الفكاهة العامية لانتقاد السلطة، وقد ألهم عمله أجيالًا من الكتاب والفنانين.
أهمية كتابات سيبا سميث
تكمن أهمية كتابات سيبا سميث في عدة جوانب:
- توثيق التاريخ الاجتماعي والسياسي: تقدم رسائل “ماجور جاك داونينج” نظرة ثاقبة على الأحداث والقضايا التي شغلت الرأي العام في القرن التاسع عشر في أمريكا.
- تطوير الفكاهة السياسية: لعب سميث دورًا رائدًا في استخدام الفكاهة لانتقاد السياسة والسلطة، مما أثر على العديد من الفكاهيين الآخرين.
- تمثيل صوت الرجل العادي: مثلت شخصية “ماجور جاك داونينج” وجهة نظر الرجل العادي، مما جعل كتابات سميث ذات صلة بالجمهور الواسع.
- الكشف عن النفاق الاجتماعي: لم يتردد سميث في كشف النفاق الاجتماعي والسخرية من التوجهات الشعبية السائدة في عصره.
خاتمة
كان سيبا سميث فكاهيًا وكاتبًا أمريكيًا بارزًا، اشتهر بشخصية “ماجور جاك داونينج”. من خلال رسائله الساخرة، انتقد سميث السياسة والمجتمع في عصره، وقدم نظرة ثاقبة على الحياة في القرن التاسع عشر في أمريكا. كان له تأثير كبير على تطور الفكاهة السياسية، ولا يزال عمله ذا قيمة لفهم تاريخ الأدب والثقافة الأمريكية.