التاريخ المبكر والتأسيس
تعود جذور الوِيلزيين في ليفربول إلى حركة المتطوعين في أواخر القرن التاسع عشر، وهي فترة شهدت تزايد الاهتمام بالدفاع الوطني في بريطانيا. تأسست العديد من الوحدات التطوعية في جميع أنحاء البلاد، وكانت تهدف إلى استكمال الجيش النظامي في حالة الغزو أو أي طارئ وطني آخر. تأسست الوحدة تحديدًا استجابةً للمجتمع الويلزي الكبير والمتنامي في ليفربول.
في عام 1860، تم تشكيل سلك بنادق المتطوعين الأول في ليفربول، والذي كان يتألف بشكل أساسي من رجال من أصل ويلزي. كان الهدف هو توفير قوة دفاع محلية قادرة على حماية المدينة والمناطق المحيطة بها. اكتسبت الوحدة بسرعة شعبية واجتذبت مجندين من خلفيات مختلفة، ولكن ظلت هويتها الويلزية قوية.
مع مرور الوقت، خضعت الوحدة لعدة تغييرات في الاسم والتنظيم. في عام 1880، تم تغيير اسمها إلى كتيبة المتطوعين الرابعة من فوج الملك (ليفربول). على الرغم من هذا التغيير، حافظت الوحدة على ارتباطها الوثيق بالمجتمع الويلزي في ليفربول. لعبت جمعية ويلزية محلية دورًا حاسمًا في دعم الوحدة وتجنيد أعضاء جدد.
الجيش الإقليمي
في عام 1908، تم دمج القوات التطوعية في الجيش الإقليمي الجديد، وهو قوة احتياطية بدوام جزئي مصممة لتوفير قوة دفاع ثانية للجيش النظامي. أصبح الويلزيون في ليفربول جزءًا من الجيش الإقليمي تحت اسم كتيبة ليفربول الويلزية السابعة. استمرت الوحدة في جذب المجندين من المجتمع الويلزي، وحافظت على تقاليدها وهويتها المميزة.
كانت الكتيبة السابعة جزءًا من لواء غرب لانكشاير، وهي وحدة أخرى من الجيش الإقليمي. تم تدريب رجال الكتيبة السابعة بشكل دوري، وكانوا يخضعون لمعسكرات تدريب سنوية لتحسين مهاراتهم العسكرية والحفاظ على استعدادهم.
الحرب العالمية الأولى
عند اندلاع الحرب العالمية الأولى في عام 1914، تم تعبئة الكتيبة السابعة من ليفربول الويلزية ونشرها في الخارج. خدمت الوحدة في الجبهة الغربية، وشاركت في العديد من المعارك الكبرى. عانى الويلزيون في ليفربول من خسائر فادحة خلال الحرب، لكنهم اكتسبوا سمعة طيبة لشجاعتهم وتصميمهم.
شاركت الكتيبة في معارك مثل معركة لوس عام 1915 و معركة السوم عام 1916. خلال هذه المعارك، أظهر رجال الكتيبة السابعة شجاعة كبيرة، وغالبًا ما كانوا يواجهون صعابًا كبيرة. تكبدت الوحدة خسائر فادحة، لكنها استمرت في القتال بشجاعة.
بعد الحرب، تم حل الكتيبة السابعة من ليفربول الويلزية. ومع ذلك، تم تخليد ذكرى خدمتهم من خلال نصب تذكاري في ليفربول، وتاريخهم جزء مهم من التراث العسكري للمدينة.
بين الحربين العالميتين
بعد الحرب العالمية الأولى، تم إعادة تشكيل الجيش الإقليمي، وتم تشكيل الكتيبة 155 (ليفربول الويلزية) المدفعية الميدانية الملكية في عام 1920. كانت هذه الوحدة الجديدة جزءًا من المدفعية الملكية، وتألفت من رجال من منطقة ليفربول، بما في ذلك العديد من قدامى المحاربين من الكتيبة السابعة.
خلال فترة ما بين الحربين، استمرت الكتيبة 155 في التدريب والتطوير. شارك رجال الوحدة في معسكرات تدريب سنوية، وتعلموا مهارات جديدة في المدفعية. حافظت الوحدة أيضًا على علاقات قوية مع المجتمع الويلزي في ليفربول، وشاركت في العديد من الفعاليات والاحتفالات المحلية.
الحرب العالمية الثانية
عند اندلاع الحرب العالمية الثانية في عام 1939، تم تعبئة الكتيبة 155 (ليفربول الويلزية) المدفعية الميدانية الملكية مرة أخرى ونشرها في الخارج. خدمت الوحدة في أوروبا وشمال إفريقيا والشرق الأوسط، وشاركت في العديد من المعارك الكبرى.
لعب رجال الوحدة دورًا حاسمًا في دعم القوات البرية، وقدموا نيران مدفعية دقيقة وفعالة. شاركوا في معارك مثل معركة العلمين في عام 1942، حيث ساعدوا في هزيمة الجيش الألماني.
بعد الحرب، تم حل الكتيبة 155 (ليفربول الويلزية) المدفعية الميدانية الملكية. ومع ذلك، تم تخليد ذكرى خدمتهم من خلال نصب تذكاري في ليفربول، وتاريخهم جزء مهم من التراث العسكري للمدينة.
الإرث والأهمية
يعتبر الويلزيون في ليفربول مثالًا بارزًا على دور المجتمعات العرقية والإقليمية في المساهمة في الدفاع الوطني. على مر السنين، لعبت الوحدة دورًا مهمًا في حماية ليفربول والمملكة المتحدة. خدمت الوحدة في العديد من النزاعات، واكتسبت سمعة طيبة لشجاعتها وتصميمها.
تاريخ الويلزيين في ليفربول هو أيضًا شهادة على أهمية الجيش الإقليمي. لعب الجيش الإقليمي دورًا حاسمًا في توفير قوة دفاع ثانية للجيش النظامي، وساهم في حماية المملكة المتحدة في أوقات الحرب.
لا يزال إرث الويلزيين في ليفربول حيًا حتى اليوم. يتم تذكر الوحدة من خلال نصب تذكاري في ليفربول، وتاريخهم جزء مهم من التراث العسكري للمدينة. كما يتم الاحتفال بإرث الوحدة من خلال العديد من الفعاليات والاحتفالات التي تقام في ليفربول كل عام.
الأزياء والتقاليد
تميز الويلزيون في ليفربول بزي عسكري فريد من نوعه، والذي كان يعكس هويتهم الويلزية. ارتدى رجال الوحدة سترات حمراء وسراويل زرقاء وقبعات سوداء. تم تزيين زيهم أيضًا برموز ويلزية، مثل التنين الأحمر.
كان لدى الوحدة أيضًا العديد من التقاليد الفريدة. على سبيل المثال، كان لدى الوحدة فرقة موسيقية تعزف الموسيقى الويلزية التقليدية. كانت الوحدة أيضًا تشارك في العديد من الفعاليات والاحتفالات المحلية.
التأثير على المجتمع الويلزي في ليفربول
كان للويلزيين في ليفربول تأثير كبير على المجتمع الويلزي في ليفربول. وفرت الوحدة فرصة للرجال من أصل ويلزي للخدمة في الجيش معًا والحفاظ على هويتهم الويلزية. كما ساعدت الوحدة على تعزيز الشعور بالفخر والوحدة في المجتمع الويلزي.
لعبت الوحدة أيضًا دورًا مهمًا في دعم الثقافة الويلزية في ليفربول. شاركت الوحدة في العديد من الفعاليات والاحتفالات المحلية، وساعدت في الترويج للغة والثقافة الويلزية.
خاتمة
كان الويلزيون في ليفربول وحدة عسكرية فريدة من نوعها لعبت دورًا مهمًا في تاريخ ليفربول والمملكة المتحدة. خدمت الوحدة في العديد من النزاعات، واكتسبت سمعة طيبة لشجاعتها وتصميمها. كان للوحدة أيضًا تأثير كبير على المجتمع الويلزي في ليفربول، وساعدت في تعزيز الشعور بالفخر والوحدة.