التاريخ
في عام 1938، ومع تزايد التوتر في أوروبا، قررت الحكومة البريطانية مضاعفة حجم الجيش الإقليمي. وتقرر أن تتحول العديد من كتائب المشاة إلى وحدات مدرعة. تم اختيار الكتيبة الأولى/السابعة من فوج مانشستر، ومقرها في أولدهام، ليتم تحويلها إلى فوج مدرع، وتمت إعادة تسميتها بالفوج الملكي للدبابات الحادي والأربعون (أولهام) في 1 ديسمبر 1938.
في البداية، تم تجهيز الفوج بدبابات خفيفة قديمة من طراز “فيكرز”. ومع ذلك، بحلول عام 1939، بدأ الفوج في تلقي دبابات “ماتيلدا” الأكثر حداثة. تدرب الفوج في جميع أنحاء المملكة المتحدة خلال السنوات الأولى من الحرب العالمية الثانية.
الحرب العالمية الثانية
حملة شمال أفريقيا:
في عام 1941، تم إرسال الفوج الملكي للدبابات الحادي والأربعون (أولهام) إلى شمال أفريقيا للانضمام إلى الفرقة المدرعة الثامنة. وصل الفوج إلى مصر في سبتمبر 1941، وسرعان ما شارك في القتال. لعب الفوج دورًا بارزًا في عملية “كروسيدر” في نوفمبر وديسمبر 1941، حيث عانى من خسائر فادحة. استمر الفوج في القتال في شمال أفريقيا طوال عام 1942، وشارك في معارك مثل معركة “العلمین الأولى” ومعركة “العلمين الثانية”.
حملة إيطاليا:
في عام 1943، تم نقل الفوج الملكي للدبابات الحادي والأربعون (أولهام) إلى إيطاليا، حيث انضم إلى الفرقة المدرعة السابعة. شارك الفوج في معارك مثل معركة “مونتي كاسينو” ومعركة “الخط القوطي”. استمر الفوج في القتال في إيطاليا حتى نهاية الحرب في عام 1945.
بعد الحرب
بعد الحرب، عاد الفوج الملكي للدبابات الحادي والأربعون (أولهام) إلى المملكة المتحدة. في عام 1956، تم دمج الفوج مع الفوج الملكي للدبابات الأربعين لتشكيل الفوج الملكي للدبابات الرابع/الأربعين.
الشعار
حمل الفوج شارة مدينة أولدهام على قبعات جنوده.
التكريمات القتالية
حصل الفوج الملكي للدبابات الحادي والأربعون (أولهام) على التكريمات القتالية التالية:
- عملية “كروسيدر”
- العلمين
- شمال أفريقيا 1941-1943
- إيطاليا 1943-1945
القادة
- 1938-1940: اللفتنانت كولونيل إدوارد بارنارد
- 1940-1942: اللفتنانت كولونيل ريجنالد مكري
- 1942-1943: اللفتنانت كولونيل روبرت جور
- 1943-1945: اللفتنانت كولونيل جورج جيبس
- 1945-1956: (قائمة غير مكتملة)
الدور في عملية “كروسيدر”
كانت عملية “كروسيدر” هجومًا كبيرًا شنته قوات الحلفاء في شمال إفريقيا في نوفمبر وديسمبر 1941. كان الهدف من العملية هو رفع الحصار عن طبرق وتدمير القوات المدرعة الألمانية والإيطالية في المنطقة. لعب الفوج الملكي للدبابات الحادي والأربعون (أولهام) دورًا مهمًا في العملية، حيث كان جزءًا من الفرقة المدرعة الثامنة. شارك الفوج في العديد من المعارك الشرسة، بما في ذلك معركة “سيدي رزق”. على الرغم من الخسائر الفادحة، ساهم الفوج في نجاح العملية.
المشاركة في معركة العلمين الثانية
تعتبر معركة العلمين الثانية نقطة تحول حاسمة في حملة شمال إفريقيا خلال الحرب العالمية الثانية. دارت المعركة في الفترة من 23 أكتوبر إلى 11 نوفمبر 1942، وشهدت هزيمة القوات الألمانية والإيطالية بقيادة المشير إرفين رومل على يد قوات الحلفاء بقيادة الفريق برنارد مونتغمري. شارك الفوج الملكي للدبابات الحادي والأربعون (أولهام) في هذه المعركة الحاسمة، وكان له دور فعال في تحقيق النصر. تمركز الفوج ضمن الفرقة المدرعة السابعة، ولعب دورًا رئيسيًا في اختراق خطوط العدو والضغط باتجاه الغرب. واجه الفوج مقاومة عنيفة من الدبابات الألمانية، لكنه صمد وقدم مساهمة كبيرة في تحقيق النصر النهائي للحلفاء في العلمين.
الخدمة في إيطاليا
بعد انتهاء حملة شمال إفريقيا، تم نقل الفوج الملكي للدبابات الحادي والأربعون (أولهام) إلى إيطاليا للمشاركة في الحملة الإيطالية. كانت الحملة الإيطالية عبارة عن سلسلة من العمليات العسكرية التي شنها الحلفاء لتحرير إيطاليا من سيطرة قوات المحور. انضم الفوج إلى الفرقة المدرعة السابعة، وشارك في معارك مهمة مثل معركة مونتي كاسينو ومعركة الخط القوطي. قاتل الفوج بشجاعة في التضاريس الصعبة لإيطاليا، وساهم في التقدم التدريجي لقوات الحلفاء شمالًا. شهدت هذه الحملة أيضًا تحديات كبيرة بسبب الطبيعة الجبلية للأرض والمقاومة الشرسة التي أبداها الألمان.
التحديات والصعوبات
واجه الفوج الملكي للدبابات الحادي والأربعون (أولهام) العديد من التحديات والصعوبات طوال فترة وجوده. خلال الحرب العالمية الثانية، عانى الفوج من خسائر فادحة في الأفراد والمعدات. كانت ظروف القتال في شمال إفريقيا وإيطاليا قاسية، وكان على جنود الفوج أن يتحملوا الحرارة الشديدة والغبار والمرض. بالإضافة إلى ذلك، كان الفوج يعاني في كثير من الأحيان من نقص في الإمدادات والمؤن. على الرغم من هذه التحديات، ظل الفوج ملتزمًا بواجبه وقاتل بشجاعة في كل معركة شارك فيها.
الإرث
على الرغم من حله في عام 1956، لا يزال الفوج الملكي للدبابات الحادي والأربعون (أولهام) يُذكر باعتباره وحدة متميزة في الجيش البريطاني. خدم جنود الفوج بشجاعة وتميز في العديد من المعارك المهمة خلال الحرب العالمية الثانية. لعب الفوج دورًا حيويًا في حملتي شمال إفريقيا وإيطاليا، وساهم في نهاية المطاف في انتصار الحلفاء على قوات المحور. يظل إرث الفوج حيًا في تاريخ أولدهام وفي قلوب أولئك الذين خدموا فيه.
خاتمة
كان الفوج الملكي للدبابات الحادي والأربعون (أولهام) وحدة مدرعة مهمة في الجيش البريطاني، خدمت من عام 1938 إلى عام 1956. شارك الفوج في العديد من المعارك الحاسمة خلال الحرب العالمية الثانية، بما في ذلك معركة العلمين الثانية وحملتي شمال إفريقيا وإيطاليا. على الرغم من التحديات والصعوبات التي واجهها، أظهر الفوج شجاعة وتفانيًا، ولا يزال يُذكر حتى اليوم باعتباره وحدة متميزة. تم حل الفوج في عام 1956، ولكن إرثه لا يزال حيًا في تاريخ أولدهام وفي قلوب أولئك الذين خدموا فيه. يعتبر الفوج رمزًا للتضحية والخدمة في سبيل الوطن.