نشأته وتعليمه
ولد فيرنر سومي في إيفيلث بولاية مينيسوتا، لعائلة فنلندية مهاجرة. أظهر منذ صغره اهتمامًا بالعلوم والطقس. بعد المدرسة الثانوية، التحق بجامعة وينونا ستيت، حيث حصل على درجة البكالوريوس في الفيزياء والرياضيات عام 1938. ثم حصل على درجة الماجستير في الفيزياء من جامعة شيكاغو عام 1940، ودرجة الدكتوراه في الأرصاد الجوية من جامعة شيكاغو عام 1953.
مسيرته المهنية
بعد حصوله على درجة الدكتوراه، انضم سومي إلى هيئة التدريس في جامعة ويسكونسن ماديسون في عام 1948، حيث أسس قسم الأرصاد الجوية. هناك، قاد فريقًا من الباحثين الذين طوروا أول قمر صناعي للأرصاد الجوية، وهو Vanguard 2، الذي تم إطلاقه في عام 1959. على الرغم من أن Vanguard 2 لم ينجح في جمع الكثير من البيانات بسبب مشاكل في الدوران، إلا أنه أثبت إمكانية استخدام الأقمار الصناعية لمراقبة الطقس من الفضاء.
واصل سومي وفريقه تطوير تقنيات جديدة للأقمار الصناعية للأرصاد الجوية. في عام 1966، أطلقوا القمر الصناعي ATS-1، الذي كان أول قمر صناعي متزامن مع الأرض قادر على توفير صور مستمرة للطقس. سمح هذا للعلماء بمراقبة تطور العواصف وأنظمة الطقس الأخرى في الوقت الفعلي.
كان سومي أيضًا رائدًا في تطوير استخدام الحواسيب في الأرصاد الجوية. في الستينيات، قاد فريقًا قام بتطوير أحد أول نماذج التنبؤ بالطقس الحاسوبية. ساعد هذا النموذج على تحسين دقة التنبؤات الجوية بشكل كبير.
بالإضافة إلى عمله في مجال الأقمار الصناعية للأرصاد الجوية والحوسبة، كان سومي أيضًا مهتمًا باستكشاف الغلاف الجوي للأرض. في السبعينيات، قاد فريقًا قام بتطوير نظام بحث الغلاف الجوي المحمول (AMR)، وهو عبارة عن سلسلة من الأدوات المحمولة التي يمكن استخدامها لقياس درجة الحرارة والرطوبة والرياح. تم استخدام AMR في مجموعة متنوعة من المشاريع البحثية، بما في ذلك دراسة كيفية تأثير الغابات على الطقس.
تقاعد سومي من جامعة ويسكونسن ماديسون في عام 1986، لكنه استمر في نشاطه في مجال الأرصاد الجوية حتى وفاته في عام 1995. خلال حياته المهنية، حصل سومي على العديد من الجوائز والأوسمة، بما في ذلك الميدالية الوطنية للعلوم في عام 1977، وجائزة كيوتو في عام 1993.
إسهاماته الرئيسية
يمكن تلخيص إسهامات فيرنر سومي الرئيسية في مجال الأرصاد الجوية في النقاط التالية:
- تطوير الأقمار الصناعية للأرصاد الجوية: كان سومي رائدًا في استخدام الأقمار الصناعية لمراقبة الطقس من الفضاء. ساعد عمله في تطوير أول قمر صناعي للأرصاد الجوية وأول قمر صناعي متزامن مع الأرض على إحداث ثورة في مجال الأرصاد الجوية.
- تطوير استخدام الحواسيب في الأرصاد الجوية: كان سومي من أوائل من أدركوا إمكانات الحواسيب في التنبؤ بالطقس. قاد فريقه تطوير أحد أول نماذج التنبؤ بالطقس الحاسوبية، مما ساعد على تحسين دقة التنبؤات الجوية بشكل كبير.
- استكشاف الغلاف الجوي للأرض: كان سومي مهتمًا باستكشاف الغلاف الجوي للأرض. قاد فريقه تطوير نظام بحث الغلاف الجوي المحمول (AMR)، والذي تم استخدامه في مجموعة متنوعة من المشاريع البحثية.
جوائز وتكريمات
حصل فيرنر سومي على العديد من الجوائز والأوسمة خلال حياته المهنية، مما يعكس تأثيره الكبير على مجال الأرصاد الجوية. بعض أبرز هذه الجوائز والتكريمات تشمل:
- الميدالية الوطنية للعلوم (1977): أعلى وسام تمنحه حكومة الولايات المتحدة للعلماء والمهندسين.
- جائزة كيوتو (1993): جائزة دولية مرموقة تُمنح للإنجازات المتميزة في مجالات العلوم الأساسية والتكنولوجيا المتقدمة والفنون والفلسفة.
- جائزة تشارلز فرانكلين بروكس من الجمعية الأمريكية للأرصاد الجوية (1961): تقدير لإسهاماته البارزة في فهم وتطوير الأرصاد الجوية.
- جائزة هوديلام من معهد فرانكلين (1967): تقدير لمساهماته في العلوم.
- عضوية الأكاديمية الوطنية للهندسة
- عضوية الأكاديمية الوطنية للعلوم
تعكس هذه الجوائز والتكريمات التقدير الواسع النطاق لمساهمات فيرنر سومي الرائدة في مجال الأرصاد الجوية وتأثيره العميق على فهمنا للطقس والمناخ.
تأثيره وإرثه
لا يمكن المبالغة في تقدير تأثير فيرنر سومي على مجال الأرصاد الجوية. لقد غير عمله في مجال الأقمار الصناعية للأرصاد الجوية والحوسبة واستكشاف الغلاف الجوي للأرض الطريقة التي نفهم بها الطقس والمناخ. ساعد عمله على تحسين دقة التنبؤات الجوية، مما أنقذ الأرواح والممتلكات. ألهم عمله أيضًا جيلًا جديدًا من علماء الأرصاد الجوية. ولا يزال إرثه حياً اليوم من خلال عمل العديد من العلماء والمهندسين الذين يواصلون تطوير تقنيات جديدة للأرصاد الجوية.
تطبيقات عملية لإنجازاته
تطبيقات إنجازات فيرنر سومي العملية واسعة ومتنوعة، وتؤثر على جوانب مختلفة من حياتنا اليومية. بعض هذه التطبيقات تشمل:
- تحسين التنبؤات الجوية: ساهمت تقنيات الأقمار الصناعية والنماذج الحاسوبية التي طورها سومي وفريقه بشكل كبير في تحسين دقة التنبؤات الجوية قصيرة وطويلة المدى. وهذا يساعد الأفراد والشركات والحكومات على اتخاذ قرارات مستنيرة بشأن الأنشطة اليومية والتخطيط للمستقبل.
- مراقبة الكوارث الطبيعية: تلعب الأقمار الصناعية للأرصاد الجوية دورًا حاسمًا في مراقبة الكوارث الطبيعية مثل الأعاصير والأعاصير المدارية والفيضانات والجفاف وحرائق الغابات. تسمح هذه المراقبة بإصدار تحذيرات مبكرة، مما يساعد على إنقاذ الأرواح وتقليل الأضرار.
- تحسين إدارة الموارد الزراعية: يمكن استخدام بيانات الأقمار الصناعية والنماذج الحاسوبية لتحسين إدارة الموارد الزراعية مثل المياه والأسمدة. يمكن أن يساعد ذلك المزارعين على زيادة إنتاجية المحاصيل وتقليل الأثر البيئي للزراعة.
- دعم صناعة الطيران: تعتمد صناعة الطيران بشكل كبير على التنبؤات الجوية الدقيقة لضمان سلامة وكفاءة الرحلات الجوية. تساعد بيانات الأقمار الصناعية والنماذج الحاسوبية على توفير هذه التنبؤات، مما يقلل من خطر الحوادث ويحسن كفاءة استهلاك الوقود.
- دراسة تغير المناخ: تلعب الأقمار الصناعية للأرصاد الجوية دورًا حيويًا في دراسة تغير المناخ من خلال توفير بيانات طويلة الأجل حول درجة الحرارة والرطوبة والرياح وغيرها من المتغيرات المناخية. تساعد هذه البيانات العلماء على فهم أسباب وعواقب تغير المناخ وتطوير استراتيجيات للتخفيف من آثاره.
خاتمة
فيرنر إي. سومي كان شخصية رائدة في مجال الأرصاد الجوية، حيث ساهم بشكل كبير في تطوير الأقمار الصناعية للأرصاد الجوية والحوسبة واستكشاف الغلاف الجوي للأرض. لقد غير عمله الطريقة التي نفهم بها الطقس والمناخ، ولا يزال إرثه حياً اليوم من خلال عمل العديد من العلماء والمهندسين الذين يواصلون تطوير تقنيات جديدة للأرصاد الجوية.