التأسيس والتكوين الأولي
تأسس الفوج الملكي السابع للدبابات في عام 1917، خلال الحرب العالمية الأولى، كجزء من فيلق الدبابات الملكي (Royal Tank Corps). كان الهدف من إنشاء هذا الفيلق هو تطوير واستخدام الدبابات كسلاح فعال في الحرب، نظرًا لما أظهرته من إمكانيات في اختراق خطوط العدو وتحقيق التقدم في ساحة المعركة.
في البداية، كان الفوج يتألف من عدد قليل من الضباط والجنود، بالإضافة إلى عدد محدود من الدبابات. تم تدريب الأفراد على استخدام الدبابات وصيانتها، وتطوير التكتيكات المناسبة لاستخدامها في المعركة. كانت الدبابات في ذلك الوقت بدائية نسبيًا، وتعتمد على محركات احتراق داخلي بسيطة، وكانت عرضة للأعطال الميكانيكية. ومع ذلك، فقد أظهرت إمكانيات كبيرة في اختراق الدفاعات الألمانية.
الحرب العالمية الأولى
شارك الفوج الملكي السابع للدبابات في العديد من المعارك الهامة خلال الحرب العالمية الأولى. كانت الدبابات تلعب دورًا حاسمًا في اختراق خطوط الخنادق الألمانية وتحقيق التقدم للقوات المتحالفة. من بين المعارك التي شارك فيها الفوج:
- معركة كامبراي (Cambrai): في عام 1917، شارك الفوج في معركة كامبراي، التي كانت واحدة من أولى المعارك التي استخدمت فيها الدبابات بأعداد كبيرة. حققت الدبابات نجاحًا كبيرًا في اختراق الخطوط الألمانية، ولكن الهجوم لم يحقق النصر الحاسم بسبب نقص الدعم من المشاة.
- معركة أميان (Amiens): في عام 1918، شارك الفوج في معركة أميان، التي كانت بداية الهجوم المضاد الكبير للقوات المتحالفة. لعبت الدبابات دورًا حاسمًا في تحقيق التقدم وكسر الروح المعنوية للجيش الألماني.
- هجوم المئة يوم (Hundred Days Offensive): شارك الفوج في سلسلة من المعارك خلال هجوم المئة يوم، الذي أدى في النهاية إلى استسلام ألمانيا وانتهاء الحرب العالمية الأولى.
خلال الحرب العالمية الأولى، اكتسب الفوج خبرة كبيرة في استخدام الدبابات في المعركة، وتم تطوير التكتيكات والتقنيات المناسبة لاستخدامها. كما تم تطوير الدبابات نفسها، وزيادة قدرتها على الحركة والمناورة، وتحسين تدريعها وقوتها النارية.
فترة ما بين الحربين
بعد انتهاء الحرب العالمية الأولى، خضع الفوج الملكي السابع للدبابات لعملية إعادة تنظيم وتحديث. تم تخفيض حجم الفوج، وتم استبدال الدبابات القديمة بدبابات أحدث وأكثر تطورًا. كما تم التركيز على تدريب الأفراد وتطوير التكتيكات المناسبة لاستخدام الدبابات في الحروب المستقبلية.
خلال فترة ما بين الحربين، شارك الفوج في العديد من المناورات والتدريبات العسكرية، بهدف الحفاظ على جاهزيته القتالية وتطوير قدراته. كما تم إرسال بعض أفراد الفوج إلى الخارج للمشاركة في عمليات حفظ السلام والتدريب مع جيوش أخرى.
الحرب العالمية الثانية
عند اندلاع الحرب العالمية الثانية في عام 1939، كان الفوج الملكي السابع للدبابات من بين الوحدات الأولى التي تم إرسالها إلى الخارج للمشاركة في القتال. شارك الفوج في العديد من المعارك الهامة خلال الحرب، في أوروبا وشمال أفريقيا والشرق الأوسط. من بين المعارك التي شارك فيها الفوج:
- معركة فرنسا (Battle of France): في عام 1940، شارك الفوج في معركة فرنسا، التي انتهت بهزيمة فرنسا واحتلالها من قبل ألمانيا. قاتل الفوج ببسالة ضد الدبابات الألمانية، ولكن تفوق الألمان في العدد والتقنية أدى إلى هزيمة القوات البريطانية والفرنسية.
- حملة شمال أفريقيا (North African Campaign): شارك الفوج في حملة شمال أفريقيا، التي دارت رحاها بين عامي 1940 و 1943. قاتل الفوج ضد قوات المحور، بقيادة الجنرال الألماني إرفين روميل، في العديد من المعارك الهامة، بما في ذلك معركة العلمين الثانية.
- معركة العلمين الثانية (Second Battle of El Alamein): في عام 1942، شارك الفوج في معركة العلمين الثانية، التي كانت نقطة تحول في حملة شمال أفريقيا. لعبت الدبابات البريطانية، بما في ذلك دبابات الفوج الملكي السابع، دورًا حاسمًا في هزيمة القوات الألمانية والإيطالية.
- حملة إيطاليا (Italian Campaign): شارك الفوج في حملة إيطاليا، التي بدأت في عام 1943 واستمرت حتى نهاية الحرب. قاتل الفوج ضد القوات الألمانية في العديد من المعارك الصعبة، وساهم في تحرير إيطاليا من الاحتلال الألماني.
خلال الحرب العالمية الثانية، تم تجهيز الفوج الملكي السابع للدبابات بدبابات حديثة ومتطورة، مثل دبابات شيرمان ودبابات كرومويل. كما تم تدريب الأفراد على استخدام هذه الدبابات وصيانتها، وتطوير التكتيكات المناسبة لاستخدامها في المعركة.
فترة ما بعد الحرب
بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية، استمر الفوج الملكي السابع للدبابات في الخدمة في الجيش البريطاني. شارك الفوج في العديد من العمليات العسكرية وحفظ السلام في مختلف أنحاء العالم. كما تم تحديث الدبابات والمعدات الخاصة بالفوج، وتدريب الأفراد على استخدامها.
في عام 1959، تم حل الفوج الملكي السابع للدبابات، كجزء من عملية إعادة تنظيم شاملة للجيش البريطاني. تم نقل أفراد الفوج ومعداته إلى وحدات أخرى في الجيش.
الإرث والتكريم
على الرغم من حل الفوج الملكي السابع للدبابات في عام 1959، إلا أن إرثه لا يزال حيًا. لعب الفوج دورًا هامًا في تاريخ الجيش البريطاني، وشارك في العديد من المعارك الهامة خلال الحربين العالميتين. كما ساهم الفوج في تطوير الدبابات والتكتيكات المناسبة لاستخدامها في المعركة.
تم تكريم الفوج الملكي السابع للدبابات بالعديد من الأوسمة والجوائز، تقديرًا لخدمته وتفانيه في الدفاع عن الوطن. كما تم تخليد ذكرى الفوج في العديد من المتاحف والنصب التذكارية.
خاتمة
كان الفوج الملكي السابع للدبابات (7th RTR) جزءًا لا يتجزأ من الجيش البريطاني من عام 1917 إلى عام 1959. شهد الفوج فترات حرجة خلال الحربين العالميتين، وقدم مساهمات كبيرة في المعارك الحاسمة. على الرغم من حله، يبقى إرثه محفورًا في تاريخ الجيش البريطاني، وتُذكر تضحياته وإسهاماته بكل فخر واعتزاز.