مقدمة
كان فوج الدبابات الملكي الخامس (5 RTR) وحدة مدرعة تابعة للجيش البريطاني، خدمت لمدة 52 عامًا، من عام 1917 حتى عام 1969. شهد الفوج خدمته خلال الحربين العالميتين الثانية وعدد من الصراعات الأخرى، ليصبح جزءًا أساسيًا من القوات المدرعة البريطانية.
التأسيس والتاريخ المبكر
تأسس فوج الدبابات الملكي الخامس في الأصل باسم “الكتيبة الخامسة، فيلق الدبابات” في 26 يناير 1917، خلال الحرب العالمية الأولى. كان تشكيل فيلق الدبابات استجابة للحاجة إلى قوة متخصصة في استخدام الدبابات، التي كانت سلاحًا جديدًا نسبيًا في ذلك الوقت. كانت الدبابات قد ظهرت لأول مرة في معركة السوم في عام 1916، وسرعان ما أدرك الجيش البريطاني إمكاناتها في اختراق خطوط العدو.
في البداية، كان فيلق الدبابات يتألف من كتائب، كل منها مخصص لنوع معين من الدبابات. تم تجهيز الكتيبة الخامسة بدبابات ثقيلة، واستخدمت في العمليات الهجومية لاختراق الدفاعات الألمانية. شاركت الوحدة في العديد من المعارك الرئيسية في الجبهة الغربية، بما في ذلك معركة كامبراي عام 1917، حيث لعبت الدبابات دورًا حاسمًا في تحقيق تقدم كبير للقوات البريطانية.
بعد الحرب العالمية الأولى، أعيد تنظيم الجيش البريطاني، وتم تغيير اسم فيلق الدبابات إلى فيلق الدبابات الملكي في عام 1923. أصبحت الكتيبة الخامسة، فيلق الدبابات الملكي، تُعرف رسميًا باسم فوج الدبابات الملكي الخامس (5 RTR). خلال فترة ما بين الحربين، لعب الفوج دورًا مهمًا في تطوير العقيدة المدرعة البريطانية، وإجراء التجارب على تكتيكات جديدة وتقنيات جديدة.
الحرب العالمية الثانية
عند اندلاع الحرب العالمية الثانية في عام 1939، كان فوج الدبابات الملكي الخامس جزءًا من فرقة المشاة الرابعة. تم إرسال الفوج إلى فرنسا كجزء من قوة المشاة البريطانية (BEF). شارك الفوج في القتال ضد الغزو الألماني في مايو ويونيو 1940، بما في ذلك معركة أراس. على الرغم من القتال بشجاعة، اضطرت قوة المشاة البريطانية إلى الانسحاب إلى دونكيرك، حيث تم إجلاء العديد من أفرادها إلى بريطانيا.
بعد الإجلاء من دونكيرك، أعيد تجميع فوج الدبابات الملكي الخامس وإعادة تجهيزه. تم تعيين الفوج لاحقًا في فرقة الدبابات السابعة، وهي وحدة مدرعة بارزة اكتسبت لقب “جرذان الصحراء” لخدمتها في شمال إفريقيا. شارك الفوج في العديد من المعارك الرئيسية في حملة شمال إفريقيا، بما في ذلك معركة العلمين الثانية في عام 1942. لعبت الدبابات دورًا حاسمًا في هزيمة الجيش الألماني والإيطالي، مما أدى إلى تغيير مجرى الحرب في شمال إفريقيا.
بعد حملة شمال إفريقيا، شارك فوج الدبابات الملكي الخامس في غزو صقلية وإيطاليا في عامي 1943 و 1944. قاتل الفوج في العديد من المعارك الشرسة ضد القوات الألمانية، ولعب دورًا مهمًا في تقدم الحلفاء عبر إيطاليا. في عام 1944، تم سحب الفوج من إيطاليا وإعادته إلى بريطانيا للاستعداد لغزو نورماندي.
في يونيو 1944، شارك فوج الدبابات الملكي الخامس في إنزال النورماندي، وهبط على شاطئ “جولد” في يوم الإنزال. قاتل الفوج في معركة نورماندي، ولعب دورًا مهمًا في اختراق الدفاعات الألمانية. تقدم الفوج بعد ذلك عبر فرنسا وبلجيكا وهولندا، وشارك في العديد من المعارك ضد القوات الألمانية المتبقية. انتهت الحرب في أوروبا في مايو 1945، وتم حل فوج الدبابات الملكي الخامس لفترة وجيزة قبل إعادة تشكيله مرة أخرى.
فترة ما بعد الحرب
بعد الحرب العالمية الثانية، خدم فوج الدبابات الملكي الخامس في مواقع مختلفة حول العالم، بما في ذلك ألمانيا وهونغ كونغ والشرق الأوسط. خلال هذه الفترة، تم تجهيز الفوج بأنواع مختلفة من الدبابات، بما في ذلك دبابات سنتوريون وشيفتين.
في عام 1969، تم دمج فوج الدبابات الملكي الخامس مع فوج الدبابات الملكي الأول لتشكيل الفوج الملكي للدبابات. كان هذا جزءًا من إعادة تنظيم أكبر للجيش البريطاني.
شارة الفوج
تضمنت شارة فوج الدبابات الملكي الخامس دبابة معركة مع شعار “Quintus in Primis” (الخامس أولاً). يعكس هذا الشعار تاريخ الفوج الطويل في الخدمة المتميزة.
الأوسمة والتكريمات
حصل فوج الدبابات الملكي الخامس على العديد من الأوسمة والتكريمات لخدمته المتميزة، بما في ذلك:
- وسام الخدمة المتميزة
- الوسام العسكري
- الصليب العسكري
- الإشارة إلى البرقيات
القادة البارزون
قاد فوج الدبابات الملكي الخامس عدد من الضباط البارزين على مر السنين، بما في ذلك:
- العقيد (لاحقًا اللواء) بيرسي هوبارت
- العقيد (لاحقًا اللواء) ريموند بريستو
- العقيد (لاحقًا العميد) ديفيد هاريسون
الإرث
يُذكر فوج الدبابات الملكي الخامس لخدمته المتميزة في الجيش البريطاني. لعب الفوج دورًا مهمًا في تطوير العقيدة المدرعة البريطانية، وشارك في العديد من المعارك الرئيسية خلال الحربين العالميتين الثانية وعدد من الصراعات الأخرى. لا يزال إرث الفوج يلهم الجنود البريطانيين اليوم.
مساهمات الفوج
قدم فوج الدبابات الملكي الخامس مساهمات كبيرة في مجال تكنولوجيا الدبابات وتكتيكاتها. خلال فترة ما بين الحربين، شارك الفوج في تطوير دبابات جديدة وتقنيات جديدة. كما قام الفوج بتجربة تكتيكات جديدة، والتي ثبتت أنها ذات قيمة خلال الحرب العالمية الثانية.
خلال الحرب العالمية الثانية، لعب فوج الدبابات الملكي الخامس دورًا حاسمًا في هزيمة القوات الألمانية والإيطالية. قاتل الفوج في العديد من المعارك الرئيسية، بما في ذلك معركة العلمين الثانية وإنزال النورماندي. ساعدت شجاعة الفوج وتصميمه في تغيير مجرى الحرب.
خاتمة
كان فوج الدبابات الملكي الخامس قوة قتالية متميزة خدمت بامتياز في الجيش البريطاني لمدة 52 عامًا. من تأسيسه خلال الحرب العالمية الأولى إلى دمجه في الفوج الملكي للدبابات في عام 1969، ترك الفوج بصمة لا تُمحى على تاريخ المدرعات البريطانية. سيظل إرث شجاعتهم وتصميمهم وتفانيهم في الخدمة الوطنية مُلهمًا للأجيال القادمة.