التاريخ المبكر والتكوين
تم تشكيل الفوج الملكي الرابع للدبابات في 27 سبتمبر 1917، خلال الحرب العالمية الأولى. في البداية، عُرف باسم الكتيبة الرابعة، فيلق الدبابات الثقيلة. جاء تشكيل الفوج استجابة للحاجة المتزايدة إلى الدعم المدرع في ساحة المعركة. كانت الدبابات قد ظهرت للتو كسلاح جديد، وكان الجيش البريطاني حريصًا على تطوير وحدات متخصصة لاستخدامها بفعالية.
تألف الفوج في الأصل من ثلاث سرايا، كل سرية مجهزة بمجموعة متنوعة من الدبابات البريطانية في ذلك الوقت، بما في ذلك دبابات مارك الرابعة والخامسة. خضع أفراد الفوج لتدريب مكثف على تشغيل الدبابات وصيانتها، بالإضافة إلى تكتيكات القتال المدرع.
الحرب العالمية الأولى
شارك الفوج الملكي الرابع للدبابات في عدة معارك رئيسية خلال الحرب العالمية الأولى، بما في ذلك معركة كامبراي في نوفمبر 1917. خلال هذه المعركة، لعبت الدبابات دورًا حاسمًا في اختراق الخطوط الألمانية، مما أدى إلى تقدم كبير للحلفاء. ومع ذلك، تكبد الفوج أيضًا خسائر فادحة، مما يعكس المخاطر الكامنة في القتال المدرع المبكر.
شارك الفوج أيضًا في معارك أخرى، مثل معركة أميان في أغسطس 1918، والتي ساهمت بشكل كبير في الهجوم المضاد للحلفاء الذي أدى في النهاية إلى نهاية الحرب. أظهر الفوج قدرة كبيرة على التكيف مع الظروف المتغيرة في ساحة المعركة، مما ساهم في نجاحه العام.
بين الحربين
بعد نهاية الحرب العالمية الأولى، خضع الفوج الملكي الرابع للدبابات لعدة تغييرات تنظيمية. في عام 1923، تم تغيير اسم الفوج إلى الفوج الملكي للدبابات. خلال هذه الفترة، ركز الفوج على تطوير تكتيكات وتقنيات جديدة للقتال المدرع.
لعب الفوج دورًا مهمًا في تطوير الدبابات البريطانية وتحديثها، بما في ذلك تطوير دبابات مثل الفيكرز المتوسطة. تم استخدام هذه الدبابات لاحقًا على نطاق واسع في الجيش البريطاني.
الحرب العالمية الثانية
لعب الفوج الملكي الرابع للدبابات دورًا بارزًا في الحرب العالمية الثانية. في بداية الحرب، تم إرسال الفوج إلى فرنسا كجزء من قوة المشاة البريطانية. شارك الفوج في معارك ضد القوات الألمانية، لكنه اضطر في النهاية إلى الانسحاب مع بقية القوة البريطانية خلال إخلاء دونكيرك في عام 1940.
بعد إخلاء دونكيرك، أعيد تجهيز الفوج وتدريبه في بريطانيا. في عام 1942، تم إرسال الفوج إلى شمال إفريقيا، حيث شارك في حملة الصحراء الغربية. شارك الفوج في معارك رئيسية مثل معركة العلمين الثانية، حيث لعب دورًا حاسمًا في هزيمة قوات المحور.
بعد حملة شمال إفريقيا، شارك الفوج في غزو صقلية وإيطاليا. قاتل الفوج في عدة معارك ضد القوات الألمانية، وساهم في النهاية في هزيمة ألمانيا النازية.
بعد الحرب العالمية الثانية، تمركز الفوج في ألمانيا كجزء من الجيش البريطاني الراين. شارك الفوج في العديد من التدريبات العسكرية والعمليات الأخرى خلال فترة الحرب الباردة.
التسعينيات والحل
في التسعينيات، خضع الجيش البريطاني لإعادة تنظيم كبيرة بعد نهاية الحرب الباردة. كجزء من هذه التغييرات، تم حل الفوج الملكي الرابع للدبابات في عام 1993.
على الرغم من حله، لا يزال الفوج الملكي الرابع للدبابات يحتفظ بمكانة مهمة في تاريخ الجيش البريطاني. لقد كان قوة قتالية ماهرة وفعالة خدمت بتميز في العديد من الحملات والمعارك على مر السنين.
شارة الفوج
تتألف شارة الفوج الملكي الرابع للدبابات من دبابة، تعلوها تاج. ترمز الدبابة إلى الدور الأساسي للفوج في القتال المدرع، بينما يمثل التاج علاقته بالملكية البريطانية.
- الشعار: “Fear Naught” (لا تخف شيئًا)
- الألوان: البني والأسود والأحمر.
التقاليد
حافظ الفوج الملكي الرابع للدبابات على العديد من التقاليد والاحتفالات على مر السنين. وشملت هذه الاحتفالات أيام الفوج، التي تم الاحتفال بها لإحياء ذكرى المعارك الهامة والإنجازات الأخرى. كما شارك الفوج في فعاليات مجتمعية مختلفة، مما عزز علاقته الوثيقة مع الجمهور.
القادة البارزون
- اللواء ريتشارد أوكونور: قاد الفوج خلال الحرب العالمية الثانية.
- العميد توني جونز: قاد الفوج خلال حرب الخليج.
الأوسمة والجوائز
حصل الفوج الملكي الرابع للدبابات على العديد من الأوسمة والجوائز على مر السنين، تقديراً لخدمته المتميزة. وتشمل هذه الأوسمة وسام الاستحقاق، ووسام الخدمة المتميزة، والعديد من الإشارات في البرقيات.
خاتمة
كان الفوج الملكي الرابع للدبابات وحدة متميزة في الجيش البريطاني، لعبت دورًا حاسمًا في العديد من النزاعات الكبرى خلال القرن العشرين. من الحرب العالمية الأولى إلى حرب الخليج، أظهر الفوج شجاعة ومهارة والتزامًا لا يتزعزع بواجبه. على الرغم من حله في عام 1993، سيظل إرث الفوج الملكي الرابع للدبابات محفورًا في سجلات التاريخ العسكري البريطاني.