مقدمة
نيكولا شيديفيل (20 فبراير 1705 – 6 أغسطس 1782) كان مؤلفًا فرنسيًا وعازفًا على آلة المسيت (musette)، وصانعًا لهذه الآلة الموسيقية. اشتهر شيديفيل بمؤلفاته العديدة لهذه الآلة، بالإضافة إلى أعماله الأخرى التي تنوعت بين الموسيقى الحجرية والكونشيرتو.
حياته المبكرة
ولد نيكولا شيديفيل في مدينة سوريز في فرنسا. كان ينتمي إلى عائلة من الموسيقيين، حيث كان والده ميشيل شيديفيل عازفًا على آلة المسيت، وكان أخواه الأكبر سنًا، بيير وإسيدور، موسيقيين محترفين أيضًا. تلقى نيكولا تعليمه الموسيقي الأول في كنف عائلته، وسرعان ما أظهر موهبة استثنائية في العزف على آلة المسيت.
مسيرته الموسيقية
في عام 1725، انتقل نيكولا شيديفيل إلى باريس، حيث انضم إلى أوركسترا الأوبرا. سرعان ما اكتسب شهرة واسعة كعازف ماهر على آلة المسيت، وأصبح مطلوبًا في الحفلات الموسيقية الخاصة والعامة. في عام 1730، نشر شيديفيل أول مجموعة من مؤلفاته الخاصة بآلة المسيت، والتي لاقت نجاحًا كبيرًا.
واصل شيديفيل تأليف الموسيقى لآلة المسيت، بالإضافة إلى أنواع أخرى من الموسيقى، مثل الموسيقى الحجرية والكونشيرتو. كان أسلوبه الموسيقي يتميز بالرشاقة والأناقة، وغالبًا ما كان يمزج بين العناصر الشعبية والكلاسيكية في مؤلفاته.
من بين أشهر أعماله:
- “Le Printemps” (الربيع)، وهو كونشيرتو لآلة المسيت والأوركسترا.
- “Sonates amusantes” (سوناتات مبهجة) لآلة المسيت والكمان.
- مجموعة متنوعة من المقطوعات القصيرة لآلة المسيت المنفردة.
آلة المسيت
آلة المسيت هي نوع من المزامير الهوائية الفرنسية التي كانت شائعة في القرن الثامن عشر. تتميز بصوتها الرقيق والعذب، وكانت تستخدم غالبًا في الموسيقى الراقصة والموسيقى الشعبية. قام شيديفيل بدور هام في تطوير آلة المسيت، حيث قام بتحسين تصميمها وزيادة نطاقها الصوتي.
كانت آلة المسيت مرتبطة ارتباطًا وثيقًا بالطبقة الأرستقراطية الفرنسية، وغالبًا ما كانت تُرى في اللوحات الفنية التي تصور مشاهد رعوية. ساهمت مؤلفات شيديفيل في الحفاظ على شعبية هذه الآلة خلال فترة ازدهارها.
الخلاف حول “Les Saisons”
أحد أكثر الجوانب إثارة للجدل في مسيرة شيديفيل هو دوره في نشر نسخة معدلة من “الفصول الأربعة” لأنطونيو فيفالدي تحت اسم مستعار. في عام 1739، قام شيديفيل بنشر “Les Saisons Amusantes” (الفصول المبهجة)، والتي كانت عبارة عن تكييف لكونشيرتو “الفصول الأربعة” لفيفالدي لآلة المسيت، والناي، والكمان، والكونتينو.
ادعى شيديفيل أنه قام بتأليف العمل، لكنه في الواقع قام بتعديل وتبسيط كونشيرتو فيفالدي، مع إضافة بعض التغييرات الطفيفة. أثار هذا الفعل جدلاً واسعًا، حيث اتهمه البعض بالسرقة الأدبية، بينما دافع عنه آخرون بحجة أنه قام فقط بتكييف العمل لآلة مختلفة.
بغض النظر عن الجدل، ساهم “Les Saisons Amusantes” في زيادة شعبية “الفصول الأربعة” في فرنسا، وساعد في ترسيخ مكانة شيديفيل كمؤلف موسيقي موهوب.
تأثيره وإرثه
كان لنيكولا شيديفيل تأثير كبير على الموسيقى الفرنسية في القرن الثامن عشر. ساهم في تطوير آلة المسيت، وألّف العديد من الأعمال الموسيقية الجميلة التي لا تزال تحظى بالتقدير حتى اليوم. على الرغم من الجدل الذي أثاره حول “Les Saisons”، إلا أنه يظل شخصية مهمة في تاريخ الموسيقى الفرنسية.
تعتبر أعماله مصدرًا قيمًا لفهم الموسيقى الفرنسية في عصر الباروك، وتُظهر مهارته في الجمع بين الأساليب الشعبية والكلاسيكية. لا يزال يتم عزف وتسجيل مؤلفاته من قبل الموسيقيين حول العالم.
كما أن مساهمته في تطوير آلة المسيت تجعله شخصية محورية في تاريخ هذه الآلة الموسيقية الفريدة.
حياته الشخصية
تزوج نيكولا شيديفيل من ماري آن دوشيس في عام 1731. لم يكن لديهما أطفال. كان شيديفيل عضوًا في الماسونية، وكان نشطًا في المحافل الماسونية الباريسية. توفي في باريس في 6 أغسطس 1782.
أعماله الرئيسية
تشمل أعمال نيكولا شيديفيل الرئيسية ما يلي:
- “Le Printemps” (الربيع) – كونشيرتو لآلة المسيت والأوركسترا
- “Sonates amusantes” (سوناتات مبهجة) – لآلة المسيت والكمان
- “Les Saisons Amusantes” (الفصول المبهجة) – تكييف لـ “الفصول الأربعة” لفيفالدي
- مجموعة متنوعة من المقطوعات القصيرة لآلة المسيت المنفردة
- كونشيرتو لآلة الفلوت
- مقطوعات للموسيقى الحجرية
خاتمة
كان نيكولا شيديفيل مؤلفًا وعازفًا فرنسيًا موهوبًا، اشتهر بمؤلفاته لآلة المسيت ومساهماته في تطويرها. على الرغم من الجدل الذي أثاره حول “Les Saisons Amusantes”، إلا أنه يظل شخصية بارزة في تاريخ الموسيقى الفرنسية في القرن الثامن عشر، ولا تزال أعماله تحظى بالتقدير حتى اليوم.