تطور الإعصار
بدأ إعصار جيري كموجة استوائية تحركت قبالة الساحل الأفريقي في أوائل شهر أكتوبر. عبرت الموجة المحيط الأطلسي دون أن تتطور بشكل كبير، ودخلت خليج المكسيك في 12 أكتوبر. بدأت الموجة في التنظيم بسرعة فوق المياه الدافئة لخليج المكسيك، وتم تصنيفها كمنخفض استوائي في وقت لاحق من ذلك اليوم. اشتد المنخفض بسرعة ليصبح عاصفة استوائية وأُطلق عليه اسم جيري.
واصل جيري قوته مع تحركه شمالاً عبر خليج المكسيك. أدى الهواء الدافئ والرطوبة من الخليج إلى تغذية العاصفة، مما سمح لها بالاشتداء بسرعة. في 14 أكتوبر، وصل جيري إلى قوة إعصار من الفئة الأولى، برياح مستدامة تبلغ 75 ميلاً في الساعة. استمر الإعصار في الاشتداد بشكل طفيف قبل أن يصل إلى اليابسة بالقرب من جالفستون، تكساس، في 15 أكتوبر.
الوصول إلى اليابسة والتأثيرات
عند وصوله إلى اليابسة، كان جيري إعصارًا من الفئة الأولى برياح مستدامة تبلغ 80 ميلاً في الساعة. تسبب الإعصار في أضرار طفيفة في منطقة جالفستون، بما في ذلك بعض الأضرار التي لحقت بالمباني وانقطاع التيار الكهربائي. ومع ذلك، كان التأثير الأكبر لجيري هو الأمطار الغزيرة التي تسببت في فيضانات مفاجئة في أجزاء من تكساس ولويزيانا وأركنساس وأوكلاهوما.
بعد وصوله إلى اليابسة، ضعف جيري بسرعة مع تحركه نحو الداخل. تحول الإعصار إلى منخفض استوائي في 16 أكتوبر، وتبدد فوق ولاية ميسوري في 18 أكتوبر. على الرغم من تبدده، استمرت بقايا جيري في إنتاج أمطار غزيرة وفيضانات مفاجئة في أجزاء من الغرب الأوسط.
في كنتاكي وفيرجينيا، تسببت بقايا جيري في فيضانات مفاجئة واسعة النطاق. غمرت الأمطار الغزيرة الطرق والجسور والمنازل والشركات. تم الإبلاغ عن العديد من عمليات الإنقاذ، وتم إغلاق العديد من الطرق بسبب الفيضانات. لحسن الحظ، لم يبلغ عن وقوع إصابات أو وفيات نتيجة للفيضانات في كنتاكي وفيرجينيا.
الأضرار والخسائر
على الرغم من أن إعصار جيري كان إعصارًا ضعيفًا نسبيًا، إلا أنه تسبب في أضرار كبيرة بسبب الأمطار الغزيرة والفيضانات المفاجئة. قُدر إجمالي الأضرار بحوالي 70 مليون دولار (1989 دولارًا أمريكيًا)، أي ما يعادل حوالي 160 مليون دولار في عام 2024. لم يُبلغ عن وقوع وفيات مباشرة نتيجة للإعصار، ولكن يُعتقد أنه ساهم في عدة وفيات غير مباشرة.
الأضرار في تكساس: كانت الأضرار في تكساس طفيفة نسبيًا، ويرجع ذلك أساسًا إلى حقيقة أن الإعصار كان ضعيفًا نسبيًا عند وصوله إلى اليابسة. ومع ذلك، تسبب الإعصار في بعض الأضرار التي لحقت بالمباني وانقطاع التيار الكهربائي في منطقة جالفستون. كما تسبب الإعصار في بعض الفيضانات الساحلية.
الأضرار في لويزيانا وأركنساس وأوكلاهوما: كانت الأضرار في لويزيانا وأركنساس وأوكلاهوما أكثر خطورة منها في تكساس. تسببت الأمطار الغزيرة من جيري في فيضانات مفاجئة واسعة النطاق في أجزاء من هذه الولايات. تم إغلاق العديد من الطرق والجسور بسبب الفيضانات، وتم إجلاء الآلاف من الأشخاص من منازلهم.
الأضرار في كنتاكي وفيرجينيا: كانت الأضرار في كنتاكي وفيرجينيا كبيرة بسبب الفيضانات المفاجئة التي تسببت بها بقايا جيري. غمرت الأمطار الغزيرة الطرق والجسور والمنازل والشركات. تم الإبلاغ عن العديد من عمليات الإنقاذ، وتم إغلاق العديد من الطرق بسبب الفيضانات. على الرغم من الأضرار الواسعة النطاق، لم يبلغ عن وقوع إصابات أو وفيات نتيجة للفيضانات في كنتاكي وفيرجينيا.
التحذيرات والاستعدادات
أصدرت خدمة الأرصاد الجوية الوطنية تحذيرات من العواصف الاستوائية وتحذيرات من الفيضانات قبل وصول جيري إلى اليابسة. ساعدت هذه التحذيرات في إعداد السكان للإعصار وتقليل الأضرار.
في تكساس، قام المسؤولون بإجلاء السكان من المناطق المنخفضة. تم إغلاق المدارس والشركات، وتم حث السكان على البقاء في منازلهم. في لويزيانا وأركنساس وأوكلاهوما، تم أيضًا إصدار تحذيرات من الفيضانات. تم حث السكان على الابتعاد عن المناطق المعرضة للفيضانات.
في كنتاكي وفيرجينيا، تم إصدار تحذيرات من الفيضانات المفاجئة قبل وصول بقايا جيري. تم حث السكان على الابتعاد عن الجداول والأنهار والوديان. تم أيضًا حث السكان على توخي الحذر أثناء القيادة، حيث كانت العديد من الطرق مغمورة بالمياه.
تسمية الإعصار
تم سحب اسم “جيري” من قائمة أسماء الأعاصير الأطلسية بعد موسم 1989. تم استبدال الاسم بـ “خوسيه” في موسم 1995. تُسحب الأسماء من القائمة عندما يكون الإعصار قد تسبب في أضرار كبيرة أو خسائر في الأرواح، بحيث لا يتم استخدام الاسم مرة أخرى لتجنب إثارة الذكريات المؤلمة.
دروس مستفادة
يوضح إعصار جيري أهمية الاستعداد للأعاصير والفيضانات المفاجئة. على الرغم من أن جيري كان إعصارًا ضعيفًا نسبيًا، إلا أنه تسبب في أضرار كبيرة بسبب الأمطار الغزيرة والفيضانات المفاجئة. ساعدت التحذيرات والاستعدادات التي اتخذها المسؤولون والسكان في تقليل الأضرار والخسائر في الأرواح. كما يوضح أهمية البقاء على اطلاع دائم بالتنبؤات الجوية واتباع تعليمات السلطات المحلية أثناء الأحداث الجوية القاسية.
الآثار طويلة الأجل
على الرغم من أن إعصار جيري لم يكن حدثًا كارثيًا على نطاق واسع، إلا أنه كان له آثار طويلة الأجل على المجتمعات المتضررة. بالإضافة إلى الأضرار المادية، عانى العديد من الأشخاص من ضغوط عاطفية ونفسية نتيجة للإعصار والفيضانات. أدى ذلك إلى زيادة الوعي بأهمية خدمات الصحة العقلية والدعم النفسي في أعقاب الكوارث الطبيعية.
كما سلط إعصار جيري الضوء على الحاجة إلى تحسين البنية التحتية للتحكم في الفيضانات. في العديد من المناطق المتضررة، كانت أنظمة الصرف الحالية غير كافية للتعامل مع الأمطار الغزيرة. أدى ذلك إلى دعوات لزيادة الاستثمار في مشاريع التحكم في الفيضانات، مثل السدود والخزانات وقنوات الصرف.
خاتمة
كان إعصار جيري حدثًا جويًا تسبب في أضرار طفيفة في تكساس وفيضانات مفاجئة في كنتاكي وفيرجينيا عام 1989. على الرغم من أنه كان إعصارًا ضعيفًا نسبيًا، إلا أنه يوضح أهمية الاستعداد للأحداث الجوية القاسية واتباع تعليمات السلطات المحلية. كما يسلط الضوء على الحاجة إلى تحسين البنية التحتية للتحكم في الفيضانات وتوفير خدمات الصحة العقلية والدعم النفسي في أعقاب الكوارث الطبيعية.