النشأة والتعليم
ولد براين آفيري في الولايات المتحدة عام 1979. لا تتوفر معلومات تفصيلية عن نشأته وتعليمه المبكر، ولكن من المعروف أنه انخرط في النشاط السياسي والاجتماعي في سنوات شبابه، مما دفعه للانضمام إلى حركة التضامن الدولية والتوجه إلى الأراضي الفلسطينية المحتلة.
العمل في حركة التضامن الدولية
حركة التضامن الدولية (ISM) هي منظمة مؤيدة للفلسطينيين تسعى إلى دعم الفلسطينيين في نضالهم ضد الاحتلال الإسرائيلي. تعتمد الحركة على متطوعين دوليين يسافرون إلى الضفة الغربية وقطاع غزة للمشاركة في فعاليات مختلفة، مثل:
- المظاهرات والاحتجاجات ضد الجدار العازل والمستوطنات.
- مراقبة نقاط التفتيش الإسرائيلية وتوثيق الانتهاكات.
- تقديم الدعم للمزارعين الفلسطينيين في حقولهم.
- المساعدة في إعادة بناء المنازل التي هدمتها القوات الإسرائيلية.
انضم براين آفيري إلى حركة التضامن الدولية بهدف المساهمة في هذه الجهود، ورأى في ذلك واجباً إنسانياً وأخلاقياً تجاه الشعب الفلسطيني.
حادثة إطلاق النار في جنين
في 5 أبريل 2003، كان براين آفيري متواجداً في مدينة جنين بالضفة الغربية. وفقاً لرواية حركة التضامن الدولية وشهود عيان، كان آفيري وعدد من المتطوعين الآخرين يقومون بمرافقة أطفال فلسطينيين إلى منازلهم، بعد أن تعرضوا لمضايقات من قبل جنود إسرائيليين. وأثناء ذلك، تعرضوا لإطلاق نار من قبل قوات الدفاع الإسرائيلية، مما أدى إلى إصابة براين آفيري بجروح خطيرة في وجهه.
أكدت حركة التضامن الدولية أن آفيري والآخرين لم يكونوا يشكلون أي تهديد على الجنود الإسرائيليين، وأن إطلاق النار كان غير مبرر. بينما زعم الجيش الإسرائيلي أن الجنود أطلقوا النار بعد أن تعرضوا لإلقاء الحجارة، وهو ما نفاه شهود العيان.
الإصابة والعلاج
نتيجة لإطلاق النار، أصيب براين آفيري بجروح خطيرة في وجهه، بما في ذلك كسور في عظام الوجه وتلف في العين. تم نقله إلى المستشفى لتلقي العلاج، وخضع لعدة عمليات جراحية. على الرغم من العلاج المكثف، فقد آفيري بصره في إحدى عينيه، وعانى من تشوهات دائمة في وجهه.
التحقيق والمحاكمة
أثارت حادثة إطلاق النار على براين آفيري ردود فعل دولية واسعة، وطالبت العديد من المنظمات الحقوقية بإجراء تحقيق مستقل في الحادث. فتح الجيش الإسرائيلي تحقيقاً في الحادث، لكنه أغلق الملف لاحقاً دون توجيه أي اتهامات لأي من الجنود المتورطين.
رفضت عائلة آفيري هذا القرار، وقامت برفع دعوى قضائية ضد الجيش الإسرائيلي في الولايات المتحدة. استمرت القضية لعدة سنوات، وفي عام 2008، توصل الطرفان إلى تسوية مالية، حيث وافق الجيش الإسرائيلي على دفع تعويض مالي لعائلة آفيري دون الاعتراف بالمسؤولية عن الحادث.
ردود الفعل الدولية
أثارت إصابة براين آفيري موجة من الإدانات الدولية، حيث نددت العديد من الحكومات والمنظمات الحقوقية بالحادث، وطالبت بإجراء تحقيق مستقل ومحاسبة المسؤولين. اعتبرت بعض المنظمات أن الحادث يمثل دليلاً على الاستخدام المفرط للقوة من قبل الجيش الإسرائيلي ضد المدنيين والمتطوعين الدوليين.
في المقابل، دافع البعض عن الجيش الإسرائيلي، زاعمين أن الجنود كانوا يتصرفون دفاعاً عن النفس، وأن المتطوعين في حركة التضامن الدولية كانوا يشاركون في أعمال استفزازية وغير قانونية.
تأثير الحادث على براين آفيري
تركت حادثة إطلاق النار وإصابته بجروح خطيرة تأثيراً عميقاً على حياة براين آفيري. بالإضافة إلى الإصابات الجسدية الدائمة، عانى آفيري من صدمة نفسية شديدة. ومع ذلك، لم يتخل آفيري عن نشاطه السياسي والاجتماعي، واستمر في دعم القضية الفلسطينية. أصبح آفيري متحدثاً بارزاً في المؤتمرات والفعاليات التي تهدف إلى التوعية بالوضع في الأراضي الفلسطينية المحتلة.
مساهمات آفيري بعد الحادث
بعد تعافيه من الإصابة، كرس براين آفيري جزءاً كبيراً من وقته وجهده للدفاع عن حقوق الإنسان والعدالة الاجتماعية. شارك في العديد من الحملات والمبادرات التي تهدف إلى دعم القضية الفلسطينية، وفضح انتهاكات حقوق الإنسان التي ترتكبها إسرائيل في الأراضي المحتلة.
كما عمل آفيري على بناء جسور التواصل بين الثقافات المختلفة، وتعزيز التفاهم المتبادل بين الشعوب. من خلال تجاربه الشخصية، سعى آفيري إلى إلهام الآخرين لاتخاذ موقف ضد الظلم والاضطهاد، والمساهمة في بناء عالم أكثر عدلاً وإنصافاً.
إرث براين آفيري
يعتبر براين آفيري رمزاً للتضامن الدولي مع الشعب الفلسطيني، ومثالاً للشجاعة والإصرار في مواجهة الظلم. على الرغم من الإصابات الجسدية والنفسية التي تعرض لها، لم يتخل آفيري عن مبادئه وقيمه، واستمر في النضال من أجل العدالة والحرية.
قصة براين آفيري تلهم العديد من النشطاء والمتطوعين حول العالم، وتذكرهم بأهمية التضامن والعمل المشترك من أجل تحقيق عالم أفضل.
خاتمة
براين آفيري هو ناشط أمريكي أصيب بجروح خطيرة على يد قوات الدفاع الإسرائيلية أثناء تطوعه مع حركة التضامن الدولية في الضفة الغربية. على الرغم من إصاباته الدائمة، استمر آفيري في نشاطه السياسي والاجتماعي، وأصبح مدافعاً بارزاً عن حقوق الإنسان والقضية الفلسطينية. تعتبر قصة آفيري مثالاً للشجاعة والإصرار والتضامن الدولي.