<![CDATA[
نشأته وتعليمه
ولد إدوارد أسايل بيرج في تروي، نيويورك. تلقى تعليمه المبكر في مدرسة داخلية في ماساتشوستس. أظهر بيرج شغفاً مبكراً بالعلوم الطبيعية، وهو ما دفعه إلى الالتحاق بكلية ويليامز، حيث درس علم الحيوان وتخرج منها عام 1873. خلال فترة دراسته، أجرى أبحاثاً على اللافقاريات المائية، مما أثار اهتمامه العميق بعلم البحيرات.
بعد تخرجه، واصل بيرج دراسته في جامعة هارفارد، حيث حصل على درجة الدكتوراه في عام 1878. ركزت أطروحته على علم الحيوان المائي، مما عزز مكانته كباحث متخصص في هذا المجال الناشئ.
مسيرته الأكاديمية والإدارية في جامعة ويسكونسن
انضم إدوارد أسايل بيرج إلى جامعة ويسكونسن في عام 1875 كمدرس في علم الحيوان. سرعان ما ترقى في الرتب الأكاديمية، ليصبح أستاذاً في عام 1879. بالإضافة إلى تدريسه، كان بيرج نشطاً في البحث العلمي، حيث قام بدراسة مكثفة للبحيرات في ولاية ويسكونسن.
تولى بيرج مناصب إدارية عليا في جامعة ويسكونسن، حيث شغل منصب عميد كلية الآداب والعلوم من عام 1891 إلى عام 1918. ثم أصبح رئيسًا للجامعة من عام 1918 إلى عام 1925. خلال فترة رئاسته، شهدت الجامعة نمواً وتوسعاً ملحوظين في البرامج الأكاديمية والبنية التحتية. كان بيرج مدافعاً قوياً عن البحث العلمي والتعليم الليبرالي، وسعى إلى تعزيز مكانة الجامعة كمؤسسة رائدة في التعليم العالي.
إسهاماته في علم البحيرات
يعتبر إدوارد أسايل بيرج رائداً في علم البحيرات. لقد ساهم بشكل كبير في فهم العمليات الفيزيائية والكيميائية والبيولوجية التي تحدث في البحيرات. قام بيرج وفريقه البحثي بدراسة شاملة للعديد من البحيرات في ولاية ويسكونسن، وجمعوا بيانات قيمة حول درجة الحرارة، والضوء، والأكسجين، والمغذيات، وتوزيع الكائنات الحية.
من بين أبرز إسهامات بيرج في علم البحيرات:
- دراسة التطبق الحراري: قام بيرج بدراسة مفصلة لظاهرة التطبق الحراري في البحيرات، وهي ظاهرة تحدث عندما تنقسم مياه البحيرة إلى طبقات متميزة بناءً على درجة الحرارة. اكتشف بيرج أن التطبق الحراري يؤثر على توزيع الأكسجين والمغذيات في البحيرة، مما يؤثر بدوره على توزيع الكائنات الحية.
- دراسة الضوء في البحيرات: قام بيرج بدراسة كيفية اختراق الضوء للماء في البحيرات، وكيف يؤثر ذلك على عملية التمثيل الضوئي التي تقوم بها النباتات والطحالب. اكتشف بيرج أن كمية الضوء المتاحة تحدد عمق المنطقة التي يمكن أن تنمو فيها النباتات المائية.
- دراسة دور المغذيات: قام بيرج بدراسة دور المغذيات، مثل النيتروجين والفوسفور، في نمو الطحالب والنباتات المائية. اكتشف بيرج أن زيادة المغذيات في البحيرات يمكن أن تؤدي إلى تكاثر الطحالب الضارة، مما يؤثر على جودة المياه ويضر بالكائنات الحية الأخرى.
- تطوير الأدوات والتقنيات: قام بيرج بتطوير العديد من الأدوات والتقنيات المستخدمة في دراسة البحيرات، مثل جهاز قياس درجة الحرارة وعمق المياه، وجهاز جمع عينات المياه.
نشر بيرج العديد من المقالات العلمية والكتب حول علم البحيرات، والتي أصبحت مرجعاً أساسياً للباحثين في هذا المجال. يعتبر كتابه “الأعمال المجمعة لإدوارد أسايل بيرج” (Collected Papers of Edward Asahel Birge) من أهم الأعمال في علم البحيرات.
أثره وإرثه
ترك إدوارد أسايل بيرج إرثاً كبيراً في مجال علم البحيرات وفي جامعة ويسكونسن. لقد ساهم في تأسيس علم البحيرات كعلم مستقل، وقام بتدريب العديد من الطلاب الذين أصبحوا قادة في هذا المجال. كما أن له دوراً هاماً في تطوير جامعة ويسكونسن وجعلها من بين أفضل الجامعات في الولايات المتحدة.
تكريماً لإسهاماته، تم تسمية العديد من الأماكن والمؤسسات باسمه، بما في ذلك:
- مبنى بيرج هول في جامعة ويسكونسن: وهو مبنى يضم أقسام علم الأحياء وعلم الحيوان.
- مختبر بيرج للبحوث المائية: وهو مختبر متخصص في دراسة البحيرات والمياه العذبة.
- جائزة إدوارد أسايل بيرج: وهي جائزة تمنحها الجمعية الدولية لعلم البحيرات للباحثين المتميزين في هذا المجال.
خاتمة
كان إدوارد أسايل بيرج شخصية مؤثرة في تاريخ علم البحيرات وجامعة ويسكونسن. من خلال أبحاثه الرائدة وتفانيه في التعليم والإدارة، ترك بصمة دائمة على المجتمع العلمي والأكاديمي. سيظل اسمه مرتبطاً بالاكتشافات الهامة في فهم البحيرات والبيئات المائية، فضلاً عن قيادته الحكيمة التي ساهمت في تطوير جامعة ويسكونسن.