التاريخ
يعود أول ذكر لمتامبير إلى عام 1181 تحت اسم “موتيمبيرت”. الاسم مشتق من الكلمة الجرمانية “Muttenberg”، والتي تعني “جبل موتو”. تشير هذه التسمية إلى أصول البلدة في العصور الوسطى المبكرة، عندما استوطن الجرمانيون المنطقة.
خلال العصور الوسطى، كانت متامبير جزءًا من أبرشية موتييه-غراندفال. في عام 1264، انتقلت ملكية القرية إلى كونت مونتبليار. في عام 1579، تم بيعها إلى أمير الأسقفية في بازل. لعبت متامبير دورًا هامًا في الحروب الدينية التي شهدتها المنطقة في القرنين السادس عشر والسابع عشر، حيث كانت بمثابة نقطة عبور استراتيجية للقوات المتحاربة.
في عام 1797، تم ضم متامبير إلى فرنسا. في عام 1815، أصبحت جزءًا من كانتون برن بموجب قرار من مؤتمر فيينا. في عام 1979، انضمت إلى كانتون جورا الذي تم إنشاؤه حديثًا بعد استفتاء شعبي. يعتبر هذا التحول علامة فارقة في تاريخ متامبير، حيث أكد على هويتها واستقلالها.
الجغرافيا
تقع متامبير على ارتفاع 577 مترًا فوق مستوى سطح البحر، على بعد حوالي 5 كيلومترات شمال شرق ديليمونت. تبلغ مساحة البلدية 7.11 كيلومتر مربع. تتكون المنطقة المحيطة بمتامبير من تلال خضراء وغابات كثيفة ومروج واسعة، مما يوفر مناظر طبيعية خلابة وفرصًا للاستمتاع بالهواء الطلق.
تتميز تضاريس متامبير بالتنوع، حيث تتراوح بين السهول المنبسطة والتلال المرتفعة. يمر عبر البلدية نهر صغير يسمى “لا سورس”، والذي يساهم في خصوبة الأراضي الزراعية وجمال المناظر الطبيعية. يلعب هذا النهر دورًا حيويًا في توفير المياه للزراعة والاستخدامات المنزلية.
تحد متامبير البلديات التالية: كورباز، ديليمونت، مونتروي، و سولس. يقع مركز البلدية على تل صغير يشرف على الوادي المحيط. يوفر هذا الموقع إطلالات بانورامية على المناظر الطبيعية الخلابة المحيطة بمتامبير.
السكان
اعتبارًا من ديسمبر 2022، كان عدد سكان متامبير 125 نسمة. يشكل السكان السويسريون الغالبية العظمى من السكان. على مر السنين، حافظت متامبير على طابعها الريفي، حيث يعيش معظم السكان في منازل تقليدية وقرى صغيرة.
شهدت متامبير نموًا سكانيًا بطيئًا ولكنه ثابت على مر العقود الماضية. يعزى هذا النمو إلى الهجرة الداخلية من المدن الكبرى، حيث يبحث الناس عن حياة أكثر هدوءًا وطبيعة خلابة. تلعب الهجرة دورًا هامًا في الحفاظ على حيوية المجتمع المحلي.
اللغة الرسمية في متامبير هي الفرنسية. يتحدث معظم السكان الفرنسية بطلاقة، في حين أن البعض الآخر يتحدث الألمانية أيضًا. يعكس هذا التنوع اللغوي الموقع الجغرافي لمتامبير على الحدود بين المناطق الناطقة بالفرنسية والألمانية في سويسرا.
الاقتصاد
يعتمد اقتصاد متامبير بشكل رئيسي على الزراعة. تشمل المنتجات الزراعية الرئيسية الحبوب والألبان واللحوم. تلعب الزراعة دورًا حيويًا في توفير فرص العمل والحفاظ على الطابع الريفي للبلدة.
تلعب السياحة أيضًا دورًا متزايد الأهمية في اقتصاد متامبير. ينجذب الزوار إلى البلدية بسبب مناظرها الطبيعية الخلابة وفرص المشي لمسافات طويلة وركوب الدراجات في الجبال. توفر السياحة فرصًا جديدة لتنمية الاقتصاد المحلي وتعزيز التراث الثقافي.
توجد في متامبير أيضًا عدد قليل من الشركات الصغيرة والمتوسطة الحجم. تشمل هذه الشركات ورش الحرف اليدوية والمتاجر المحلية التي تقدم مجموعة متنوعة من المنتجات والخدمات. تساهم هذه الشركات في توفير فرص العمل وتعزيز التنمية الاقتصادية المستدامة.
المعالم السياحية
على الرغم من صغر حجمها، تتمتع متامبير بعدد من المعالم السياحية الجديرة بالاهتمام:
- كنيسة القديس موريس: كنيسة تاريخية تعود إلى القرن الثامن عشر، تتميز بهندستها المعمارية الجميلة وتصميمها الداخلي الرائع.
- متحف متامبير للتاريخ المحلي: متحف صغير يعرض تاريخ وثقافة البلدية. يوفر المتحف نظرة ثاقبة على حياة السكان المحليين وتراثهم الثقافي.
- مسارات المشي لمسافات طويلة: توفر المنطقة المحيطة بمتامبير العديد من مسارات المشي لمسافات طويلة التي توفر مناظر طبيعية خلابة. يمكن للزوار الاستمتاع بالمشي لمسافات طويلة وركوب الدراجات في الجبال واستكشاف المناظر الطبيعية الخلابة.
- نهر لا سورس: نهر صغير يمر عبر البلدية، يوفر فرصًا لصيد الأسماك والاستمتاع بالطبيعة.
- المناظر الطبيعية الخلابة: تتميز متامبير بمناظرها الطبيعية الخلابة، بما في ذلك التلال الخضراء والغابات الكثيفة والمروج الواسعة.
الثقافة
تحافظ متامبير على تقاليدها وعاداتها المحلية. تقام العديد من المهرجانات والاحتفالات على مدار العام، بما في ذلك:
- مهرجان القديس موريس: يقام في شهر سبتمبر تكريمًا للقديس شفيع الكنيسة.
- عيد الميلاد: يتم الاحتفال به بتقاليد وعادات محلية.
- مهرجان الحصاد: يقام في فصل الخريف للاحتفال بنهاية موسم الحصاد.
تعتبر الموسيقى والرقص جزءًا مهمًا من الثقافة المحلية. توجد في متامبير فرقة موسيقية محلية تقدم عروضًا منتظمة. كما يتم تنظيم دروس في الرقص الشعبي للأطفال والكبار.
تتميز متامبير أيضًا بمطبخها المحلي اللذيذ. تشمل الأطباق التقليدية الجبن والخبز والمعجنات واللحوم المشوية. يمكن للزوار تذوق هذه الأطباق في المطاعم المحلية.
خاتمة
متامبير هي بلدية صغيرة ولكنها غنية بالتاريخ والثقافة والطبيعة. موقعها الجغرافي المتميز ومناظرها الطبيعية الخلابة تجعلها وجهة جذابة للزوار الباحثين عن الهدوء والاسترخاء. على الرغم من صغر حجمها، تلعب متامبير دورًا هامًا في الحفاظ على التراث الثقافي والطبيعي لمنطقة جورا.