مليكة قاشاتاغ
كانت مليكة قاشاتاغ (بالأرمنية: Քաշաթաղի մելիքություն) واحدة من خمس مليكات أرمنية حكمت منطقة ناغورنو كاراباخ من القرن الخامس عشر حتى أوائل القرن التاسع عشر. ظهرت هذه المليكات بعد تفكك مملكة أرمينيا الصغرى في قيليقيا وسقوطها في يد المماليك. احتفظت هذه المليكات بقدر كبير من الاستقلال الذاتي، وحافظت على تقاليدها العسكرية والإدارية والثقافية. لعبت دورًا هامًا في الحفاظ على الهوية الأرمنية المسيحية في وجه الضغوط الخارجية.
تأسست مليكة قاشاتاغ في القرن الخامس عشر، وكانت تحكم منطقة واسعة تقع في الجزء الجنوبي من ناغورنو كاراباخ. كانت عاصمتها مدينة هاتشين (Hachen)، والتي كانت تُعرف أيضًا باسم خناتساخ. تميزت هذه المنطقة بتضاريسها الوعرة وجبالها الشاهقة، مما ساعدها على الاحتفاظ باستقلالها لفترة طويلة.
تاريخ المليكة:
مرت مليكة قاشاتاغ بالعديد من المراحل التاريخية الهامة:
- القرن الخامس عشر – القرن السابع عشر: فترة التأسيس والنمو، حيث تمكنت المليكة من ترسيخ سلطتها وتوسيع نفوذها في المنطقة.
- القرن السابع عشر – القرن الثامن عشر: فترة الازدهار والقوة، حيث لعبت المليكة دورًا هامًا في التحالفات العسكرية والسياسية في المنطقة.
- أواخر القرن الثامن عشر – أوائل القرن التاسع عشر: فترة الضعف والانحدار، حيث تعرضت المليكة لضغوط متزايدة من القوى الخارجية، وخاصة من خانات كاراباخ.
أهمية المليكة:
تكمن أهمية مليكة قاشاتاغ في عدة جوانب:
- الحفاظ على الهوية الأرمنية: لعبت المليكة دورًا حاسمًا في الحفاظ على الهوية الأرمنية المسيحية في منطقة ناغورنو كاراباخ في وجه التحديات الخارجية.
- الاستقلال الذاتي: تمكنت المليكة من الحفاظ على قدر كبير من الاستقلال الذاتي في ظل حكم القوى الخارجية المختلفة.
- التراث الثقافي: ساهمت المليكة في الحفاظ على التراث الثقافي الأرمني في المنطقة، من خلال دعم الفنون والآداب والعمارة.
مقاطعة قاشاتاغ
كانت مقاطعة قاشاتاغ (بالأرمنية: Քաշաթաղի շրջան) واحدة من ثماني مقاطعات إدارية في جمهورية أرتساخ (ناغورنو كاراباخ سابقًا). تأسست هذه المقاطعة في عام 1991، وكانت تقع في الجزء الجنوبي من الجمهورية. كانت عاصمتها مدينة بيردزور (Berzor)، والتي تُعرف أيضًا باسم لاتشين.
جغرافيا المقاطعة:
تميزت مقاطعة قاشاتاغ بتضاريسها الجبلية الوعرة، وبغاباتها الكثيفة، وأنهارها الجارية. كانت تشترك في حدودها مع أرمينيا وإيران، بالإضافة إلى مقاطعات أخرى في جمهورية أرتساخ.
أهمية المقاطعة:
كانت مقاطعة قاشاتاغ ذات أهمية استراتيجية كبيرة، حيث كانت تربط أرمينيا بجمهورية أرتساخ عبر ممر لاتشين. كما كانت تتميز بثرواتها الطبيعية، مثل الغابات والمياه والمعادن.
تاريخ المقاطعة:
شهدت مقاطعة قاشاتاغ العديد من الأحداث التاريخية الهامة، خاصة خلال حرب ناغورنو كاراباخ الأولى (1988-1994). كانت المنطقة مسرحًا للعديد من المعارك والاشتباكات بين القوات الأرمنية والأذربيجانية.
في عام 2020، خلال حرب ناغورنو كاراباخ الثانية، سيطرت القوات الأذربيجانية على أجزاء كبيرة من مقاطعة قاشاتاغ، بما في ذلك مدينة لاتشين. بموجب اتفاق وقف إطلاق النار الذي تم التوصل إليه بوساطة روسية، تم تسليم المنطقة المحيطة بممر لاتشين إلى أذربيجان.
الوضع الحالي:
في الوقت الحالي، تخضع معظم أراضي مقاطعة قاشاتاغ للسيطرة الأذربيجانية. لا يزال ممر لاتشين، الذي يربط أرمينيا بناغورنو كاراباخ، تحت سيطرة قوات حفظ السلام الروسية، ولكنه يخضع لرقابة أذربيجانية مشددة.
السكان:
كان غالبية سكان مقاطعة قاشاتاغ من الأرمن، بالإضافة إلى عدد قليل من الأكراد والأذربيجانيين. بعد حرب 2020، نزح معظم السكان الأرمن من المنطقة.
الاقتصاد:
كان اقتصاد مقاطعة قاشاتاغ يعتمد بشكل أساسي على الزراعة وتربية الماشية واستخراج الأخشاب. كما كانت السياحة تلعب دورًا متزايد الأهمية في الاقتصاد المحلي.
الأهمية التاريخية والجغرافية المشتركة
على الرغم من أن مليكة قاشاتاغ ومقاطعة قاشاتاغ هما كيانان مختلفان من الناحية الزمنية والإدارية، إلا أنهما يشتركان في بعض الجوانب الهامة:
- الموقع الجغرافي: تقع كلتاهما في نفس المنطقة الجغرافية، وهي الجزء الجنوبي من ناغورنو كاراباخ.
- التاريخ الأرمني: يرتبط تاريخ كلتاهما ارتباطًا وثيقًا بالتاريخ الأرمني في المنطقة.
- الأهمية الاستراتيجية: تتمتع المنطقة بأهمية استراتيجية كبيرة بسبب موقعها الجغرافي وتضاريسها الوعرة.
خاتمة
باختصار، يشير مصطلح قاشاتاغ إلى كيانين تاريخيين وجغرافيين مرتبطين بمنطقة ناغورنو كاراباخ. كانت مليكة قاشاتاغ إحدى الإمارات الأرمنية الخمس التي حكمت المنطقة في العصور الوسطى، بينما كانت مقاطعة قاشاتاغ تقسيمًا إداريًا في جمهورية أرتساخ. على الرغم من اختلافهما، إلا أنهما يشتركان في الموقع الجغرافي والتاريخ الأرمني والأهمية الاستراتيجية.