من هم الخمسة الأتراك؟
يشمل مصطلح “الخمسة الأتراك” الأسماء التالية:
- أحمد عدنان سايغون (Ahmet Adnan Saygun): يعتبر على نطاق واسع أهم شخصية في المجموعة. كان سايغون مؤلفًا غزير الإنتاج، وعالم موسيقى، ومعلمًا. استلهم من الموسيقى الشعبية التركية وقام بدمجها في أعماله الأوركسترالية، والأوبرا، والحجرة، والكورالية.
- جمال رشيد ري (Cemal Reşit Rey): كان ري مؤلفًا وقائد أوركسترا وعازف بيانو. كان له دور فعال في تطوير الحياة الموسيقية في تركيا. ألف العديد من الأعمال الأوركسترالية، والأوبريت، والموسيقى التصويرية.
- أولفي جمال أركين (Ulvi Cemal Erkin): كان أركين مؤلفًا وعازف بيانو ومعلمًا. كان معروفًا بأسلوبه الرومانسي المتأخر والمستوحى من الموسيقى الشعبية التركية. ألف أعمالًا أوركسترالية، وكونشيرتو، وموسيقى حجرة.
- حسن فرفي إرتينير (Hasan Ferit Alnar): كان إرتينير مؤلفًا وعازف كمان وقائد أوركسترا. كان معروفًا بدمج الآلات والمقامات التركية التقليدية في أعماله الأوركسترالية.
- نجيب كاظم أكسس (Necil Kazım Akses): كان أكسس مؤلفًا ومعلمًا. كان أسلوبه متنوعًا، حيث جمع بين العناصر الوطنية والتقنيات الحديثة. ألف أعمالًا أوركسترالية، وأوبرا، وموسيقى حجرة.
السياق التاريخي
ظهرت حركة “الخمسة الأتراك” في فترة من التحديث والتغريب في تركيا. بعد تأسيس الجمهورية التركية الحديثة عام 1923 على يد مصطفى كمال أتاتورك، كانت هناك جهود واعية لتحديث المجتمع التركي وتبني القيم والمؤسسات الغربية. كان يُنظر إلى الموسيقى الكلاسيكية الغربية على أنها جزء مهم من هذه العملية، وكان “الخمسة الأتراك” في طليعة إدخال هذا النوع الموسيقي إلى تركيا.
كان أتاتورك نفسه مؤيدًا قويًا للفنون والموسيقى. لقد اعتقد أن الموسيقى يمكن أن تلعب دورًا مهمًا في بناء هوية وطنية وتعزيز الوحدة الوطنية. شجع تطوير الموسيقى الكلاسيكية الغربية في تركيا وقدم الدعم المالي والمؤسسي للموسيقيين والمؤسسات الموسيقية.
إسهاماتهم
قدم “الخمسة الأتراك” مساهمات كبيرة في تطوير الموسيقى الكلاسيكية الغربية في تركيا. قاموا بتأليف العديد من الأعمال التي أصبحت جزءًا من الذخيرة الموسيقية التركية، وأسسوا مؤسسات موسيقية مهمة، وقاموا بتدريس أجيال من الموسيقيين الأتراك. يمكن تلخيص بعض مساهماتهم الرئيسية فيما يلي:
- تأليف أعمال أصلية: قام “الخمسة الأتراك” بتأليف العديد من الأعمال الأصلية في مختلف الأنواع، بما في ذلك الأعمال الأوركسترالية، والأوبرا، والموسيقى التصويرية، وموسيقى الحجرة، والأغاني. غالبًا ما كانت أعمالهم مستوحاة من الموسيقى الشعبية التركية والتاريخ التركي.
- دمج العناصر التركية: سعى “الخمسة الأتراك” إلى دمج العناصر التركية التقليدية في أعمالهم الموسيقية. قاموا باستخدام المقامات التركية، والإيقاعات التركية، والآلات التركية في أعمالهم. ساعد ذلك في خلق هوية وطنية متميزة للموسيقى الكلاسيكية التركية.
- تأسيس مؤسسات موسيقية: لعب “الخمسة الأتراك” دورًا فعالًا في تأسيس العديد من المؤسسات الموسيقية المهمة في تركيا، بما في ذلك دور الأوبرا، والأوركسترا السيمفونية، والمعاهد الموسيقية. ساعدت هذه المؤسسات في تعزيز تطوير الموسيقى الكلاسيكية الغربية في تركيا.
- التدريس والتعليم: قام “الخمسة الأتراك” بتدريس أجيال من الموسيقيين الأتراك. قاموا بتدريس التأليف، والأداء، وعلم الموسيقى. ساعدوا في تدريب الجيل القادم من الموسيقيين الأتراك الذين سيواصلون تطوير الموسيقى الكلاسيكية الغربية في تركيا.
- الترويج للموسيقى التركية في الخارج: عمل “الخمسة الأتراك” على الترويج للموسيقى التركية في الخارج. قاموا بأداء أعمالهم في العديد من البلدان المختلفة وقاموا بتعريف الجمهور الدولي بالموسيقى التركية.
أحمد عدنان سايغون: رائد المجموعة
من بين “الخمسة الأتراك”، يعتبر أحمد عدنان سايغون على نطاق واسع الشخصية الأكثر أهمية وتأثيرًا. كان سايغون مؤلفًا غزير الإنتاج، وعالم موسيقى، ومعلمًا. كان له تأثير عميق على تطوير الموسيقى الكلاسيكية التركية. ولد في عام 1907 وتوفي في عام 1991. قام سايغون بتأليف العديد من الأعمال في مختلف الأنواع، بما في ذلك خمس سيمفونيات، وأربع أوبرا، وخمسة باليه، والعديد من الأعمال الصوتية والآلية. تشمل أشهر أعماله أوبرا “كيروغلو” (Köroğlu) و “يونس إمري أوراتوريو” (Yunus Emre Oratorio).
كان سايغون أيضًا عالم موسيقى بارزًا. قام بدراسة الموسيقى الشعبية التركية وجمع العديد من الأغاني والألحان الشعبية. قام بدمج هذه الألحان في أعماله الموسيقية، مما ساعد على خلق هوية وطنية متميزة للموسيقى الكلاسيكية التركية. بالإضافة إلى ذلك، كان سايغون معلمًا مؤثراً. قام بتدريس التأليف في معهد أنقرة الموسيقي لسنوات عديدة وأثر على جيل كامل من المؤلفين الموسيقيين الأتراك.
التحديات والانتقادات
على الرغم من مساهماتهم الكبيرة، واجه “الخمسة الأتراك” أيضًا بعض التحديات والانتقادات. جادل البعض بأنهم كانوا غربيين للغاية في نهجهم وأنهم لم يكونوا مخلصين بما فيه الكفاية للموسيقى التركية التقليدية. انتقد آخرون أعمالهم لكونها نخبوية وغير قابلة للوصول إلى عامة الناس. ومع ذلك، لا يمكن إنكار تأثير “الخمسة الأتراك” على تطوير الموسيقى الكلاسيكية في تركيا. لقد ساعدوا في تأسيس هوية وطنية متميزة للموسيقى الكلاسيكية التركية ومهدوا الطريق للأجيال القادمة من الموسيقيين الأتراك.
إرث الخمسة الأتراك
لا يزال إرث “الخمسة الأتراك” محسوسًا في تركيا اليوم. لا تزال أعمالهم تؤدى وتدرس على نطاق واسع. يعتبرون روادًا في الموسيقى الكلاسيكية التركية وقد ألهموا أجيالًا من الموسيقيين الأتراك. لقد ساهموا بشكل كبير في تطوير الثقافة الموسيقية التركية وساعدوا في تأسيس هوية وطنية متميزة للموسيقى الكلاسيكية التركية.
خاتمة
يمثل “الخمسة الأتراك” مجموعة من المؤلفين الموسيقيين الأتراك الذين لعبوا دورًا حاسمًا في إدخال وتطوير الموسيقى الكلاسيكية الغربية في تركيا في النصف الأول من القرن العشرين. من خلال جهودهم في التأليف، والتعليم، وتأسيس المؤسسات الموسيقية، ساهموا في بناء هوية وطنية للموسيقى الكلاسيكية التركية، تجمع بين التقاليد التركية والأساليب الغربية. على الرغم من بعض الانتقادات التي وجهت إليهم، يظل إرثهم قويًا ومؤثرًا في المشهد الموسيقي التركي حتى اليوم.