مقدمة
موريس بوكاي (19 يوليو 1920 – 17 فبراير 1998) كان طبيباً فرنسياً متخصصاً في أمراض الجهاز الهضمي، اشتهر بكتابه “الكتاب المقدس والقرآن والعلم: دراسة الكتب المقدسة في ضوء المعرفة الحديثة”، والذي أثار جدلاً واسعاً.
حياته المبكرة وتعليمه
ولد موريس بوكاي في فرنسا عام 1920. درس الطب وتخصص في أمراض الجهاز الهضمي. عمل كطبيب لفترة طويلة، واكتسب سمعة طيبة في مجال عمله. لم يكن بوكاي معروفاً باهتماماته الدينية أو الفكرية قبل أن يبدأ في البحث والكتابة عن العلاقة بين العلم والدين.
عمله كطبيب
مارس بوكاي الطب لسنوات عديدة، وشغل مناصب طبية مرموقة. عمل في مستشفيات مختلفة في فرنسا، وأصبح معروفاً بمهاراته التشخيصية والعلاجية. كان يتمتع بشعبية كبيرة بين مرضاه وزملائه على حد سواء.
بداية اهتمامه بالعلاقة بين العلم والدين
بدأ اهتمام موريس بوكاي بالعلاقة بين العلم والدين عندما تم استدعاؤه لفحص مومياء الفرعون مرنبتاح. أثار هذا الفحص أسئلة كثيرة في ذهنه حول قصة خروج بني إسرائيل من مصر كما وردت في الكتب المقدسة. بدأ بوكاي في البحث والدراسة المقارنة بين النصوص الدينية والعلم الحديث.
الكتاب المقدس والقرآن والعلم
في عام 1976، نشر موريس بوكاي كتابه الشهير “الكتاب المقدس والقرآن والعلم: دراسة الكتب المقدسة في ضوء المعرفة الحديثة”. أثار هذا الكتاب جدلاً واسعاً، حيث قدم بوكاي مقارنة بين النصوص الدينية اليهودية والمسيحية والإسلامية من منظور علمي. زعم بوكاي أن القرآن الكريم يتفق مع الحقائق العلمية الحديثة، بينما يحتوي الكتاب المقدس على أخطاء علمية وتناقضات.
المنهجية التي اتبعها بوكاي
اعتمد بوكاي في كتابه على منهجية تقوم على مقارنة النصوص الدينية مع المعارف العلمية الحديثة في مختلف المجالات، مثل علم الفلك وعلم الأجنة وعلم وظائف الأعضاء. حاول بوكاي تفسير الآيات القرآنية التي تتحدث عن الظواهر الطبيعية بطريقة علمية، وأشار إلى أن هذه الآيات تتفق مع الاكتشافات العلمية الحديثة.
أهم الأفكار التي طرحها بوكاي
- توافق القرآن مع العلم: زعم بوكاي أن القرآن الكريم يحتوي على معلومات علمية دقيقة لم تكن معروفة في زمن نزول القرآن، مما يدل على أنه وحي من الله.
- الاختلافات بين الكتب المقدسة: قارن بوكاي بين القرآن الكريم والكتاب المقدس، وأشار إلى أن الكتاب المقدس يحتوي على أخطاء علمية وتناقضات، بينما القرآن الكريم خالٍ من هذه الأخطاء.
- قصة الطوفان: قدم بوكاي تفسيراً علمياً لقصة الطوفان كما وردت في الكتب المقدسة، واقترح أنها قد تكون حدثاً محلياً وليس عالمياً.
- قصة خلق الإنسان: قارن بوكاي بين قصة خلق الإنسان في الكتاب المقدس والقرآن الكريم، وأشار إلى أن القرآن يقدم وصفاً أكثر دقة وتوافقاً مع العلم الحديث.
ردود الفعل على كتاب بوكاي
أثار كتاب “الكتاب المقدس والقرآن والعلم” ردود فعل متباينة. رحب به بعض المسلمين، واعتبروه دليلاً على صحة الإسلام. بينما انتقد الكتاب من قبل بعض العلماء والمفكرين، الذين اتهموا بوكاي بالتحيز والإفراط في تفسير النصوص الدينية بطريقة علمية. كما انتقد بعض المسيحيين واليهود الكتاب، واعتبروه هجوماً على دياناتهم.
انتقادات لكتاب بوكاي
تعرض كتاب بوكاي لانتقادات عديدة من قبل العلماء والمفكرين. من بين هذه الانتقادات:
- التحيز: اتهم بوكاي بالتحيز للإسلام، والسعي إلى إثبات صحة الإسلام على حساب الديانات الأخرى.
- التفسير الانتقائي: اتهم بوكاي باختيار الآيات القرآنية التي تدعم نظرياته، وتجاهل الآيات التي تتعارض معها.
- التفسير الخاطئ: اتهم بوكاي بتفسير الآيات القرآنية بطريقة خاطئة، وتطبيقها على الاكتشافات العلمية الحديثة بشكل غير دقيق.
- التبسيط المفرط: اتهم بوكاي بتبسيط القضايا العلمية المعقدة، وتقديمها بطريقة سطحية ومبسطة.
تأثير كتاب بوكاي
على الرغم من الانتقادات التي وجهت إليه، فقد كان لكتاب “الكتاب المقدس والقرآن والعلم” تأثير كبير. ساهم الكتاب في إثارة النقاش حول العلاقة بين العلم والدين، وشجع الكثير من الناس على دراسة الإسلام والتعرف عليه. كما ساهم الكتاب في تعزيز ثقة المسلمين بدينهم، وإقناعهم بأن الإسلام يتفق مع العلم الحديث.
مؤلفات أخرى لموريس بوكاي
بالإضافة إلى كتابه “الكتاب المقدس والقرآن والعلم”، ألف موريس بوكاي عدداً من الكتب الأخرى، من بينها:
- “ما هو أصل الإنسان؟”
- “المومياوات الملكية”
وفاته
توفي موريس بوكاي في 17 فبراير 1998 عن عمر يناهز 77 عاماً.
إرث موريس بوكاي
ترك موريس بوكاي إرثاً كبيراً من الأفكار والآراء حول العلاقة بين العلم والدين. لا يزال كتابه “الكتاب المقدس والقرآن والعلم” يثير الجدل والنقاش حتى يومنا هذا، ويستمر في التأثير على الكثير من الناس حول العالم.
خاتمة
موريس بوكاي كان طبيباً ومؤلفاً فرنسياً، اشتهر بكتابه “الكتاب المقدس والقرآن والعلم”. قدم بوكاي مقارنة بين النصوص الدينية والعلم الحديث، وزعم أن القرآن الكريم يتفق مع الحقائق العلمية الحديثة. أثار كتابه جدلاً واسعاً، وتعرض لانتقادات عديدة، لكنه كان له تأثير كبير على النقاش حول العلاقة بين العلم والدين.