نشأته وتعليمه
ولد ريد ألين برايسون في ولاية يوتا. حصل على درجة البكالوريوس في الفيزياء والرياضيات من جامعة يوتا في عام 1941. بعد فترة وجيزة، خدم في سلاح الجو الأمريكي خلال الحرب العالمية الثانية كأخصائي أرصاد جوية. في عام 1948، حصل على درجة الدكتوراه في الفيزياء من جامعة شيكاغو.
مسيرته المهنية
بدأ برايسون مسيرته الأكاديمية في جامعة ويسكونسن-ماديسون في عام 1948. صعد في الرتب ليصبح أستاذًا في علم الأرصاد الجوية في عام 1958. أسس برايسون وأدار معهد دراسات البيئة في الجامعة، والذي أصبح مركزًا رائدًا للبحث متعدد التخصصات في قضايا البيئة. شغل منصب مدير المعهد حتى تقاعده في عام 1980.
خلال مسيرته المهنية، أجرى برايسون أبحاثًا واسعة النطاق في العديد من المجالات، بما في ذلك:
- ديناميكيات الغلاف الجوي
- تغير المناخ
- علم البيئة
- علم الآثار
كان برايسون رائدًا في استخدام النمذجة الحاسوبية لفهم نظام المناخ. أجرى أيضًا أبحاثًا مهمة حول تأثير النشاط البشري على المناخ، بما في ذلك تأثير التلوث على الاحترار العالمي. كان من أوائل العلماء الذين أدركوا أن الأنشطة البشرية، مثل حرق الوقود الأحفوري، تؤثر بشكل كبير على المناخ العالمي.
إسهاماته العلمية
كان برايسون شخصية محورية في تطور علم المناخ الحديث. كان من أوائل العلماء الذين أدركوا أهمية الغلاف الجوي في فهم نظام الأرض. قام بعمل رائد في دراسة دور الهباء الجوي، أو الجسيمات الدقيقة العالقة في الغلاف الجوي، في تغير المناخ. أظهر برايسون أن الهباء الجوي يمكن أن يكون له تأثير تبريد على المناخ، وهو ما يمكن أن يعوض جزئيًا تأثير الاحتباس الحراري الناجم عن انبعاثات غازات الاحتباس الحراري. أدت أبحاثه إلى فهم أفضل لدور كل من العوامل الطبيعية والبشرية في تغير المناخ.
ساهم برايسون بشكل كبير في فهم العلاقة بين المناخ والحضارة. أجرى أبحاثًا مكثفة حول كيفية تأثير التغيرات المناخية على تطور وسقوط الحضارات القديمة. أظهر أن التغيرات المناخية، مثل فترات الجفاف أو الفيضانات، يمكن أن يكون لها تأثير كبير على الزراعة والتجارة والسياسة، مما يؤدي في بعض الأحيان إلى انهيار المجتمعات.
أفكاره حول تغير المناخ
كان برايسون من أوائل العلماء الذين حذروا من مخاطر تغير المناخ الذي يسببه الإنسان. في الستينيات والسبعينيات من القرن العشرين، جادل بأن التلوث الناتج عن الأنشطة البشرية، وخاصة حرق الوقود الأحفوري، يمكن أن يكون له آثار ضارة على المناخ. توقع برايسون أن الاحتباس الحراري سيؤدي إلى ارتفاع درجة حرارة الأرض، وتغير أنماط هطول الأمطار، وارتفاع مستوى سطح البحر. على الرغم من أن بعض أفكاره لم تكن دقيقة تمامًا (مثل اقتراحه بأن التلوث قد يؤدي إلى التبريد العالمي)، فقد كان رائدًا في تحديد المشكلة وتنبيه العالم إليها.
ركز برايسون أيضًا على أهمية التنوع البيولوجي والحفاظ على البيئة. لقد آمن بأهمية الحفاظ على الموارد الطبيعية والحد من التلوث لحماية صحة كوكبنا. كان مدافعًا عن اتخاذ إجراءات للحد من انبعاثات غازات الاحتباس الحراري والتخفيف من آثار تغير المناخ.
الجدل والانتقادات
أثارت آراء برايسون حول تغير المناخ بعض الجدل. في وقت مبكر من مسيرته المهنية، كان يشكك في مدى مساهمة انبعاثات ثاني أكسيد الكربون في الاحترار العالمي. لقد ركز على دور الهباء الجوي، مثل الغبار البركاني، في التأثير على المناخ. ومع ذلك، فقد اعترف لاحقًا بأهمية دور انبعاثات غازات الاحتباس الحراري في تغير المناخ. اتُهم برايسون في بعض الأحيان بالتقليل من شأن تأثير النشاط البشري على المناخ، ولكن في السنوات الأخيرة من حياته، أيد بشكل كامل الإجماع العلمي على تغير المناخ.
ميراثه
يُعتبر ريد برايسون من الشخصيات المؤثرة في علم المناخ والبيئة. لقد ترك بصمة واضحة في فهمنا للعلاقة المعقدة بين الإنسان والبيئة. عمله الرائد في دراسة تغير المناخ والهباء الجوي والآثار المناخية للنشاط البشري كان له تأثير دائم على العلوم والسياسة. لقد كان أيضًا معلمًا ملهمًا وأثر على عدد كبير من العلماء والباحثين. ساهمت رؤيته الثاقبة والتزامه بالبحث العلمي في تشكيل فهمنا للعالم من حولنا.
الجوائز والتكريمات
حصل ريد برايسون على العديد من الجوائز والتكريمات خلال مسيرته المهنية، بما في ذلك:
- جائزة ويليام بويل من الجمعية الأمريكية للأرصاد الجوية (1964)
- انتخب في الأكاديمية الوطنية للعلوم (1973)
- الدكتوراه الفخرية من جامعة ويسكونسن-ماديسون (1999)
خاتمة
كان ريد برايسون عالمًا بارزًا ترك إرثًا دائمًا في مجال علوم الغلاف الجوي والبيئة. أبحاثه الرائدة حول تغير المناخ، ودور الهباء الجوي، وتأثير النشاط البشري على البيئة ساهمت بشكل كبير في فهمنا للعالم من حولنا. كان برايسون أيضًا مدافعًا قويًا عن الحفاظ على البيئة والحفاظ على الموارد الطبيعية. إسهاماته في العلوم والسياسة لا تزال ذات صلة حتى اليوم.
المراجع
- New York Times: Reid A. Bryson, 88, Pioneer in Climate Studies, Dies
- Wikipedia: Reid Bryson
- Science: Reid Bryson, pioneer of climate science, dies at 88
- University of Wyoming: Reid A. Bryson
“`