نشأته وتعليمه
ولد ميشائيل حشين في 16 فبراير 1936 في تل أبيب، خلال فترة الانتداب البريطاني على فلسطين. كان والده، شلومو حشين، أحد قادة الحركة الصهيونية البارزين والمقربين من حاييم وايزمان، أول رئيس لإسرائيل. تلقى ميشائيل تعليمه في مدرسة هرتسليا العبرية الثانوية في تل أبيب، ثم التحق بالجامعة العبرية في القدس، حيث درس القانون وتخرج بمرتبة الشرف.
مسيرته المهنية
بعد تخرجه، عمل حشين كمحامٍ خاص لفترة قصيرة، ثم انضم إلى مكتب المدعي العام للدولة. شغل عدة مناصب في المكتب، بما في ذلك نائب المدعي العام. خلال فترة عمله في مكتب المدعي العام، شارك حشين في العديد من القضايا الهامة، بما في ذلك محاكمة جون ديمجانيوك، المتهم بارتكاب جرائم حرب خلال الحرب العالمية الثانية.
في عام 1992، تم تعيين حشين قاضيًا في المحكمة العليا الإسرائيلية. كان يُعتبر من أكثر القضاة احترامًا وتقديرًا في المحكمة. عُرف بذكائه الحاد، واستقلاليته، والتزامه بسيادة القانون. أصدر حشين العديد من الأحكام الهامة التي أثرت على القانون الإسرائيلي في مجالات مختلفة، بما في ذلك القانون الدستوري، والقانون الجنائي، والقانون المدني.
من بين القضايا البارزة التي شارك فيها حشين قضية “بنك المزراحي المتحد”، والتي تتعلق بمدى سلطة المحكمة العليا في مراجعة القوانين التي يسنها الكنيست (البرلمان الإسرائيلي). في هذه القضية، أيدت المحكمة العليا سلطتها في مراجعة القوانين، مما أثار جدلاً واسعًا في إسرائيل.
اشتهر حشين بأسلوبه الكتابي المميز، والذي كان يتميز بالوضوح والدقة والعمق. كان يكتب أحكامه بطريقة تجعلها مفهومة ليس فقط للمحامين والقضاة، ولكن أيضًا لعامة الناس. كان حشين يؤمن بأن القانون يجب أن يكون في متناول الجميع، وأن الجميع يجب أن يكونوا قادرين على فهم حقوقهم وواجباتهم.
أبرز القضايا التي شارك فيها
- قضية بنك المزراحي المتحد: قضية دستورية هامة تناولت سلطة المحكمة العليا في مراجعة القوانين.
- قضية جون ديمجانيوك: محاكمة المتهم بارتكاب جرائم حرب خلال الحرب العالمية الثانية.
- قضايا تتعلق بحقوق الإنسان: شارك حشين في العديد من القضايا المتعلقة بحقوق الإنسان، بما في ذلك قضايا حرية التعبير، وحرية الصحافة، وحقوق الأقليات.
آراؤه القانونية والفلسفية
كان حشين مدافعًا قويًا عن سيادة القانون، واستقلالية القضاء، وحقوق الإنسان. كان يؤمن بأن القانون يجب أن يكون عادلاً ومنصفًا، وأن الجميع يجب أن يعاملوا على قدم المساواة أمام القانون. كان يعتقد أن القضاء يجب أن يكون مستقلاً عن السلطة التنفيذية والسلطة التشريعية، وأن القضاة يجب أن يكونوا قادرين على اتخاذ القرارات دون خوف أو محاباة.
كان حشين أيضًا مدافعًا قويًا عن حرية التعبير وحرية الصحافة. كان يعتقد أن حرية التعبير ضرورية للديمقراطية، وأن الصحافة يجب أن تكون قادرة على انتقاد الحكومة دون خوف من الانتقام. كان يعتقد أن حرية التعبير يجب أن تكون محدودة فقط في الحالات التي تشكل فيها خطرًا حقيقيًا وفوريًا على الأمن القومي أو النظام العام.
كان حشين يؤمن بأن إسرائيل يجب أن تكون دولة ديمقراطية تحترم حقوق جميع مواطنيها، بغض النظر عن دينهم أو عرقهم أو جنسهم أو رأيهم السياسي. كان يعتقد أن إسرائيل يجب أن تسعى إلى تحقيق السلام مع جيرانها، وأن السلام يجب أن يستند إلى العدل والإنصاف.
حياته الشخصية ووفاته
تزوج حشين من روث حشين، وهي محامية وأستاذة قانون. كان لديهما ثلاثة أطفال. توفي حشين في 19 سبتمبر 2015 عن عمر يناهز 79 عامًا.
إرثه
ترك ميشائيل حشين إرثًا هامًا في القانون الإسرائيلي. كان قاضيًا متميزًا ترك بصمته على العديد من المجالات القانونية. سيظل يُذكر لمساهماته في تطوير القانون الإسرائيلي، ولالتزامه بسيادة القانون، واستقلالية القضاء، وحقوق الإنسان.
الجوائز والتكريمات
- حصل على جائزة زيلبربرغ في عام 2003 لمساهمته في القانون الإسرائيلي.
- حصل على الدكتوراه الفخرية من الجامعة العبرية في القدس في عام 2007.
خاتمة
كان ميشائيل حشين قاضيًا بارزًا في المحكمة العليا الإسرائيلية، يتميز بذكائه الحاد، واستقلاليته، والتزامه بسيادة القانون. لعب دورًا حاسمًا في تطوير القانون الإسرائيلي، وترك إرثًا هامًا في مجال حقوق الإنسان والديمقراطية. سيظل يُذكر كمدافع قوي عن العدالة والإنصاف، وكمثال يحتذى به للقضاة والمحامين في إسرائيل وخارجها.