<![CDATA[
نشأته وبداياته
ولد فيليب هربرت عام 1621، وهو ينتمي إلى عائلة هربرت العريقة التي لعبت دوراً محورياً في التاريخ الإنجليزي. كان والده فيليب هربرت، إيرل بيمبروك الرابع وإيرل مونتغمري الأول، شخصية مؤثرة في بلاط الملك جيمس الأول والملك تشارلز الأول. حظي فيليب الصغير بتعليم جيد وتأثر بالجو السياسي المحيط به، مما ساهم في تشكيل رؤيته السياسية المستقبلية.
ورث فيليب هربرت لقب إيرل بيمبروك الخامس وإيرل مونتغمري الثاني بعد وفاة والده، مما جعله واحداً من أغنى وأقوى النبلاء في إنجلترا. هذه الثروة والنفوذ وضعته في مركز الأحداث السياسية المتسارعة التي كانت تشهدها البلاد.
الحرب الأهلية الإنجليزية
كانت الحرب الأهلية الإنجليزية فترة حاسمة في تاريخ إنجلترا، وشهدت صراعاً دامياً بين الملك تشارلز الأول والبرلمان. انقسمت العائلات النبيلة الإنجليزية على نفسها، واضطر الكثيرون إلى اتخاذ مواقف صعبة. في البداية، دعم فيليب هربرت البرلمان، مثل العديد من النبلاء الذين شعروا بالقلق إزاء سلطة الملك المتزايدة.
لعب هربرت دوراً نشطاً في الجيش البرلماني، وقاد القوات في عدة معارك. ومع ذلك، تغيرت مواقفه السياسية بمرور الوقت. أدت الخلافات الداخلية في البرلمان، وظهور الفصائل المتطرفة، إلى إعادة تقييم هربرت لمواقفه. بدأ يشعر بالقلق إزاء الفوضى وعدم الاستقرار الذي تسببت فيه الحرب، وتطلع إلى حل يضمن السلام والاستقرار.
التحول السياسي
مع تطور الحرب الأهلية، بدأ فيليب هربرت في الابتعاد عن القضية البرلمانية. أدت إعدام الملك تشارلز الأول عام 1649 إلى صدمة كبيرة في جميع أنحاء إنجلترا، وتركت أثراً عميقاً على هربرت. شعر بالقلق إزاء مستقبل البلاد في ظل حكم الكومنولث، الذي كان يقوده أوليفر كرومويل.
بدأ هربرت في التواصل مع أنصار الملكية، وبحث عن طرق لاستعادة الملكية مع الحفاظ على بعض المكاسب التي حققها البرلمان. كان يعتقد أن استعادة الملكية هي الحل الوحيد لإنهاء الفوضى وتحقيق الاستقرار في إنجلترا. هذه الخطوة كانت محفوفة بالمخاطر، حيث كان الكومنولث قوياً وكان أي دعم للملكية يعتبر خيانة عظمى.
دوره في استعادة الملكية
لعب فيليب هربرت دوراً سرياً ولكن مهماً في استعادة الملكية عام 1660. تواصل مع تشارلز الثاني، الذي كان يعيش في المنفى، وقدم له الدعم المالي والسياسي. ساعد هربرت في حشد الدعم لاستعادة الملكية بين النبلاء والسياسيين الإنجليز. كان يعتقد أن تشارلز الثاني هو الشخص المناسب لقيادة إنجلترا وإعادة الاستقرار إليها.
عندما أصبح واضحاً أن استعادة الملكية أمر لا مفر منه، لعب هربرت دوراً بارزاً في المفاوضات بين أنصار الملكية والبرلمان. ساعد في التوصل إلى اتفاق يضمن عودة تشارلز الثاني إلى العرش دون إراقة دماء. كانت هذه المفاوضات حساسة ومعقدة، وكان من الضروري التوصل إلى حل وسط يرضي جميع الأطراف.
بعد استعادة الملكية، كوفئ فيليب هربرت على دعمه لتشارلز الثاني. تم تعيينه في عدة مناصب مهمة في الحكومة، واستعاد مكانته كنبيلاً بارزاً في البلاط الملكي. ومع ذلك، لم يستمر نفوذه السياسي كما كان من قبل، حيث ظهرت شخصيات جديدة في البلاط الملكي.
حياته اللاحقة وإرثه
أمضى فيليب هربرت سنواته الأخيرة في إدارة ممتلكاته والمشاركة في الحياة السياسية بشكل أقل نشاطاً. توفي في 11 ديسمبر 1669، تاركاً وراءه إرثاً معقداً. يعتبره البعض خائناً للقضية البرلمانية، بينما يراه آخرون شخصية براغماتية سعت إلى تحقيق الاستقرار والسلام في إنجلترا.
لا يزال فيليب هربرت، إيرل بيمبروك الخامس، شخصية مثيرة للجدل في التاريخ الإنجليزي. تعكس حياته وتقلباته السياسية التعقيدات التي واجهها النبلاء الإنجليز خلال فترة الحرب الأهلية وعودة الملكية. يبقى دوره في استعادة الملكية موضوع نقاش بين المؤرخين، ولكن لا شك في أنه كان شخصية مؤثرة في تلك الحقبة.
صفاته الشخصية
يُذكر فيليب هربرت بأنه كان رجلاً ذكياً وطموحاً، ولكنه أيضاً كان متقلب المزاج ومتردداً في بعض الأحيان. كان يتمتع بشخصية جذابة وقدرة على إقناع الآخرين، مما جعله لاعباً مؤثراً في السياسة الإنجليزية. ومع ذلك، كان أيضاً عرضة للانتقادات بسبب تغيير مواقفه السياسية.
- الذكاء والطموح: كان يتمتع بذكاء حاد وطموح كبير، مما دفعه إلى السعي لتحقيق النفوذ والسلطة.
- التقلب والتردد: كان يتردد في اتخاذ القرارات الحاسمة، مما جعله عرضة للانتقادات.
- الشخصية الجذابة: كان يتمتع بشخصية جذابة وقدرة على إقناع الآخرين، مما جعله شخصية مؤثرة في البلاط الملكي.
إسهاماته الثقافية
بالإضافة إلى دوره السياسي، كان فيليب هربرت راعياً للفنون والعلوم. دعم العديد من الفنانين والكتاب، وساهم في تطوير الثقافة الإنجليزية. كان يعتقد أن الفنون والعلوم تلعب دوراً مهماً في بناء المجتمع وتعزيز التقدم.
- دعم الفنانين والكتاب: قدم الدعم المالي والمعنوي للعديد من الفنانين والكتاب، مما ساهم في ازدهار الثقافة الإنجليزية.
- الاهتمام بالعلوم: كان مهتماً بالعلوم الحديثة، وساهم في دعم الباحثين والعلماء.
- جمع التحف الفنية: قام بجمع مجموعة كبيرة من التحف الفنية، والتي أصبحت جزءاً من التراث الثقافي لإنجلترا.
الخلافات والإنتقادات
لم تخلُ حياة فيليب هربرت من الخلافات والانتقادات. تعرض لانتقادات بسبب تغيير مواقفه السياسية، واتهمه البعض بالخيانة. كما واجه انتقادات بسبب سلوكه الشخصي، حيث كان معروفاً بحبه للملذات والترف.
- الخيانة السياسية: اتهمه البعض بالخيانة بسبب تغيير مواقفه السياسية ودعمه لاستعادة الملكية.
- السلوك الشخصي: واجه انتقادات بسبب سلوكه الشخصي وحبه للملذات والترف.
- الفساد المالي: اتهمه البعض بالفساد المالي واستغلال منصبه لتحقيق مكاسب شخصية.
خاتمة
فيليب هربرت، إيرل بيمبروك الخامس، كان شخصية معقدة ومثيرة للجدل في التاريخ الإنجليزي. لعب دوراً مهماً في فترة مضطربة شهدت الحرب الأهلية الإنجليزية وعودة الملكية. على الرغم من أنه تعرض لانتقادات بسبب تغيير مواقفه السياسية، إلا أنه لا يزال يُذكر كشخصية مؤثرة ساهمت في تشكيل مسار التاريخ الإنجليزي. يظل إرثه موضوع نقاش بين المؤرخين، ولكن لا شك في أنه كان لاعباً بارزاً في السياسة الإنجليزية خلال القرن السابع عشر.