نشأته وتعليمه
ولد هربرت كولر الابن في كولر، ويسكونسن، وهي المدينة التي تأسست حول شركة كولر. نشأ في بيئة مشبعة بروح المبادرة والاهتمام بالتصنيع. تلقى تعليمه في مؤسسات مرموقة، وحصل على درجة البكالوريوس في إدارة الأعمال من جامعة ييل، ثم حصل على درجة الماجستير في إدارة الأعمال من كلية هارفارد للأعمال. هذا المزيج من التعليم النظري والخبرة العملية في شركة العائلة أعده جيدًا لتولي القيادة في المستقبل.
مسيرته المهنية في شركة كولر
بدأ هربرت كولر الابن مسيرته المهنية في شركة كولر في عام 1965، وشغل مناصب مختلفة في الشركة، مما سمح له باكتساب فهم شامل لعملياتها. في عام 1972، تولى منصب الرئيس التنفيذي، وهو المنصب الذي شغله لمدة أربعة عقود تقريبًا. تحت قيادته، شهدت شركة كولر نموًا وتوسعًا كبيرين. لم يركز فقط على تحسين المنتجات الحالية، بل قام أيضًا بتنويع أعمال الشركة لتشمل قطاعات جديدة مثل الضيافة والعقارات. كان لديه رؤية واضحة لتحويل كولر إلى علامة تجارية عالمية فاخرة، وهو ما تحقق من خلال الاستثمار في التصميم والابتكار والتسويق.
التوسع في مجال الضيافة
من أبرز إنجازات هربرت كولر الابن هو توسيع شركة كولر في مجال الضيافة. في عام 1981، افتتح فندق “أمريكان كلوب” في كولر، ويسكونسن، وهو فندق فاخر حائز على جوائز. كان هذا المشروع بمثابة نقطة تحول في تاريخ الشركة، حيث أظهر التزام كولر بالجودة والخدمة المتميزة. بالإضافة إلى ذلك، قام بتطوير ملاعب جولف عالمية المستوى في كولر، بما في ذلك ملعب “ويسلتينغ سترايتس”، الذي استضاف العديد من البطولات الكبرى للجولف، مما عزز مكانة كولر كوجهة سياحية فاخرة.
الابتكار والتصميم
كان هربرت كولر الابن يؤمن بشدة بأهمية الابتكار والتصميم في تحقيق النجاح. استثمر بكثافة في البحث والتطوير، مما أدى إلى إطلاق العديد من المنتجات المبتكرة التي غيرت صناعة السباكة. كان مهتمًا بشكل خاص بالتصميم، وعمل عن كثب مع المصممين لإنشاء منتجات تجمع بين الجمال والوظيفة. كان يعتقد أن المنتجات يجب أن تكون ليست فقط عملية ولكن أيضًا ممتعة من الناحية الجمالية.
القيادة والإدارة
تميزت قيادة هربرت كولر الابن بالرؤية الاستراتيجية والالتزام بالجودة والاهتمام بالعاملين. كان يتمتع بقدرة فريدة على إلهام وتحفيز فريقه، مما ساهم في خلق ثقافة عمل إيجابية ومبتكرة. كان يؤمن بأهمية الاستثمار في الموارد البشرية وتوفير فرص التدريب والتطوير للموظفين. كان يعتبر أن الموظفين هم أهم أصول الشركة، وكان يسعى دائمًا إلى توفير بيئة عمل داعمة ومحفزة.
الجوائز والتكريمات
تقديرًا لإسهاماته البارزة في مجال الأعمال والمجتمع، حصل هربرت كولر الابن على العديد من الجوائز والتكريمات. تم تكريمه من قبل العديد من المنظمات والمؤسسات، تقديرًا لقيادته ورؤيته وإسهاماته في صناعة السباكة والضيافة. كان يعتبر شخصية مؤثرة في عالم الأعمال، وكان يحظى باحترام وتقدير كبيرين من قبل زملائه ومنافسيه.
إسهاماته الاجتماعية
بالإضافة إلى نجاحه في مجال الأعمال، كان هربرت كولر الابن ملتزمًا برد الجميل للمجتمع. دعم العديد من المؤسسات الخيرية والمنظمات غير الربحية، وركز بشكل خاص على دعم التعليم والفنون والثقافة. كان يؤمن بأهمية الاستثمار في المجتمع والمساهمة في تحسين حياة الآخرين. أسس مؤسسة كولر الخيرية، التي تدعم العديد من المشاريع والمبادرات الاجتماعية في جميع أنحاء العالم.
حياته الشخصية ووفاته
تزوج هربرت كولر الابن ثلاث مرات ولديه ثلاثة أطفال. كان معروفًا بشخصيته الودودة والمتواضعة، وكان يحظى بشعبية كبيرة بين أصدقائه وزملائه. توفي في 3 سبتمبر 2022، عن عمر يناهز 83 عامًا، تاركًا وراءه إرثًا كبيرًا من الإنجازات والإسهامات. ترك رحيله فراغًا كبيرًا في عالم الأعمال والمجتمع، ولكن إرثه سيستمر في إلهام الأجيال القادمة.
إرثه
يتمثل إرث هربرت كولر الابن في تحويل شركة كولر إلى علامة تجارية عالمية فاخرة، وفي إسهاماته البارزة في صناعة السباكة والضيافة، وفي التزامه برد الجميل للمجتمع. كان شخصية مؤثرة في عالم الأعمال، وقدم مساهمات كبيرة في الاقتصاد والمجتمع. سيظل اسمه محفورًا في الذاكرة كواحد من أبرز رواد الأعمال في القرن العشرين.
خاتمة
كان هربرت كولر الابن قائدًا استثنائيًا ورجل أعمال ناجحًا ومحسنًا للمجتمع. قاد شركة كولر إلى آفاق جديدة، وحولها إلى علامة تجارية عالمية فاخرة. كان يتمتع برؤية استراتيجية والتزام بالجودة والاهتمام بالعاملين. كان يؤمن بأهمية الابتكار والتصميم والمسؤولية الاجتماعية. سيظل إرثه مصدر إلهام للأجيال القادمة من رواد الأعمال والقادة.