<![CDATA[
نشأة وتاريخ الجماعة
تعود جذور تولدوس أهارون إلى حركة الحسيدية التي ظهرت في شرق أوروبا في القرن الثامن عشر. تأسست الجماعة على يد الحاخام أهارون روث، الذي كان من أبرز الشخصيات الحسيدية في عصره. سعى الحاخام روث إلى إحياء الروحانية الحسيدية وتعزيز الالتزام الديني بين اليهود. بعد وفاته، خلفه ابنه الحاخام أبراهام إسحاق روث، الذي قاد الجماعة لسنوات عديدة وساهم في توسيع نفوذها.
في بداية القرن العشرين، انتقلت مجموعة من أتباع الحاخام روث إلى القدس واستقرت فيها. أسسوا هناك جماعة دينية جديدة أطلقوا عليها اسم “تولدوس أهارون”، وتعني “تاريخ أهارون”. سرعان ما أصبحت تولدوس أهارون مركزًا هامًا للحياة الدينية اليهودية في القدس، وجذبت إليها العديد من اليهود المتدينين المتشددين من جميع أنحاء العالم.
معتقدات وممارسات الجماعة
تتميز تولدوس أهارون بمعتقداتها الدينية المتشددة وممارساتها الصارمة. تؤمن الجماعة بأهمية الالتزام الكامل بالشريعة اليهودية، وتعتبر أن أي تنازل عن هذه الشريعة هو بمثابة خيانة للدين. ترفض تولدوس أهارون بشدة أي شكل من أشكال التحديث أو التغيير في الدين، وتؤكد على ضرورة الحفاظ على التقاليد والعادات الدينية القديمة.
تتميز الجماعة أيضًا بمعارضتها الشديدة للصهيونية ودولة إسرائيل. تعتبر تولدوس أهارون أن دولة إسرائيل هي كيان غير شرعي، وأن تأسيسها يمثل انتهاكًا للشريعة اليهودية. ترفض الجماعة الاعتراف بدولة إسرائيل أو التعاون معها بأي شكل من الأشكال.
تشمل الممارسات الدينية الرئيسية في تولدوس أهارون ما يلي:
- الصلاة: يولي أفراد الجماعة أهمية كبيرة للصلاة، ويحرصون على أداء الصلوات الثلاث اليومية في الموعد المحدد.
- دراسة التوراة: تعتبر دراسة التوراة من أهم الواجبات الدينية في تولدوس أهارون، ويخصص أفراد الجماعة وقتًا كبيرًا لدراسة التوراة والتفاسير الدينية الأخرى.
- الاحتفال بالأعياد الدينية: يحتفل أفراد الجماعة بالأعياد الدينية اليهودية بحماس كبير، ويحرصون على إحياء التقاليد والعادات المرتبطة بهذه الأعياد.
- ارتداء الملابس التقليدية: يرتدي أفراد الجماعة الملابس التقليدية اليهودية، التي تشمل القبعات السوداء والمعاطف الطويلة.
- تجنب وسائل الإعلام الحديثة: يتجنب أفراد الجماعة استخدام وسائل الإعلام الحديثة، مثل التلفزيون والإنترنت، ويعتبرون أنها تشكل خطرًا على نقاء الدين.
الحياة الاجتماعية في تولدوس أهارون
تتميز الحياة الاجتماعية في تولدوس أهارون بالانعزالية والتماسك الشديد. يعيش أفراد الجماعة في مجتمعات مغلقة، ويتفاعلون بشكل محدود مع العالم الخارجي. يفضل أفراد الجماعة الزواج من داخل الجماعة، وذلك للحفاظ على نقاء الدين والثقافة. تلعب الأسرة دورًا هامًا في الحياة الاجتماعية في تولدوس أهارون، حيث تعتبر الأسرة هي الوحدة الأساسية في المجتمع.
يتم تربية الأطفال في تولدوس أهارون على القيم الدينية التقليدية، ويتم تعليمهم اللغة اليديشية والعبرية. يتم تشجيع الأطفال على الدراسة في المدارس الدينية التابعة للجماعة، ويتم إعدادهم للعيش في المجتمع الديني المغلق.
الخلافات والانتقادات
تواجه تولدوس أهارون العديد من الخلافات والانتقادات من قبل المجتمع الإسرائيلي والعالم الخارجي. تتهم الجماعة بالتعصب الديني والانعزالية ومعاداة الصهيونية. يرى البعض أن معتقدات وممارسات الجماعة تتعارض مع قيم الديمقراطية والتسامح.
من ناحية أخرى، يدافع أفراد الجماعة عن معتقداتهم وممارساتهم، ويؤكدون أنهم يمارسون حقهم في حرية الدين والمعتقد. يرون أنهم يحافظون على القيم الدينية التقليدية في مواجهة التغيرات الاجتماعية والثقافية التي تهدد هذه القيم.
تأثير تولدوس أهارون
على الرغم من انعزالها وانغلاقها، إلا أن تولدوس أهارون لها تأثير كبير على المجتمع اليهودي المتدين المتشدد في إسرائيل. تعتبر الجماعة مثالًا على الالتزام الديني الصارم والمحافظة على التقاليد القديمة. تحظى تولدوس أهارون باحترام كبير من قبل العديد من اليهود المتدينين المتشددين، وتلهمهم للحفاظ على أسلوب حياة يهودي تقليدي.
بالإضافة إلى ذلك، تلعب تولدوس أهارون دورًا هامًا في الحفاظ على اللغة اليديشية والثقافة اليديشية. تعتبر اللغة اليديشية هي اللغة الأم للجماعة، ويتم تدريسها للأطفال في المدارس الدينية التابعة للجماعة. تحرص الجماعة على إحياء التراث الثقافي اليديشي، وتنظيم الفعاليات والأنشطة التي تهدف إلى تعزيز هذا التراث.
خاتمة
تولدوس أهارون هي جماعة حسيدية متدينة ومنعزلة ومعادية للصهيونية بشدة. تتميز هذه الجماعة بمحافظتها الشديدة والتزامها الصارم بالتقاليد والعادات الدينية القديمة. على الرغم من انعزالها وانغلاقها، إلا أن تولدوس أهارون لها تأثير كبير على المجتمع اليهودي المتدين المتشدد في إسرائيل، وتلعب دورًا هامًا في الحفاظ على اللغة اليديشية والثقافة اليديشية. تواجه الجماعة العديد من الخلافات والانتقادات، لكنها تدافع عن معتقداتها وممارساتها وتؤكد على حقها في حرية الدين والمعتقد.