نشأته وبداياته
ولد غاري سميث في المملكة المتحدة، ونشأ في بيئة موسيقية متنوعة. بدأ العزف على الجيتار في سن مبكرة، وسرعان ما انجذب إلى الموسيقى التجريبية والطليعية. تأثر في بداياته بعازفي الجيتار أمثال ديريك بيلي، وفريد فريث، وإلفيندير لي. درس الموسيقى في الكلية، حيث صقل مهاراته في العزف والتلحين.
أسلوبه الموسيقي
يتميز أسلوب غاري سميث الموسيقي بالتجريب والابتكار. يستخدم مجموعة واسعة من التقنيات الموسعة على الجيتار، بما في ذلك استخدام الأدوات والأشياء الخارجية لإنتاج أصوات غير تقليدية. يستكشف العلاقات بين الصوت والضوضاء، ويستخدم الارتجال الحر كأداة أساسية في عمله. يجمع في موسيقاه بين عناصر من موسيقى الروك الطليعية، والجاز الحر، والموسيقى الإلكترونية، والموسيقى الملموسة.
التعاونات
تعاون غاري سميث مع عدد كبير من الموسيقيين والفنانين من مختلف المجالات. عمل مع عازفي الجيتار، والموسيقيين الإلكترونيين، والراقصين، والفنانين البصريين. تشمل بعض أبرز تعاوناته العمل مع:
- بيتر بروتزمان: عازف ساكسفون ألماني رائد في مجال الجاز الحر.
- إيفان باركر: عازف ساكسفون بريطاني بارز في مجال الارتجال الحر.
- ماساهيكو ساتوه: عازف بيانو وملحن ياباني مشهور.
- يوشيهيد أوتومو: عازف جيتار وملحن ياباني تجريبي.
تتميز هذه التعاونات باستكشاف المساحات الصوتية الجديدة، والتفاعل الديناميكي بين الموسيقيين، والالتزام بالارتجال الحر.
الألبومات والأعمال
أصدر غاري سميث عددًا كبيرًا من الألبومات والأعمال الموسيقية، سواء بمفرده أو بالتعاون مع فنانين آخرين. تتضمن بعض أبرز أعماله:
- “Improvisations” (2005): مجموعة من الارتجالات الفردية التي تستعرض قدرات سميث التقنية والإبداعية على الجيتار.
- “Duo” (مع بيتر بروتزمان) (2008): تسجيل لارتجالات ثنائية مكثفة بين سميث وبروتزمان، يمثل حوارًا صوتيًا فريدًا.
- “Resonance” (2012): عمل يجمع بين الجيتار، والإلكترونيات، والتسجيلات الميدانية، يستكشف العلاقة بين الصوت والبيئة.
- “Fractures” (2017): ألبوم يتميز بتركيبات صوتية معقدة، واستخدام واسع النطاق للتقنيات الموسعة.
تعكس هذه الأعمال التزام سميث بالتجريب، والابتكار، واستكشاف حدود الصوت.
التقنيات الموسعة
يشتهر غاري سميث بتطويره واستخدامه لتقنيات موسعة على الجيتار. تشمل هذه التقنيات:
- التحضير: وضع أشياء مختلفة على أو بين أوتار الجيتار لتغيير صوته. يستخدم سميث مجموعة واسعة من المواد، بما في ذلك المعادن، والبلاستيك، والمطاط، والخشب.
- الارتجال: يعتمد سميث بشكل كبير على الارتجال الحر في عمله. يستخدم الارتجال كأداة لاستكشاف المساحات الصوتية الجديدة، والتفاعل مع الموسيقيين الآخرين، والتعبير عن أفكاره ومشاعره.
- التغذية الراجعة: يستخدم سميث التغذية الراجعة (Feedback) كعنصر أساسي في موسيقاه. يتحكم في التغذية الراجعة من خلال تعديل المسافة بين الجيتار ومكبر الصوت، واستخدام دواسات التأثير.
- الضوضاء: يعتبر سميث الضوضاء جزءًا لا يتجزأ من موسيقاه. يستخدم الضوضاء لإنشاء تباين، وإضافة نسيج، والتعبير عن المشاعر القوية.
تتيح له هذه التقنيات إنتاج مجموعة واسعة من الأصوات غير التقليدية، وتحويل الجيتار إلى مصدر لا نهائي من الاحتمالات الصوتية.
التأثير والإرث
ترك غاري سميث بصمة واضحة في مجال الموسيقى التجريبية والطليعية. ألهم العديد من الموسيقيين والفنانين من مختلف الأجيال. يُعتبر سميث رائدًا في استخدام التقنيات الموسعة على الجيتار، وفي استكشاف العلاقات بين الصوت والضوضاء والارتجال الحر. يتميز عمله بالابتكار، والتجريب، والالتزام بدفع حدود الموسيقى.
الجوائز والتكريمات
حصل غاري سميث على العديد من الجوائز والتكريمات تقديرًا لمساهماته في الموسيقى. تشمل هذه الجوائز:
- جائزة الإبداع الموسيقي من مؤسسة الفنون البريطانية.
- جائزة أفضل موسيقي تجريبي من مجلة “The Wire”.
- زمالة في أكاديمية الموسيقى الملكية.
تعكس هذه الجوائز التقدير الواسع النطاق لعمل سميث وإسهاماته في مجال الموسيقى.
أماكن العروض
قدم غاري سميث عروضًا في العديد من الأماكن المرموقة حول العالم، بما في ذلك:
- مهرجان لندن للجاز.
- مهرجان نيويورك للموسيقى التجريبية.
- مركز بومبيدو في باريس.
- متحف الفن الحديث في نيويورك.
تتيح له هذه العروض التواصل مع جمهور عالمي، وعرض أعماله في سياقات متنوعة.
التدريس وورش العمل
بالإضافة إلى عمله كفنان أداء، يقدم غاري سميث أيضًا ورش عمل ودروسًا في العزف على الجيتار والارتجال. يشارك خبرته ومعرفته مع الطلاب من جميع المستويات، ويشجعهم على استكشاف إمكاناتهم الإبداعية. يركز في تدريسه على تطوير التقنيات الموسعة، وفهم العلاقة بين الصوت والضوضاء، وتعزيز الارتجال الحر.
الآلات والمعدات
يستخدم غاري سميث مجموعة متنوعة من الآلات والمعدات في عمله، بما في ذلك:
- جيتارات كهربائية: يستخدم سميث مجموعة متنوعة من الجيتارات الكهربائية، بما في ذلك Fender Stratocaster و Gibson Les Paul. يقوم بتعديل هذه الجيتارات بشكل كبير لتناسب احتياجاته الموسيقية.
- مكبرات الصوت: يستخدم سميث مكبرات صوت مختلفة، بما في ذلك Fender Twin Reverb و Vox AC30. يختار مكبرات الصوت بناءً على صوتها وخصائصها.
- دواسات التأثير: يستخدم سميث مجموعة واسعة من دواسات التأثير، بما في ذلك دواسات التشويه، والتأخير، والتردد. يستخدم هذه الدواسات لتشكيل صوته وإنشاء نسيج صوتي فريد.
- الأشياء الخارجية: يستخدم سميث مجموعة متنوعة من الأشياء الخارجية لتحضير الجيتار، بما في ذلك المعادن، والبلاستيك، والمطاط، والخشب.
أمثلة على تقنياته
فيما يلي بعض الأمثلة على التقنيات التي يستخدمها غاري سميث في العزف:
- استخدام قوس الكمان على أوتار الجيتار: ينتج عن ذلك أصوات شبيهة بالكمان، مع إمكانية التحكم في درجة الصوت وكثافته.
- وضع مشابك الغسيل على الأوتار: يؤدي إلى تغيير طبقة الصوت بشكل عشوائي، وينتج عنه أصوات طنينية غير متوقعة.
- ضرب الجيتار بأدوات معدنية: ينتج أصوات قرع معدنية حادة.
- استخدام مروحة صغيرة موجهة نحو الأوتار: يخلق اهتزازات سريعة تنتج أصواتًا غريبة وغير منتظمة.
خاتمة
غاري سميث هو فنان فريد ومبتكر، يواصل استكشاف حدود الصوت والموسيقى. يتميز عمله بالتجريب، والابتكار، والالتزام بدفع حدود التعبير الفني. يعتبر سميث من أبرز الشخصيات في مجال الموسيقى التجريبية والطليعية، وسيظل تأثيره ملموسًا للأجيال القادمة.