<![CDATA[
النشأة والمسيرة المبكرة
ولد سفين أولوڤ ليندهولم في نورشوبينغ، السويد. انخرط في السياسة في سن مبكرة، وسرعان ما انجذب إلى الأفكار القومية المتطرفة والفاشية التي كانت تنتشر في أوروبا خلال فترة ما بين الحربين العالميتين. في أواخر العشرينات من عمره، انضم إلى الرابطة القومية الاشتراكية السويدية (SNF)، وهي إحدى أوائل المنظمات النازية في السويد. صعد بسرعة في صفوف الحزب، وأصبح شخصية بارزة في قيادته.
تميزت مسيرة ليندهولم المبكرة بنشاط دعائي مكثف، حيث ألقى الخطابات وكتب المقالات التي تروج للأيديولوجية النازية. ركز بشكل خاص على معاداة السامية، والقومية العرقية، وضرورة وجود دولة قوية وموحدة. كان يتمتع بشخصية كاريزمية وقدرة على إقناع الآخرين، مما ساعده على جذب أتباع وتوسيع نفوذ الحزب.
التحول إلى الزعامة والشقاق
في عام 1933، شهدت الرابطة القومية الاشتراكية السويدية انقسامًا داخليًا حادًا. استغل ليندهولم هذا الانقسام لصالحه، وتمكن من الإطاحة بالزعيم الحالي وقيادة فصيل منشق أطلق عليه اسم حزب العمال الاشتراكي الوطني السويدي (NSAP). تحت قيادته، أصبح NSAP أكبر وأكثر نفوذاً من الرابطة الأم، وجذب العديد من الأعضاء الجدد والناشطين.
كان ليندهولم يتمتع بأسلوب قيادي حازم وسلطوي. سعى إلى فرض رؤيته على الحزب، ولم يتسامح مع المعارضة أو الانتقاد. أدى ذلك إلى مزيد من الانقسامات الداخلية والصراعات على السلطة، حيث تحدى العديد من الأعضاء البارزين قيادته وحاولوا تقويض سلطته.
الأيديولوجيا والبرنامج السياسي
تبنى حزب العمال الاشتراكي الوطني السويدي بقيادة ليندهولم برنامجًا سياسيًا متطرفًا يعتمد على الأيديولوجية النازية. تضمن البرنامج العناصر التالية:
- معاداة السامية: كان ليندهولم مؤمنًا بشدة بنظرية المؤامرة اليهودية، وروج لفكرة أن اليهود يسعون للسيطرة على العالم. دعا إلى اتخاذ إجراءات صارمة ضدهم، بما في ذلك حرمانهم من حقوقهم المدنية والسياسية.
- القومية العرقية: أكد ليندهولم على أهمية نقاء العرق الآري، ودعا إلى حماية هذا العرق من “التلوث” من قبل الأعراق الأخرى. اعتقد أن السويد يجب أن تكون دولة حصرية للعرق الآري.
- الدولة القوية: دعا ليندهولم إلى إنشاء دولة قوية ومركزية تسيطر على جميع جوانب الحياة في المجتمع. اعتقد أن الدولة يجب أن تكون فوق الأفراد، وأن الأفراد يجب أن يخدموا مصالح الدولة.
- الاقتصاد الموجه: دعا ليندهولم إلى نظام اقتصادي موجه تسيطر فيه الدولة على الصناعات الرئيسية وتخطط للاقتصاد بأكمله. اعتقد أن هذا سيؤدي إلى توزيع أكثر عدالة للثروة والقضاء على البطالة.
- التوسع الإقليمي: كان ليندهولم يؤمن بضرورة توسيع الأراضي السويدية لتشمل المناطق التي يسكنها المتحدثون باللغة السويدية في الدول المجاورة. اعتقد أن هذا سيخلق دولة سويدية أكبر وأقوى.
العلاقات مع ألمانيا النازية
أقام ليندهولم علاقات وثيقة مع ألمانيا النازية، وسعى للحصول على دعمها المالي والسياسي. زار ألمانيا عدة مرات، والتقى بكبار المسؤولين النازيين، بما في ذلك أدولف هتلر. كان معجبًا بشدة بهتلر والنظام النازي، وحاول تقليد نموذجهم في السويد.
ومع ذلك، لم يتمكن ليندهولم من الحصول على الدعم الكامل من ألمانيا النازية. كان النازيون حذرين من دعم الحركات النازية الأجنبية بشكل علني، خوفًا من إثارة غضب الدول الأخرى. بالإضافة إلى ذلك، كان لديهم تحفظات بشأن قدرات ليندهولم وصدقه.
فترة الحرب العالمية الثانية
خلال الحرب العالمية الثانية، اتخذ ليندهولم موقفًا مؤيدًا لألمانيا النازية. دعا إلى انضمام السويد إلى الحرب إلى جانب ألمانيا، وروج للدعاية النازية في السويد. ومع ذلك، ظلت السويد محايدة طوال الحرب، ولم تنضم إلى أي من الجانبين.
أدت مواقف ليندهولم المؤيدة للنازية إلى عزله عن التيار الرئيسي للمجتمع السويدي. فقد العديد من المؤيدين، وتراجع نفوذ حزبه بشكل كبير. بعد انتهاء الحرب، تم اعتقاله ومحاكمته بتهمة الخيانة، لكنه أُدين بتهم أقل خطورة وأُطلق سراحه بعد فترة قصيرة.
ما بعد الحرب والوفاة
بعد الحرب العالمية الثانية، تراجع ليندهولم عن الحياة العامة. لم يعد نشطًا في السياسة، وقضى بقية حياته في عزلة. ظل متمسكًا بمعتقداته النازية حتى وفاته في عام 1998 عن عمر يناهز 95 عامًا.
تعتبر شخصية سفين أولوڤ ليندهولم مثيرة للجدل في التاريخ السويدي. يرى البعض أنه مجرد متطرف يميني لا يستحق الذكر، بينما يعتبره البعض الآخر شخصية مهمة في تاريخ الحركة النازية في السويد. بغض النظر عن الرأي، لا يمكن إنكار أن ليندهولم لعب دورًا بارزًا في تشكيل السياسة السويدية خلال فترة مضطربة.
الإرث
لا يزال إرث سفين أولوڤ ليندهولم مثيراً للجدل. بالنسبة للبعض، يمثل فترة مظلمة في التاريخ السويدي، وهي فترة صعود الأيديولوجيات المتطرفة التي هددت بتقويض الديمقراطية والتسامح. بالنسبة للآخرين، يعتبر شخصية تاريخية معقدة يجب فهمها في سياق عصرها.
بغض النظر عن وجهة النظر، فإن دراسة حياة وأعمال سفين أولوڤ ليندهولم ضرورية لفهم تاريخ الحركة النازية في السويد، وفهم مخاطر التطرف والتعصب. يجب أن يكون تاريخه بمثابة تذكير دائم بأهمية الدفاع عن الديمقراطية وحقوق الإنسان والتسامح.
خاتمة
كان سفين أولوڤ ليندهولم شخصية محورية في الحركة النازية في السويد، حيث قاد حزب العمال الاشتراكي الوطني السويدي خلال فترة صعود النازية في أوروبا. على الرغم من علاقاته الوثيقة بألمانيا النازية، لم يتمكن من تحقيق أهدافه السياسية في السويد، وعانى من تراجع في نفوذه بعد الحرب العالمية الثانية. يبقى إرثه موضوعًا للجدل، حيث يمثل فترة مظلمة في التاريخ السويدي للكثيرين.