مقدمة
روبرت أبوت (1560 – 2 مارس 1618) كان أسقفًا أنجليكانيًا وأكاديميًا وكاتبًا جدليًا. شغل منصب رئيس كلية باليول في جامعة أكسفورد.
حياته المبكرة وتعليمه
ولد روبرت أبوت في جيلينغهام، دورست، بإنجلترا. كان الابن الأكبر لموريس أبوت، وهو تاجر أقمشة مزدهر، وأليس رو، الأرملة. كان لديه ثلاثة أشقاء: موريس، الذي أصبح فيما بعد لورد مايور لندن؛ جورج، الذي أصبح رئيس أساقفة كانتربري؛ وسر أبوت، الذي أصبح فارسًا.
تلقى روبرت أبوت تعليمه في مدرسة جيلينغهام النحوية، ثم التحق بكلية باليول، أكسفورد، في عام 1575. حصل على درجة البكالوريوس في الآداب في عام 1578، ودرجة الماجستير في الآداب في عام 1582، ودرجة الدكتوراه في اللاهوت في عام 1597.
مسيرته الأكاديمية
بعد حصوله على درجة الماجستير، انتُخب أبوت زميلًا في كلية باليول في عام 1583. شغل منصب محاضر في الكلية، ثم أصبح عميدًا في عام 1594. وفي عام 1597، عُين رئيسًا لكلية باليول، وهو المنصب الذي شغله حتى عام 1609.
خلال فترة ولايته كرئيس لكلية باليول، كان أبوت شخصية بارزة في جامعة أكسفورد. كان معروفًا بمعرفته الواسعة ومشاركته في المناقشات اللاهوتية. كان أيضًا مدافعًا قويًا عن الكنيسة الأنجليكانية ضد الكاثوليكية الرومانية.
مسيرته الكنسية
بالإضافة إلى عمله الأكاديمي، كان أبوت أيضًا رجل دين نشطًا. رُسم شماسًا في عام 1585 وكاهنًا في عام 1587. شغل منصب قسيس الملك جيمس الأول، وفي عام 1609 عُين عميدًا لكاتدرائية وينشستر. في عام 1615، رُسم أسقفًا على سالزبوري.
بصفته أسقفًا، كان أبوت ملتزمًا بتعزيز الإصلاح البروتستانتي. كان مدافعًا قويًا عن الكتاب المقدس باعتباره السلطة العليا في الأمور الدينية، وعارض ممارسات الكنيسة الكاثوليكية التي اعتبرها غير كتابية. كان أيضًا مهتمًا بتحسين مستوى التعليم بين رجال الدين، وعمل على إنشاء مدارس جديدة في أبرشيته.
كتاباته
كان روبرت أبوت كاتبًا غزير الإنتاج، نشر العديد من الكتب والكتيبات حول مجموعة واسعة من الموضوعات. اشتهر بشكل خاص بكتاباته الجدلية، حيث دافع عن الكنيسة الأنجليكانية ضد الكاثوليكية الرومانية. تشمل أعماله الرئيسية:
- “ميرور أوف بوبي” (Mirror of Popery) (1598)
- “الدفاع عن اللاهوت المصلح” (A Defence of the Reformed Theology) (1600)
- “المسيحي الصادق” (The True Christian) (1600)
- “الموت الظافر” (The Victorious Death) (1606)
- “علاج لأوليغاركية” (A Remedy against Oligarchy) (1609)
- “اللاهوت الحقيقي والكاذب” (True and False Theology) (1611)
كانت كتابات أبوت مؤثرة في تشكيل اللاهوت الأنجليكاني في أوائل القرن السابع عشر. لعبت دورًا مهمًا في الدفاع عن الإصلاح البروتستانتي وتعزيز فهم كتابي للدين المسيحي.
الخلافات
واجه أبوت بعض الخلافات خلال حياته. اتُهم في عام 1604 بالتحيز ضد البيوريتانيين، واتُهم في عام 1615 بالتعاطف مع الأرمينيين. على الرغم من هذه الاتهامات، احتفظ بثقة الملك جيمس الأول.
وفاته وإرثه
توفي روبرت أبوت في 2 مارس 1618، ودفن في كاتدرائية سالزبوري. كان شخصية مهمة في تاريخ الكنيسة الأنجليكانية. كان أكاديميًا محترمًا ورجل دين ملتزمًا وكاتبًا غزير الإنتاج. ساهمت كتاباته في تشكيل اللاهوت الأنجليكاني وساعدت في الدفاع عن الإصلاح البروتستانتي.
أدى عمل روبرت أبوت كرئيس لكلية باليول إلى تحسين وضع الكلية وأسسها المالية. كان يحرص بشكل خاص على رعاية العلماء الشباب الواعدين. ترك وراءه أيضًا مكتبة كبيرة لكلية باليول.
آراؤه اللاهوتية
كان روبرت أبوت كالفينيًا في وجهات نظره اللاهوتية. اعتقد بسيادة الله في الخلاص بالاختيار المسبق، ولكنه لم يكن عقائديًا مثل الكالفينيين الآخرين. كان لديه موقف أكثر اعتدالًا من القضايا المثيرة للجدل مثل المصير والنعمة.
عارض بشدة الأفكار الأرمينية التي كانت تكتسب شعبية في الكنيسة الإنجليزية. كان يعتقد أن هذه الأفكار تهدد جوهر الإيمان البروتستانتي. كما عارض بشدة الكاثوليكية الرومانية، التي اعتبرها نظامًا فاسدًا وخرافيًا.
حياته الشخصية
تزوج روبرت أبوت من إليزابيث كلارك في عام 1594. لم يكن لديهم أطفال. يوصف بأنه رجل يتمتع بشخصية لطيفة وودودة. كان يحظى باحترام زملائه ومعاصريه. كان معروفًا أيضًا بكرمه وكرم ضيافته.
تأثيره
كان لروبرت أبوت تأثير كبير على الكنيسة الإنجليزية والجامعة في عصره. كانت كتاباته مؤثرة في تشكيل الفكر اللاهوتي، وعمله كرئيس لكلية باليول ساعد على تحسين سمعة الكلية ومواردها. كان أيضًا شخصية محترمة في مجتمعه، وكان معروفًا بنزاهته وتقواه.
خاتمة
كان روبرت أبوت شخصية بارزة في الكنيسة الأنجليكانية في أوائل القرن السابع عشر. بصفته أسقفًا، وأكاديميًا، وكاتبًا، لعب دورًا مهمًا في تشكيل اللاهوت الأنجليكاني والدفاع عن الإصلاح البروتستانتي. على الرغم من بعض الخلافات، فقد كان شخصية محترمة ومؤثرة، ولا يزال إرثه محسوسًا حتى اليوم.