نشأتها وبداية حياتها
ولدت بولي هيل في مدينة نيويورك، ونشأت في عائلة تقدر الفن والطبيعة. تلقت تعليمها في مدرسة تشابن في نيويورك، ثم التحقت بكلية سميث، حيث درست التاريخ. على الرغم من أنها لم تحصل على شهادة في البستنة، إلا أن اهتمامها بالحدائق بدأ في سن مبكرة، وتطور هذا الاهتمام بشكل كبير عندما انتقلت إلى جزيرة مارثا فينيارد في عام 1927 مع زوجها، جوليو بيريز.
الانتقال إلى مارثا فينيارد وبداية شغفها
شكل الانتقال إلى مارثا فينيارد نقطة تحول في حياة بولي هيل. في البداية، لم يكن لديها أي خبرة رسمية في البستنة، لكنها بدأت في استكشاف المناظر الطبيعية المحلية، وتعلمت من خلال التجربة والخطأ. بدأت في جمع النباتات من جميع أنحاء العالم، وزرعتها في مزرعتها الخاصة. سرعان ما أدركت أن مناخ الجزيرة الفريد والتربة الرملية يمثلان تحدياً كبيراً لزراعة العديد من الأنواع النباتية. هذا التحدي أشعل شغفها بالبحث عن النباتات التي يمكن أن تتكيف مع هذه الظروف.
تأسيس “حدائق بولي هيل”
في عام 1950، أسست بولي هيل “حدائق بولي هيل” في منشأتها الخاصة. لم تكن هذه مجرد حديقة خاصة، بل كانت مختبراً حياً لتجربة النباتات. قامت بولي بجمع واختبار مئات الأنواع النباتية، وتسجيل ملاحظاتها بعناية. كان هدفها الرئيسي هو تحديد النباتات التي يمكن أن تزدهر في بيئة مارثا فينيارد. قدمت الحديقة مساهمات كبيرة في فهم زراعة النباتات في المناخات الساحلية.
أعمالها في مجال البستنة
ركزت بولي هيل على العديد من الجوانب الهامة في مجال البستنة. أولاً، كانت مهتمة باختيار الأصناف النباتية المناسبة للمناخات الساحلية. ثانياً، درست التكيف الطبيعي للنباتات مع التربة الرملية والظروف الجوية القاسية. ثالثاً، كانت حريصة على الحفاظ على التنوع البيولوجي من خلال زراعة مجموعة واسعة من النباتات. رابعاً، اهتمت بتطوير تقنيات زراعية مستدامة، مثل استخدام الأسمدة العضوية وإدارة المياه بكفاءة.
أبرز إنجازاتها
من أبرز إنجازات بولي هيل، تأسيسها لحدائق بولي هيل، والتي أصبحت موقعاً مهماً للبحث والتعليم في مجال البستنة. قامت بولي بجمع أكثر من 1000 نوع من النباتات، وقامت بتجربة زراعتها، وتسجيل بياناتها بعناية فائقة.
اكتشافها واختيارها للأصناف النباتية، مثل أشجار القيقب والزعرور، التي أثبتت قدرتها على التكيف مع مناخ الجزيرة. ساهمت في نشر هذه الأصناف، مما أثر إيجابياً على تصميم المناظر الطبيعية في المنطقة.
إسهاماتها في تصميم المناظر الطبيعية، حيث استخدمت معرفتها الواسعة بالنباتات لإنشاء حدائق جميلة ومستدامة. كانت رؤيتها تعتمد على الجمع بين الجمال والوظيفة، مع التركيز على الحفاظ على التنوع البيولوجي.
عملها في مجال الحفاظ على النباتات، من خلال جمع البذور والحفاظ على الأنواع المهددة بالانقراض. قامت بإنشاء بنك للبذور للحفاظ على التنوع الوراثي للنباتات.
إرثها وتأثيرها
ترك عمل بولي هيل تأثيراً كبيراً على مجال البستنة. ألهمت العديد من البستانيين وخبراء تصميم المناظر الطبيعية، وأسهمت في زيادة الوعي بأهمية النباتات في البيئة. تُعتبر حدائق بولي هيل الآن مؤسسة عامة غير ربحية، وتستمر في مهمتها في البحث والتعليم والحفاظ على النباتات. أصبح اسمها مرادفًا للابتكار والاستدامة في مجال البستنة.
جوائزها وتكريمها
حصلت بولي هيل على العديد من الجوائز والتكريمات تقديراً لإنجازاتها في مجال البستنة. نالت جائزة الإنجاز مدى الحياة من جمعية البستانيين الأمريكية. كما تم تكريمها من قبل العديد من المؤسسات والمنظمات البيئية. يُظهر هذا التقدير مدى تأثير عملها على نطاق واسع.
حدائق بولي هيل اليوم
تواصل حدائق بولي هيل اليوم مهمتها في البحث والتعليم، وهي مفتوحة للجمهور. تتيح هذه الحديقة للزوار فرصة لاستكشاف مجموعة واسعة من النباتات، والتعرف على عمل بولي هيل، وتعلم كيفية تصميم الحدائق المستدامة. تعتبر الحديقة وجهة سياحية شهيرة، ومركزاً هاماً للمجتمع المحلي.
نصائح من بولي هيل
قدمت بولي هيل العديد من النصائح القيمة للبستانيين. كانت تؤمن بأهمية مراقبة النباتات، وفهم احتياجاتها الفردية. شجعت على استخدام المواد العضوية، وتجنب استخدام المواد الكيميائية الضارة. وأكدت على أهمية اختيار النباتات المناسبة للظروف البيئية المحلية. نصحت بعدم الخوف من التجربة والتعلم من الأخطاء. نصائحها لا تزال ذات صلة حتى اليوم.
تأثيرها على تصميم المناظر الطبيعية
أحدثت بولي هيل ثورة في تصميم المناظر الطبيعية، حيث ركزت على التنوع البيولوجي والاستدامة. دعت إلى استخدام النباتات المحلية، والتركيز على الحدائق التي تتناغم مع البيئة الطبيعية. كان لها تأثير كبير على تغيير نظرة الناس إلى الحدائق، من مجرد أماكن للجمال إلى أماكن للحفاظ على التنوع البيولوجي والعمل البيئي.
علاقتها بالعلماء والمجتمع
كانت بولي هيل معروفة بشخصيتها الودودة وسعيها للتعاون مع العلماء والمجتمع. تعاونت مع العديد من البستانيين والباحثين، وتبادلت معهم المعرفة والخبرات. شاركت في العديد من الفعاليات والمؤتمرات، وساهمت في نشر الوعي بأهمية البستنة. كان لها دور كبير في تثقيف المجتمع حول قضايا البيئة والنباتات.
تحديات واجهتها
واجهت بولي هيل العديد من التحديات في عملها. كان عليها أن تتعلم وتتكيف مع الظروف المناخية القاسية في مارثا فينيارد. واجهت أيضاً صعوبات في الحصول على الموارد اللازمة لدعم أبحاثها. ومع ذلك، لم تستسلم، واستمرت في تحقيق أهدافها بشغف وتصميم. كانت مرونة وإصرارها من العوامل الرئيسية التي ساهمت في نجاحها.
إسهاماتها في علم الوراثة النباتية
على الرغم من أنها لم تكن عالمة وراثة بالمعنى التقليدي، إلا أن عمل بولي هيل ساهم بشكل كبير في علم الوراثة النباتية. من خلال جمعها واختبارها للنباتات المختلفة، ساعدت في تحديد الجينات المسؤولة عن التكيف مع البيئات المختلفة. ساهمت ملاحظاتها الدقيقة في فهم التنوع الوراثي للنباتات، وكيف تتفاعل مع بيئاتها. يعتبر عملها بمثابة مقدمة هامة للدراسات الوراثية الحديثة في مجال البستنة.
تأثيرها على الاستدامة
كانت بولي هيل رائدة في مجال الاستدامة قبل أن يصبح هذا المصطلح شائعاً. أدركت أهمية الحفاظ على الموارد الطبيعية، والحد من استخدام المواد الكيميائية الضارة. شجعت على استخدام الأسمدة العضوية، وإدارة المياه بكفاءة. من خلال عملها، ألهمت الكثيرين لتبني ممارسات مستدامة في البستنة. أصبحت حدائقها نموذجاً يحتذى به في مجال الاستدامة البيئية.
مقارنة مع علماء البستنة الآخرين
يمكن مقارنة بولي هيل مع علماء البستنة الآخرين من خلال تركيزها على البحث الميداني والخبرة العملية. بينما ركز بعض العلماء على البحوث النظرية، جمعت هيل بين النظرية والتطبيق، وقامت بتجربة النباتات في بيئة حقيقية. تميزت أيضاً بتركيزها على النباتات المحلية، بينما ركز آخرون على النباتات الغريبة. يعتبر عملها فريداً من نوعه، ويجمع بين الشغف بالطبيعة والالتزام بالبحث العلمي.
نصائح للمبتدئين في البستنة
قدمت بولي هيل نصائح قيمة للمبتدئين في مجال البستنة. أولاً، شجعت على البدء بنباتات بسيطة، والتعلم من خلال التجربة. ثانياً، أوصت بمراقبة النباتات بانتظام، وفهم احتياجاتها. ثالثاً، نصحت باختيار النباتات المناسبة للظروف البيئية المحلية. رابعاً، حثت على الاستمتاع بعملية البستنة، وعدم الخوف من التجربة.
خاتمة
تعتبر بولي هيل شخصية بارزة في تاريخ البستنة. تركت إرثاً دائماً من خلال عملها الرائد في تصميم المناظر الطبيعية، والحفاظ على النباتات، وتعزيز الاستدامة البيئية. ألهمت عملها أجيالاً من البستانيين، وساهمت في زيادة الوعي بأهمية النباتات في حياتنا. حدائقها مستمرة في مهمتها في البحث والتعليم، وهي بمثابة شهادة على رؤيتها وشغفها بالطبيعة.