التأسيس والأيديولوجية
تأسست حركة السابقون في مدينة بالتيمور بولاية ماريلاند، وسرعان ما جذبت أتباعًا من بين المجتمعات الأمريكية الأفريقية. يركز فكر الحركة على العودة إلى ما تعتبره “الإسلام الأصيل”، وتطبيق الشريعة الإسلامية بشكل صارم. تؤمن الحركة بضرورة “تطهير” الإسلام من البدع والانحرافات التي تراكمت عبر العصور.
تتبنى حركة السابقون تفسيراً حرفياً للقرآن والسنة، وترفض التأويلات العقلانية أو التقدمية. تعتبر الحركة أن الديمقراطية والعلمانية تتعارضان مع مبادئ الإسلام، وتدعو إلى إقامة دولة إسلامية تحكم بالشريعة. تشدد الحركة على أهمية الجهاد، ولكنها تختلف حول أساليبه وتطبيقاته.
الإمام عيسى، مؤسس الحركة، كان شخصية كاريزمية ومثيرة للجدل. كان له تأثير كبير على أتباعه، الذين يعتبرونه مرجعًا دينيًا لا يُعلى عليه. كان الإمام عيسى ينتقد بشدة السياسة الأمريكية الخارجية، وخاصة دعمها لإسرائيل، وكان يدعو إلى مقاطعة المنتجات الأمريكية والإسرائيلية.
الأنشطة والممارسات
تنشط حركة السابقون في الدعوة إلى الإسلام، وتوزيع المنشورات والمطويات الدينية. تنظم الحركة دروسًا ومحاضرات حول الإسلام، وتدعو الناس إلى اعتناق الإسلام وتبني مبادئها. تشارك الحركة أيضًا في بعض الأنشطة الاجتماعية، مثل مساعدة الفقراء والمحتاجين.
تتميز ممارسات حركة السابقون بصرامتها وتشددها. تلتزم الحركة بتطبيق الشريعة الإسلامية بشكل كامل في حياة أتباعها، بما في ذلك قواعد اللباس والغذاء والسلوك. تمنع الحركة الاختلاط بين الرجال والنساء في الأماكن العامة، وتفرض قيودًا على الترفيه والتسلية.
تثير ممارسات حركة السابقون جدلاً واسعاً في المجتمع الأمريكي. يرى البعض أن هذه الممارسات تتعارض مع الحريات الفردية وحقوق الإنسان، بينما يدافع البعض الآخر عن حق الحركة في ممارسة شعائرها الدينية بحرية.
العلاقة مع الجماعات الإسلامية الأخرى
تختلف حركة السابقون عن معظم الجماعات الإسلامية الأخرى في الولايات المتحدة. تتبنى الحركة فكرًا أصوليًا متشددًا، وترفض التعاون مع الجماعات الإسلامية التي تتبنى تفسيرات أكثر اعتدالاً للإسلام. تنتقد الحركة الجماعات الإسلامية التي تشارك في العملية السياسية أو تتعاون مع الحكومة الأمريكية.
ترى حركة السابقون أن معظم الجماعات الإسلامية الأخرى قد انحرفت عن “الإسلام الأصيل”، وأنها تتبنى بدعًا وضلالات. تتهم الحركة هذه الجماعات بالتنازل عن مبادئ الإسلام من أجل الحصول على مكاسب سياسية أو مالية.
ومع ذلك، تحافظ حركة السابقون على علاقات محدودة مع بعض الجماعات الإسلامية التي تتبنى فكرًا مشابهًا. تتعاون هذه الجماعات في بعض الأحيان في تنظيم الفعاليات الدينية أو الاجتماعية، وتبادل الخبرات والمعلومات.
التحديات والانتقادات
تواجه حركة السابقون العديد من التحديات والانتقادات. تتهم الحركة بالتشدد والتطرف، وبالدعوة إلى العنف والإرهاب. تتعرض الحركة لمراقبة دقيقة من قبل الأجهزة الأمنية، التي تخشى من أن تكون لها صلات بجماعات إرهابية.
تنفي حركة السابقون بشدة هذه الاتهامات، وتؤكد أنها تدعو إلى السلام والتسامح. تقول الحركة إنها ترفض العنف والإرهاب بكل أشكالهما، وأنها تسعى إلى إقامة مجتمع إسلامي عادل ومزدهر.
ومع ذلك، لا تزال الشكوك تحوم حول حركة السابقون. يرى البعض أن بعض أفراد الحركة قد يكونون متطرفين، وأنهم قد يلجأون إلى العنف لتحقيق أهدافهم. يدعو هؤلاء إلى مراقبة الحركة عن كثب، واتخاذ إجراءات صارمة ضد أي شخص يرتكب أعمال عنف أو يدعو إليها.
بالإضافة إلى ذلك، تواجه حركة السابقون تحديات داخلية. تعاني الحركة من نقص الموارد المالية، وتواجه صعوبة في جذب أعضاء جدد. يعاني بعض أعضاء الحركة من الإحباط واليأس، بسبب عدم قدرتهم على تحقيق أهدافهم.
المستقبل
من الصعب التنبؤ بمستقبل حركة السابقون. تعتمد قدرة الحركة على البقاء والنمو على عدة عوامل، بما في ذلك قدرتها على جذب أعضاء جدد، وتوفير الموارد المالية، وتجنب الوقوع في أعمال عنف أو إرهاب.
إذا تمكنت حركة السابقون من التغلب على هذه التحديات، فقد تصبح قوة مؤثرة في المجتمع الأمريكي. قد تتمكن الحركة من نشر فكرها الأصولي المتشدد، وجذب المزيد من الأتباع. قد تتمكن الحركة أيضًا من لعب دور في السياسة الأمريكية، من خلال دعم المرشحين الذين يتبنون مواقف قريبة من مواقفها.
ومع ذلك، إذا فشلت حركة السابقون في التغلب على هذه التحديات، فقد تتلاشى وتختفي. قد تفقد الحركة أعضاءها، وتفقد قدرتها على التأثير في المجتمع. قد تتعرض الحركة أيضًا لإجراءات قانونية، إذا ارتكبت أعمال عنف أو إرهاب.
خاتمة
حركة السابقون هي منظمة إسلامية أصولية أمريكية صغيرة، تأسست في أوائل التسعينيات. تهدف الحركة إلى إقامة مجتمع إسلامي “نقي” في الولايات المتحدة، مستوحى من فهمها الخاص للإسلام المبكر. تواجه الحركة العديد من التحديات والانتقادات، وتثير جدلاً واسعاً في المجتمع الأمريكي. مستقبل الحركة غير واضح، ويعتمد على قدرتها على التغلب على هذه التحديات.