نشأته وبداياته
ولد تسفي هندل في تل أبيب، ونشأ في بيئة صهيونية متدينة. تلقى تعليمه في المدارس الدينية، وتأثر بالعديد من القادة الدينيين والسياسيين الذين تبنوا مواقف يمينية متشددة. بعد إكماله لخدمته العسكرية في الجيش الإسرائيلي، انخرط هندل في النشاط السياسي، وبدأ في التعبير عن آرائه حول القضايا الوطنية والدينية.
مسيرته السياسية
بدأ تسفي هندل مسيرته السياسية في أوائل الثمانينيات، حيث انضم إلى حزب “التكوين” اليميني المتطرف. سرعان ما صعد في سلم الحزب، وأصبح شخصية مركزية فيه. في عام 1996، انتخب هندل عضواً في الكنيست، ممثلاً عن حزب “الاتحاد الوطني”، وهو تحالف يضم عدة أحزاب يمينية. خلال فترة وجوده في الكنيست، شغل هندل العديد من المناصب، وكان عضواً في العديد من اللجان البرلمانية، بما في ذلك لجنة الخارجية والأمن، ولجنة الدستور والقانون والقضاء.
تميزت مسيرة هندل السياسية بمواقفه الصارمة والمتشددة. كان من أشد المعارضين لعملية السلام مع الفلسطينيين، ودعا إلى توسيع الاستيطان في الضفة الغربية. كما كان من المؤيدين القويين للجيش الإسرائيلي، ودعم العمليات العسكرية في الأراضي الفلسطينية. بالإضافة إلى ذلك، كان هندل من أشد المدافعين عن الهوية اليهودية للدولة الإسرائيلية، وعارض أي محاولات لتغيير الطابع اليهودي للدولة.
مواقفه وقضاياه
تجسدت مواقف تسفي هندل في عدد من القضايا الرئيسية. كان من أبرز هذه القضايا:
- الصراع الفلسطيني الإسرائيلي: عارض هندل بشدة أي تنازلات للفلسطينيين، ودعا إلى استمرار السيطرة الإسرائيلية على الأراضي الفلسطينية المحتلة. كان يؤمن بأن الأمن الإسرائيلي يتطلب السيطرة على هذه الأراضي، وأنه لا يمكن تحقيق سلام دائم مع الفلسطينيين.
- الاستيطان: كان هندل من أشد المؤيدين لتوسيع الاستيطان في الضفة الغربية. اعتبر المستوطنات جزءاً لا يتجزأ من الأمن القومي الإسرائيلي، ودعا إلى بناء المزيد من المستوطنات وتوسيع القائم منها.
- الدين والدولة: دافع هندل عن الهوية اليهودية للدولة الإسرائيلية، وعارض أي محاولات لتغيير الطابع اليهودي للدولة. كان يؤمن بأهمية الحفاظ على القيم اليهودية في المجتمع الإسرائيلي، ودعم التشريعات التي تعزز هذه القيم.
- الأمن القومي: كان هندل من المؤيدين القويين للجيش الإسرائيلي، ودعم العمليات العسكرية في الأراضي الفلسطينية. اعتبر الأمن القومي أولوية قصوى، ودعا إلى اتخاذ جميع الإجراءات اللازمة لحماية إسرائيل من التهديدات الخارجية.
تأثيره وإرثه
ترك تسفي هندل بصمة واضحة في الحياة السياسية الإسرائيلية. كان صوته مسموعاً في قضايا الأمن القومي والاستيطان، وأثرت آراؤه على صياغة السياسات الحكومية في هذه المجالات. على الرغم من مواقفه المتشددة، إلا أنه تمتع بشعبية كبيرة بين اليمينيين الإسرائيليين، الذين رأوا فيه مدافعاً قوياً عن مصالحهم.
بعد تقاعده من الكنيست، استمر هندل في المشاركة في الحياة العامة، من خلال كتابة المقالات وإلقاء المحاضرات. يعتبر هندل شخصية مثيرة للجدل، حيث يراه البعض متشدداً ومتطرفاً، بينما يراه آخرون مدافعاً عن مصالح إسرائيل. يبقى إرثه موضع نقاش مستمر في المجتمع الإسرائيلي.
حياته الشخصية
تسفي هندل متزوج وأب لعدة أطفال. يعيش في مستوطنة “بيت إيل” في الضفة الغربية. يحرص هندل على الحفاظ على نمط حياة متدين، ويشارك بانتظام في الأنشطة الدينية والاجتماعية في مجتمعه.
المناصب التي شغلها
شغل تسفي هندل خلال مسيرته السياسية العديد من المناصب، بما في ذلك:
- عضو الكنيست عن حزب الاتحاد الوطني (1996-2013).
- عضو لجنة الخارجية والأمن.
- عضو لجنة الدستور والقانون والقضاء.
- عضو في عدد من اللجان البرلمانية الأخرى.
آراؤه حول عملية السلام
كان تسفي هندل من أشد المعارضين لعملية السلام مع الفلسطينيين. اعتبر أن عملية السلام تؤدي إلى ضعف الأمن الإسرائيلي، وتشكل خطراً على وجود الدولة اليهودية. دعا إلى عدم تقديم أي تنازلات للفلسطينيين، والتمسك بالسيطرة الإسرائيلية على الأراضي الفلسطينية المحتلة. كان يعتقد أن الفلسطينيين غير مستعدين للسلام، وأنهم يسعون إلى تدمير إسرائيل.
مواقفه من القضايا الاجتماعية
بالإضافة إلى مواقفه السياسية، كان تسفي هندل مهتماً بالقضايا الاجتماعية. دعم القضايا التي تعزز القيم اليهودية في المجتمع الإسرائيلي. عارض زواج المثليين، ودعم التشريعات التي تحافظ على القيم التقليدية للعائلة. كان يؤمن بأهمية الحفاظ على التراث اليهودي، ونشره بين الشباب الإسرائيلي.
دوره في حزب “تكوما”
كان تسفي هندل شخصية مركزية في حزب “تكوما”، وهو فصيل داخل حزب الاتحاد الوطني. ساهم في صياغة مواقف الحزب وسياساته، وكان صوته مسموعاً في اتخاذ القرارات. لعب دوراً هاماً في تعزيز نفوذ الحزب في الحياة السياسية الإسرائيلية. ساعد في تشكيل تحالفات مع الأحزاب اليمينية الأخرى، وتعزيز وحدة اليمين الإسرائيلي.
التحالفات السياسية
خلال مسيرته السياسية، أقام تسفي هندل تحالفات مع عدد من الأحزاب اليمينية في إسرائيل. كان عضواً في حزب الاتحاد الوطني، وهو تحالف يضم عدة أحزاب يمينية متطرفة. عمل مع الأحزاب الدينية، مثل حزب “شاس” وحزب “البيت اليهودي”. هدفت هذه التحالفات إلى تعزيز مواقف اليمين في القضايا المتعلقة بالأمن القومي والاستيطان والدين والدولة.
الجدل حول مواقفه
أثارت مواقف تسفي هندل جدلاً واسعاً في إسرائيل. اتهمه معارضوه بالتطرف والتشدد، وبأنه يعيق عملية السلام مع الفلسطينيين. اتهمه البعض بالعنصرية، وبأنه يكره العرب والفلسطينيين. دافع أنصاره عن مواقفه، واعتبروه مدافعاً عن مصالح إسرائيل والأمن القومي. يرى أنصار هندل أنه يمثل شريحة واسعة من المجتمع الإسرائيلي، وأن آراءه تعبر عن مخاوفهم وهواجسهم.
الخلافات داخل اليمين
على الرغم من أنه شخصية بارزة في اليمين الإسرائيلي، إلا أن تسفي هندل اختلف مع بعض الشخصيات والأحزاب اليمينية الأخرى. كان لديه خلافات مع بعض قيادات حزب “الليكود”، بسبب مواقفه المتشددة. اختلف مع بعض الأحزاب الدينية، بسبب بعض القضايا المتعلقة بالدين والدولة. على الرغم من هذه الخلافات، إلا أنه استمر في العمل مع الأحزاب اليمينية الأخرى، بهدف تحقيق أهداف مشتركة.
خاتمة
تسفي هندل شخصية سياسية إسرائيلية بارزة، تركت بصمة واضحة في الحياة السياسية الإسرائيلية. اشتهر بمواقفه المتشددة في القضايا المتعلقة بالأمن القومي والاستيطان، وكان من أشد المعارضين لعملية السلام مع الفلسطينيين. على الرغم من الجدل الذي أحاط بمواقفه، إلا أنه تمتع بشعبية كبيرة بين اليمينيين الإسرائيليين. لعب دوراً هاماً في صياغة السياسات الحكومية في العديد من المجالات، ويظل إرثه موضع نقاش مستمر في المجتمع الإسرائيلي.
المراجع
“`