<![CDATA[
مقدمة
بُوليوكتوس القسطنطيني (توفي في 5 فبراير 970) كان بطريرك القسطنطينية المسكوني من عام 956 حتى عام 970. يُحتفل بعيده في الكنيسة الأرثوذكسية الشرقية في 5 فبراير.
حياته قبل البطريركية
لا تتوفر معلومات مفصلة عن حياة بوليوكتوس قبل توليه منصب البطريرك. ومع ذلك، من المرجح أنه كان جزءًا من التسلسل الهرمي الكنسي في القسطنطينية، وربما شغل مناصب مهمة داخل الكنيسة. إن وصوله إلى منصب البطريرك يشير إلى أنه كان يتمتع بمكانة مرموقة واحترام كبير داخل المجتمع الديني.
فترة ولايته كبطريرك
تولى بوليوكتوس منصب بطريرك القسطنطينية في عام 956، في فترة مضطربة نسبيًا في تاريخ الإمبراطورية البيزنطية. شهدت فترة ولايته صعود الإمبراطور نقفور الثاني فوكاس، الذي كان جنرالًا عسكريًا بارزًا لعب دورًا حاسمًا في الدفاع عن الإمبراطورية ضد التهديدات الخارجية. كانت العلاقة بين البطريرك والإمبراطور معقدة، وتخللتها لحظات من التعاون والتوتر.
التعامل مع نقفور الثاني فوكاس
كانت إحدى أبرز الأحداث في فترة ولاية بوليوكتوس هي معارضته لزواج الإمبراطور نقفور الثاني فوكاس من الإمبراطورة الأرملة ثيوفانو. كان نقفور قد ارتبط بعلاقة مع ثيوفانو، وهي أرملة الإمبراطور رومانوس الثاني، وقرر الزواج منها. اعتبر بوليوكتوس هذا الزواج غير قانوني وغير لائق، لأنه اعتقد أن نقفور كان بمثابة الأب الروحي لأبناء ثيوفانو، وبالتالي لا يمكنه الزواج منها. أدى هذا الموقف إلى صراع كبير بين البطريرك والإمبراطور.
رفض بوليوكتوس تتويج نقفور وثيوفانو، وأصر على أن يتخلى نقفور عن علاقته بثيوفانو قبل أن يتمكن من الحصول على البركة الكنسية. استمر هذا الجدل لفترة طويلة، مما أدى إلى توتر العلاقات بين الكنيسة والدولة. في نهاية المطاف، رضخ نقفور لضغوط بوليوكتوس، واضطر إلى الاعتراف بخطئه والتوبة قبل أن يتمكن من الزواج من ثيوفانو. هذا الحدث يظهر قوة ونفوذ البطريرك بوليوكتوس في الدفاع عن مبادئ الكنيسة.
موقفه من الإمبراطورة ثيوفانو
لم يكن موقف بوليوكتوس معارضًا لنقفور فحسب، بل كان أيضًا حذرًا للغاية تجاه الإمبراطورة ثيوفانو. كانت ثيوفانو شخصية قوية ومؤثرة في البلاط البيزنطي، وكانت تشتهر بطموحها ودهائها السياسي. كان بوليوكتوس على دراية بتأثيرها المحتمل على الشؤون الكنسية، وكان حريصًا على ضمان عدم تدخلها في سلطة الكنيسة واستقلالها. كانت علاقته بها متوترة ومليئة بالحذر، مما يعكس الصراع المستمر بين السلطة الدينية والسلطة السياسية في الإمبراطورية البيزنطية.
إنجازاته ومساهماته
على الرغم من التحديات والصراعات التي واجهها، يُذكر بوليوكتوس باعتباره بطريركًا قويًا ومستقيمًا دافع عن مصالح الكنيسة وحافظ على استقلالها. يُنسب إليه الفضل في الحفاظ على وحدة الكنيسة الأرثوذكسية الشرقية وتعزيز دورها في المجتمع البيزنطي. كما يُذكر أيضًا لدعمه للرهبنة وتشجيعه على بناء الأديرة والكنائس.
- الدفاع عن استقلال الكنيسة: كان بوليوكتوس مدافعًا قويًا عن استقلال الكنيسة ضد تدخل الدولة.
- الحفاظ على وحدة الكنيسة: سعى بوليوكتوس إلى الحفاظ على وحدة الكنيسة الأرثوذكسية الشرقية وحمايتها من الانقسامات.
- دعم الرهبنة: شجع بوليوكتوس على بناء الأديرة والكنائس، ودعم الرهبان والراهبات.
خلافته
بعد وفاة بوليوكتوس في عام 970، خلفه باسيليوس الأول في منصب بطريرك القسطنطينية. استمر باسيليوس في سياسات بوليوكتوس في الدفاع عن استقلال الكنيسة وتعزيز دورها في المجتمع البيزنطي.
إرثه
يُذكر بوليوكتوس كشخصية مهمة في تاريخ الكنيسة الأرثوذكسية الشرقية. يُنظر إليه على أنه مدافع قوي عن مبادئ الكنيسة ومدافع عن استقلالها. يُحتفل بعيده في 5 فبراير من كل عام.
مكانته في الكنيسة الأرثوذكسية
تحظى شخصية بوليوكتوس بتقدير كبير في الكنيسة الأرثوذكسية الشرقية، حيث يُعتبر قديسًا. يُذكر بشجاعته في الدفاع عن الحق ومعارضته للظلم، فضلاً عن التزامه بالحفاظ على وحدة الكنيسة. تُتلى سيرته في الكنائس خلال الاحتفال بعيده، ويستلهم المؤمنون من حياته ومواقفه القوية.
خاتمة
كان بوليوكتوس القسطنطيني بطريركًا قويًا ومؤثرًا لعب دورًا حاسمًا في تاريخ الكنيسة الأرثوذكسية الشرقية والإمبراطورية البيزنطية. يُذكر بدفاعه عن استقلال الكنيسة، ومعارضته للظلم، ودعمه للرهبنة. يُحتفل بعيده في 5 فبراير من كل عام، وتُستلهم سيرته من قبل المؤمنين في جميع أنحاء العالم.