تاريخ السرب
تأسس السرب رقم 691 في مطار دوشامب سانت أندريه، فرنسا، في 1 يناير 1943، كوحدة تابعة لقيادة التدريب القتالي لسلاح الجو الملكي. كانت مهمته الأساسية هي توفير التدريب لوحدات الدفاع الجوي من خلال محاكاة هجمات الطائرات المعادية. تم تحقيق ذلك باستخدام مجموعة متنوعة من الطائرات التي تم الحصول عليها وتحويلها لأداء هذه المهام المتخصصة.
في بداية عملياته، كان السرب يستخدم طائرات متنوعة مثل هوكر هارتس وهوكر هنلي وأفرو أنسون. مع تقدم الحرب، تم تجهيز السرب بطائرات أكثر تطوراً مثل بولتون بول ديفاينت وهوكر هوريكان وسبتفاير، مما سمح له بتمثيل مجموعة أوسع من الطائرات المعادية المحتملة. هذا التنوع في أنواع الطائرات المستخدمة ضمن أنظمة السرب، ساهم في زيادة فاعلية التدريب المقدم لوحدات الدفاع الجوي، وضمان استعدادها لمواجهة مجموعة متنوعة من التهديدات الجوية.
بعد فترة وجيزة من تشكيله، انتقل السرب إلى المملكة المتحدة، وتحديداً إلى مطار تشارلتون داون، قبل أن ينتقل لاحقًا إلى مطار ديفورد في أغسطس 1943. من ديفورد، واصل السرب مهامه التدريبية الهامة، وقدم الدعم لوحدات الدفاع الجوي في جميع أنحاء البلاد. كانت مهام السرب تتضمن بشكل روتيني التحليق على ارتفاعات وسرعات مختلفة، وتنفيذ مناورات تحاكي تكتيكات العدو، وإطلاق مشاعل لإرباك الرادارات، مما يوفر سيناريوهات تدريب واقعية للغاية. تم تصميم هذه التدريبات لتعزيز مهارات التعرف على الأهداف والاشتباك معها لوحدات الدفاع الجوي، مما يضمن قدرتها على الدفاع بفعالية ضد الهجمات الجوية.
مع اقتراب نهاية الحرب العالمية الثانية، ومع انخفاض الحاجة إلى التدريب المكثف في مجال مكافحة الطائرات، تم تخفيض حجم السرب رقم 691 تدريجيًا. في 31 يناير 1949، تم حل السرب رسميًا في مطار هاكنال. على الرغم من حياته القصيرة نسبيًا، لعب السرب رقم 691 دورًا حيويًا في تحسين كفاءة وحدات الدفاع الجوي التابعة لسلاح الجو الملكي خلال فترة حرجة من الحرب.
المهام والعمليات
تركزت المهام الأساسية للسرب رقم 691 حول توفير تدريب واقعي لوحدات الدفاع الجوي. وشملت هذه المهام:
- محاكاة هجمات العدو الجوية: كان السرب يحاكي هجمات الطائرات المعادية باستخدام مجموعة متنوعة من الطائرات، مما يسمح لوحدات الدفاع الجوي بالتدرب على تحديد الأهداف والاشتباك معها.
- توفير أهداف جوية لوحدات المدفعية المضادة للطائرات: كان السرب يوفر أهدافًا جوية واقعية لوحدات المدفعية المضادة للطائرات للتدرب على مهارات التصويب والتتبع.
- دعم تدريب وحدات البحث الراداري: كان السرب يدعم تدريب وحدات البحث الراداري من خلال توفير أهداف جوية للتدرب على اكتشافها وتتبعها.
- المشاركة في تمارين مشتركة مع وحدات الجيش والبحرية: شارك السرب في تمارين مشتركة مع وحدات الجيش والبحرية لتعزيز التنسيق والتعاون في مجال الدفاع الجوي.
تضمنت عمليات السرب رقم 691 تحليق الطائرات على ارتفاعات وسرعات مختلفة، وتنفيذ مناورات تحاكي تكتيكات العدو، وإطلاق مشاعل لإرباك الرادارات. تم تصميم هذه العمليات لتوفير سيناريوهات تدريب واقعية للغاية لوحدات الدفاع الجوي.
أنواع الطائرات المستخدمة
استخدم السرب رقم 691 مجموعة متنوعة من الطائرات لأداء مهامه. وشملت هذه الطائرات:
- هوكر هارتس (Hawker Harts): طائرات قاذفة قنابل خفيفة ثنائية السطح من حقبة ما بين الحربين.
- هوكر هنلي (Hawker Henley): طائرات قاذفة قنابل خفيفة.
- أفرو أنسون (Avro Anson): طائرات استطلاع وقاذفة قنابل ثنائية المحرك.
- بولتون بول ديفاينت (Boulton Paul Defiant): طائرات مقاتلة مزودة ببرج مدفع رشاش.
- هوكر هوريكان (Hawker Hurricane): طائرات مقاتلة أحادية السطح.
- سبيتفاير (Spitfire): طائرات مقاتلة أحادية السطح.
سمح تنوع الطائرات المستخدمة للسرب بتمثيل مجموعة واسعة من الطائرات المعادية المحتملة، مما زاد من فعالية التدريب المقدم لوحدات الدفاع الجوي. على سبيل المثال، يمكن استخدام طائرات سبيتفاير لتمثيل الطائرات المقاتلة المعادية، في حين يمكن استخدام طائرات أفرو أنسون لتمثيل الطائرات القاذفة المعادية.
الأثر والإرث
على الرغم من فترة خدمته القصيرة نسبيًا، كان للسرب رقم 691 تأثير كبير على كفاءة وحدات الدفاع الجوي التابعة لسلاح الجو الملكي خلال الحرب العالمية الثانية. من خلال توفير تدريب واقعي، ساعد السرب على تحسين مهارات التعرف على الأهداف والاشتباك معها لوحدات الدفاع الجوي، مما ساهم في حماية المملكة المتحدة من الهجمات الجوية. لقد كان التدريب الذي قدمه السرب ذا قيمة خاصة في السنوات الأولى من الحرب، عندما كانت وحدات الدفاع الجوي لا تزال تكتسب الخبرة.
لا يزال إرث السرب رقم 691 باقياً حتى اليوم. تظل مبادئ التدريب التي استخدمها السرب ذات صلة، ويتم استخدامها من قبل وحدات الدفاع الجوي في جميع أنحاء العالم. يُعد السرب مثالًا على أهمية التدريب الواقعي في إعداد القوات العسكرية لمواجهة التحديات في ساحة المعركة.
خاتمة
كان السرب رقم 691 التابع لسلاح الجو الملكي وحدة متخصصة لعبت دورًا حاسمًا في دعم وحدات الدفاع الجوي خلال الحرب العالمية الثانية. من خلال توفير تدريب واقعي باستخدام مجموعة متنوعة من الطائرات، ساهم السرب في تحسين قدرات الدفاع الجوي للمملكة المتحدة. على الرغم من أنه تم حله بعد الحرب، إلا أن إرثه يستمر في التأثير على أساليب التدريب العسكري الحديثة.