نشأته وتعليمه
ولد ويليام تيرنر ثيسلتون-داير في وستمنستر، لندن، وهو ابن ويليام جورج داير، وهو طبيب، وهارييت آن تيرنر. تلقى تعليمه في كلية كينجز، لندن، ثم في كنيسة المسيح، أكسفورد، حيث درس الكلاسيكيات والعلوم الطبيعية. حصل على درجة البكالوريوس في عام 1867، وحصل على درجة الماجستير في عام 1873.
مسيرته المهنية المبكرة
بعد تخرجه من أكسفورد، عمل ثيسلتون-داير لفترة وجيزة كمدرس في مدرسة هارو. ثم انضم إلى الجامعة الملكية الزراعية في سيرينسيستر كأستاذ للتاريخ الطبيعي. في عام 1870، أصبح أستاذاً للنباتات في الكلية الملكية للعلوم في دبلن. خلال فترة وجوده في دبلن، قام بدراسة شاملة للنباتات الأيرلندية.
العمل في حدائق كيو
بدأ ارتباط ثيسلتون-داير بحدائق كيو في عام 1870، عندما تم تعيينه مساعدًا لمديرها، السير جوزيف دالتون هوكر. كان هوكر معجبًا للغاية بقدرات ثيسلتون-داير، وسرعان ما أصبح يعتمد عليه في إدارة شؤون الحدائق. في عام 1885، خلف ثيسلتون-داير هوكر كمدير لحدائق كيو.
خلال فترة ولايته كمدير، أشرف ثيسلتون-داير على فترة توسع وتطوير كبيرين في حدائق كيو. قام بتوسيع مجموعات الحدائق، وتحسين مرافق البحث، وتعزيز مكانة كيو كمركز عالمي للنباتات. كما لعب دورًا رئيسيًا في تطوير الاقتصاد النباتي، ودراسة النباتات ذات الأهمية الاقتصادية. قام بتوسيع نطاق التبادل الدولي للنباتات بين كيو والمستعمرات البريطانية، مما ساهم في انتشار محاصيل مثل المطاط والكاكاو.
تشمل بعض إنجازات ثيسلتون-داير الرئيسية في كيو ما يلي:
- توسيع نطاق مشتل النباتات ليضم مجموعة متنوعة من النباتات من جميع أنحاء العالم.
- إنشاء مختبرات جديدة لأبحاث النباتات.
- تطوير برنامج تدريبي للبستانيين.
- نشر العديد من المنشورات العلمية حول النباتات.
الاقتصاد النباتي
كان ثيسلتون-داير رائدًا في مجال الاقتصاد النباتي، وهو دراسة النباتات ذات الأهمية الاقتصادية. أدرك الإمكانات الهائلة للنباتات في توفير الغذاء والدواء والمواد الخام الأخرى. قام بتشجيع البحث في الخصائص الاقتصادية للنباتات، وعمل على إدخال نباتات جديدة إلى الزراعة.
كان لثيسلتون-داير دور فعال في إدخال المطاط إلى المستعمرات البريطانية في آسيا. في عام 1876، قام بتهريب بذور المطاط من البرازيل إلى حدائق كيو. ثم قام بتوزيع البذور على المزارعين في سيلان (سريلانكا حاليًا) ومالايا (ماليزيا حاليًا). أصبحت هذه المناطق فيما بعد منتجين رئيسيين للمطاط.
كما كان ثيسلتون-داير مهتمًا بتطوير مصادر جديدة للطاقة. قام بتشجيع البحث في استخدام النباتات لإنتاج الوقود الحيوي. كان يعتقد أن الوقود الحيوي يمكن أن يقلل من اعتماد العالم على الوقود الأحفوري.
إسهاماته العلمية
نشر ثيسلتون-داير العديد من المنشورات العلمية حول النباتات. وتشمل أعماله الرئيسية:
- “Flora of Middlesex” (1869)
- “How Crops Grow” (1869) (بالاشتراك مع Samuel W. Johnson)
- “Flora Capensis” (بالاشتراك مع William Henry Harvey وآخرين)
- مساهمات عديدة في “Index Kewensis”
- مقالات في ” قاموس علم النبات العملي”
كان ثيسلتون-داير عضوًا في العديد من الجمعيات العلمية، بما في ذلك الجمعية الملكية، وجمعية لينيان، والجمعية الجغرافية الملكية.
حياته الشخصية
تزوج ثيسلتون-داير من هارييت آن هوكر، ابنة السير جوزيف دالتون هوكر، في عام 1877. كان لديهم ابن واحد، برنارد ماري تيسلتون-داير.
تكريمه
حصل ثيسلتون-داير على العديد من الجوائز والأوسمة لخدماته في علم النبات. حصل على وسام رفيق وسام القديس ميخائيل والقديس جورج (CMG) في عام 1882، وتم تكريمه كفارس قائد وسام القديس ميخائيل والقديس جورج (KCMG) في عام 1899. كما حصل على درجة الدكتوراه الفخرية من جامعة أكسفورد.
تقاعده ووفاته
تقاعد ثيسلتون-داير من منصبه كمدير لحدائق كيو في عام 1905. توفي في 23 ديسمبر 1928 عن عمر يناهز 85 عامًا. ترك وراءه إرثًا دائمًا كواحد من أبرز علماء النبات في عصره.
خلافاته
على الرغم من إنجازاته العديدة، لم يكن ثيسلتون-داير بمنأى عن الجدل. كان لديه خلافات مع بعض زملائه، بما في ذلك جورج بنثام، وهو عالم نباتات بارز آخر. اتُهم أيضًا بأنه استبدادي ومتسلط.
على الرغم من هذه الانتقادات، لا يمكن إنكار أن ثيسلتون-داير كان شخصية مؤثرة في عالم علم النبات. لقد لعب دورًا حاسمًا في تطوير حدائق كيو وفي تعزيز دراسة النباتات في جميع أنحاء العالم.
أثره وإرثه
كان لثيسلتون-داير تأثير كبير على علم النبات والاقتصاد النباتي. ساهمت أعماله في فهمنا للنباتات وأهميتها الاقتصادية. كما ساعد في تطوير حدائق كيو لتصبح مركزًا عالميًا لأبحاث النباتات.
لا يزال إرث ثيسلتون-داير محسوسًا حتى اليوم. لا تزال حدائق كيو واحدة من أهم المؤسسات النباتية في العالم. وتستمر أبحاث الاقتصاد النباتي في لعب دور حيوي في معالجة القضايا العالمية مثل الأمن الغذائي وتغير المناخ.
خاتمة
كان السير ويليام تيرنر ثيسلتون-داير شخصية بارزة في علم النبات والاقتصاد النباتي. من خلال عمله كمدير لحدائق كيو وإسهاماته العلمية، ترك بصمة لا تُمحى في هذا المجال. سيظل اسمه مرتبطًا بالتوسع والتطوير الذي شهدته حدائق كيو خلال فترة ولايته، وكذلك بتعزيز دراسة النباتات وأهميتها الاقتصادية على مستوى العالم. على الرغم من بعض الخلافات التي أحاطت به، يظل ثيسلتون-داير شخصية مؤثرة في تاريخ علم النبات.