حياته المبكرة وتعليمه
ولد ديفيد شوينبرج في سانت بطرسبرغ، روسيا، في عام 1911. انتقلت عائلته إلى بريطانيا بعد الثورة الروسية. تلقى تعليمه في مدرسة ليثام وفي كلية الثالوث، كامبريدج. حصل على درجة الدكتوراه في الفيزياء من جامعة كامبريدج في عام 1936، تحت إشراف اللورد روثرفورد، وهو عالم الفيزياء النووية الشهير.
مسيرته المهنية
بعد حصوله على درجة الدكتوراه، انضم شوينبرج إلى جامعة كامبريدج كزميل باحث. خلال الحرب العالمية الثانية، عمل في مشاريع بحثية سرية للحكومة البريطانية، بما في ذلك تطوير الرادار. بعد الحرب، عاد إلى جامعة كامبريدج وأصبح محاضرًا في الفيزياء. في عام 1961، تم تعيينه أستاذًا للفيزياء في جامعة كامبريدج، وهو المنصب الذي شغله حتى تقاعده في عام 1978.
أبحاثه وإسهاماته
ركزت أبحاث شوينبرج بشكل أساسي على الخواص الإلكترونية للمعادن. كان رائداً في استخدام تأثير دي هاس-فان ألفين لدراسة بنية نطاقات الطاقة في المعادن. تأثير دي هاس-فان ألفين هو تذبذب في قابلية المغناطيسية للمعدن كدالة للمجال المغناطيسي المطبق عند درجات حرارة منخفضة للغاية. يوفر نمط التذبذبات معلومات مفصلة حول شكل وحجم سطح فيرمي للمعدن، وهو مجموعة من حالات الطاقة المتاحة للإلكترونات عند درجة حرارة الصفر المطلق.
طور شوينبرج تقنيات تجريبية متطورة لقياس تأثير دي هاس-فان ألفين بدقة عالية. استخدم هذه التقنيات لدراسة مجموعة واسعة من المعادن، بما في ذلك المعادن النقية والسبائك والمركبات البينية. قدمت أبحاثه رؤى ثاقبة حول طبيعة الروابط الكيميائية في المعادن وتأثير العيوب والشوائب على خواصها الإلكترونية.
بالإضافة إلى عمله على تأثير دي هاس-فان ألفين، قدم شوينبرج مساهمات كبيرة في دراسة الموصلية الفائقة. أجرى تجارب على المواد فائقة التوصيل، بما في ذلك قياسات المجال المغناطيسي الحرج وتيار الاختراق. ساعدت أبحاثه في فهم الآليات الأساسية للموصلية الفائقة.
تشمل بعض إسهاماته الرئيسية:
- تطوير تقنيات تجريبية متقدمة لدراسة تأثير دي هاس-فان ألفين.
- تطبيق تأثير دي هاس-فان ألفين لدراسة بنية نطاقات الطاقة في مجموعة واسعة من المعادن.
- تقديم رؤى ثاقبة حول طبيعة الروابط الكيميائية في المعادن.
- المساهمة في فهم الآليات الأساسية للموصلية الفائقة.
الجوائز والتكريمات
حصل شوينبرج على العديد من الجوائز والتكريمات لعمله الرائد في مجال فيزياء المادة المكثفة، بما في ذلك:
- انتخابه زميلاً في الجمعية الملكية (FRS) في عام 1951.
- منحه رتبة الإمبراطورية البريطانية (MBE) في عام 1960.
- ميدالية هوغز من الجمعية الملكية في عام 1973.
- جائزة فريتز لندن التذكارية في عام 1981.
إرثه
يُذكر ديفيد شوينبرج كواحد من أبرز الفيزيائيين في مجال فيزياء المادة المكثفة في القرن العشرين. ساهمت أبحاثه الرائدة في فهم الخواص الإلكترونية للمعادن والموصلات الفائقة. كان أيضًا معلمًا وموجهًا مؤثرًا للعديد من العلماء الشباب. يستمر إرثه في إلهام الباحثين في هذا المجال حتى اليوم.
كان شوينبرج معروفًا أيضًا بفكاهته وذكائه. كان محاورًا بارعًا ومحاضرًا جذابًا. كان يحظى باحترام وتقدير كبيرين من قبل زملائه وطلابه.
بالإضافة إلى مسيرته العلمية المتميزة، كان شوينبرج موسيقيًا موهوبًا. كان عازف بيانو ماهرًا وكان يستمتع بالعزف على الموسيقى الكلاسيكية. كان أيضًا محبًا للطبيعة وكان يستمتع بالمشي لمسافات طويلة في الريف.
الحياة الشخصية
تزوج شوينبرج من كاثرين (كيت) أليس بيل (توفيت عام 2001) في عام 1947، وأنجبا ثلاثة أطفال: بيتر، وروث، وجوانا.
وفاته
توفي ديفيد شوينبرج في كامبريدج في 10 مارس 2004، عن عمر يناهز 93 عامًا. لقد ترك وراءه إرثًا دائمًا من الإنجازات العلمية والمساهمات في المجتمع.
خاتمة
كان ديفيد شوينبرج فيزيائيًا بريطانيًا متميزًا قدم مساهمات كبيرة في مجال فيزياء المادة المكثفة. اشتهر بأبحاثه الرائدة في مجال الخواص الإلكترونية للمعادن، وخاصةً ظاهرة تأثير دي هاس-فان ألفين. حصل على العديد من الجوائز والتكريمات لعمله، ويستمر إرثه في إلهام الباحثين في هذا المجال حتى اليوم.