<![CDATA[
نشأته وتعليمه
ولد دوان روبنسون في مقاطعة لاكروس بولاية ويسكونسن، ونشأ في بيئة ريفية شكلت قيمه وأولوياته. تلقى تعليمه المبكر في المدارس المحلية، لكن شغفه بالمعرفة دفعه إلى مواصلة تعليمه بنفسه. درس القانون وعمل محاميًا لفترة وجيزة قبل أن يكتشف شغفه الحقيقي بالتاريخ والكتابة. انتقل إلى ولاية ساوث داكوتا في عام 1883، حيث بدأ مسيرته المهنية اللامعة كمؤرخ وصحفي.
مسيرته المهنية كمؤرخ
في عام 1901، تم تعيين دوان روبنسون المؤرخ الرسمي لولاية ساوث داكوتا، وهو المنصب الذي شغله حتى عام 1926. خلال فترة عمله، كرس نفسه لجمع وتوثيق تاريخ الولاية، ونشر العديد من الكتب والمقالات التي ساهمت في الحفاظ على تراث ساوث داكوتا. كان روبنسون مؤرخًا دقيقًا ومجتهدًا، وعمل بلا كلل لضمان دقة وموثوقية أعماله التاريخية.
من بين أبرز إنجازات روبنسون كمؤرخ:
- تأسيس جمعية ساوث داكوتا التاريخية: لعب روبنسون دورًا حاسمًا في تأسيس هذه الجمعية، التي تهدف إلى الحفاظ على تاريخ الولاية وتعزيزه.
- إنشاء متحف ولاية ساوث داكوتا: ساهم روبنسون في إنشاء هذا المتحف، الذي يعرض مجموعة واسعة من القطع الأثرية والوثائق التاريخية المتعلقة بتاريخ الولاية.
- نشر العديد من الكتب والمقالات التاريخية: كتب روبنسون العديد من الكتب والمقالات حول تاريخ ساوث داكوتا، بما في ذلك “تاريخ ساوث داكوتا” (History of South Dakota)، وهو عمل مرجعي شامل عن تاريخ الولاية.
“أبو ماونت رشمور”
يُعرف دوان روبنسون على نطاق واسع بأنه “أبو ماونت رشمور” لدوره المحوري في تصور وتطوير هذا النصب التذكاري الشهير. في أوائل عشرينيات القرن الماضي، اقترح روبنسون فكرة نحت وجوه شخصيات تاريخية بارزة على جبال بلاك هيلز في ساوث داكوتا، بهدف جذب السياح وتعزيز اقتصاد الولاية.
كان روبنسون يعتقد أن النصب التذكاري سيجذب السياح إلى المنطقة ويساهم في تعزيز اقتصاد الولاية. اقترح في البداية نحت وجوه أبطال محليين، مثل ريد كلاود، وهو زعيم قبيلة لاكوتا سيوكس. ومع ذلك، أقنع النحات جوتزون بورغلوم روبنسون بنحت وجوه رؤساء أمريكيين بارزين، مثل جورج واشنطن وتوماس جيفرسون وأبراهام لنكولن وثيودور روزفلت.
لعب روبنسون دورًا حاسمًا في تأمين التمويل والدعم اللازمين لبناء ماونت رشمور. عمل بلا كلل مع المسؤولين الحكوميين وقادة المجتمع لجمع الأموال وتنظيم المشروع. على الرغم من التحديات والصعوبات التي واجهت بناء النصب التذكاري، ظل روبنسون ملتزمًا برؤيته حتى تحقق حلمه في النهاية.
بدأ بناء ماونت رشمور في عام 1927 واستمر حتى عام 1941. تم الانتهاء من النصب التذكاري في عام 1941، وأصبح منذ ذلك الحين معلمًا بارزًا يجذب ملايين الزوار من جميع أنحاء العالم كل عام.
إرثه
ترك دوان روبنسون إرثًا دائمًا في ولاية ساوث داكوتا وخارجها. بفضل جهوده الدؤوبة كمؤرخ وصحفي وشاعر ومحامي، ساهم روبنسون بشكل كبير في الحفاظ على تاريخ الولاية وتعزيزه. إن مساهمته الأبرز هي دوره المحوري في تصور وتطوير ماونت رشمور، الذي أصبح رمزًا وطنيًا للأمة الأمريكية.
يُذكر دوان روبنسون باعتباره شخصية بارزة في تاريخ ساوث داكوتا، ومؤرخًا ملتزمًا وصاحب رؤية ساهم في تشكيل المشهد الثقافي والتاريخي للولاية. إن إرثه يلهم الأجيال القادمة لمواصلة استكشاف تاريخنا والحفاظ عليه.
كتاباته
بالإضافة إلى عمله كمؤرخ رسمي، كان روبنسون كاتبًا غزير الإنتاج. نشر العديد من الكتب والمقالات حول تاريخ ساوث داكوتا، بالإضافة إلى العديد من القصائد والقصص القصيرة. تعكس كتاباته اهتمامه العميق بتاريخ الولاية وثقافتها، فضلاً عن حبه للطبيعة وتقديره للجمال.
تشمل بعض أعمال روبنسون البارزة:
- تاريخ ساوث داكوتا (History of South Dakota)
- موسوعة ساوث داكوتا (Encyclopedia of South Dakota)
- شعراء ساوث داكوتا (South Dakota Poets)
حياته الشخصية
تزوج دوان روبنسون من ليديا م. روبنسون، وأنجبا معًا العديد من الأطفال. كان روبنسون رجلًا متدينًا ومشاركًا نشطًا في مجتمعه المحلي. كان يتمتع بشخصية محبوبة ومحترمة من قبل الكثيرين، وكان معروفًا بكرمه وتعاطفه مع الآخرين.
توفي دوان روبنسون في عام 1946 عن عمر يناهز 90 عامًا. تم دفنه في مقبرة في بيير بولاية ساوث داكوتا. لا يزال إرثه حياً حتى اليوم، ويستمر في إلهام الأجيال القادمة.
خاتمة
كان دوان روبنسون شخصية بارزة في تاريخ ولاية ساوث داكوتا، حيث لعب دورًا محوريًا في الحفاظ على تاريخ الولاية وتعزيزه. بصفته مؤرخًا رسميًا، قام بتوثيق تاريخ الولاية ونشر العديد من الكتب والمقالات التي ساهمت في فهم أعمق لتراث ساوث داكوتا. بالإضافة إلى ذلك، يُعرف روبنسون بأنه “أبو ماونت رشمور” لدوره في تصور وتطوير هذا النصب التذكاري الشهير. من خلال عمله الدؤوب وتفانيه، ترك روبنسون إرثًا دائمًا سيستمر في إلهام الأجيال القادمة.