التاريخ والتأسيس
تأسس السرب 850 التابع للبحرية الجوية (850 NAS) في الأصل في المملكة المتحدة خلال الحرب العالمية الثانية. تم حله وإعادة تشكيله عدة مرات وفقًا لاحتياجات البحرية الملكية الأسترالية. تم تشكيل السرب في البداية في عام 1943 كوحدة تابعة للأسطول الجوي البحري التابع للبحرية الملكية البريطانية، ثم انتقل لاحقًا إلى البحرية الملكية الأسترالية.
التشكيل الأول: تأسس السرب 850 في الأصل في 1 يونيو 1943 في محطة البحرية الجوية الملكية (RNAS) في دايليس (HMS Goldcrest) في اسكتلندا. تم تجهيزه في البداية بطائرات Fairey Swordfish و Albacore، وكان دوره الأساسي هو القيام بدوريات مضادة للغواصات وحماية القوافل في المحيط الأطلسي. في وقت لاحق، تم تزويد السرب بطائرات Fairey Barracuda، وهي قاذفة طوربيدات ذات سطح واحد، ونُقل إلى محطة البحرية الجوية الملكية في كامبلتاون (HMS Landrail).
الخدمة في الحرب العالمية الثانية: شارك السرب 850 بنشاط في الحرب العالمية الثانية، وخاصة في العمليات المتعلقة بحماية القوافل واستهداف الغواصات الألمانية. لعب دورًا حاسمًا في ضمان سلامة خطوط الإمداد الحيوية عبر المحيط الأطلسي. كان أداء طياري السرب وفنييه متميزًا في ظروف الحرب الصعبة.
النقل إلى البحرية الملكية الأسترالية: بعد نهاية الحرب العالمية الثانية، نُقل السرب 850 إلى البحرية الملكية الأسترالية كجزء من جهود إعادة بناء القوات البحرية الأسترالية. تم حل السرب 850 في 15 أغسطس 1945، وأعيد تشكيله في 5 سبتمبر 1949 كوحدة مقاتلة تابعة لذراع الجو التابع للبحرية الملكية الأسترالية في محطة البحرية الجوية الملكية في نوسا هيدز (HMS Nabberley) في كوينزلاند. تم تجهيزه بطائرات Hawker Sea Fury وطائرات Fairey Firefly، وكان دوره هو توفير الدفاع الجوي للأسطول الأسترالي.
الحل النهائي: تم حل السرب 850 في النهاية في 25 أغسطس 1953. على الرغم من فترة وجوده القصيرة، لعب السرب 850 دورًا حيويًا في كل من البحرية الملكية والبحرية الملكية الأسترالية، مما يدل على مرونة القوات الجوية البحرية وأهميتها في العمليات البحرية الحديثة.
الطائرات المستخدمة
استخدم السرب 850 مجموعة متنوعة من الطائرات طوال تاريخه، مما يعكس الأدوار المختلفة التي لعبها. تشمل الطائرات البارزة التي استخدمها السرب ما يلي:
- Fairey Swordfish: طائرة ثنائية السطح تستخدم في الأصل للمهام المضادة للغواصات.
- Fairey Albacore: قاذفة طوربيدات ذات سطحين خدمت أيضًا في دوريات مضادة للغواصات.
- Fairey Barracuda: قاذفة طوربيدات ذات سطح واحد وأكثر حداثة، استخدمت في مهام هجومية.
- Hawker Sea Fury: طائرة مقاتلة ذات أداء عالٍ، استخدمت في الدفاع الجوي.
- Fairey Firefly: طائرة متعددة المهام قادرة على القيام بمهام قتالية واستطلاعية.
كان اختيار الطائرات يعتمد على الدور المحدد الذي كان السرب يقوم به في ذلك الوقت، سواء كان ذلك حماية القوافل أو الدفاع عن الأسطول.
العمليات البارزة
شارك السرب 850 في عدة عمليات بارزة طوال تاريخه. بعض هذه العمليات تشمل:
- دوريات مضادة للغواصات في المحيط الأطلسي: خلال الحرب العالمية الثانية، قام السرب بدوريات مكثفة في المحيط الأطلسي لحماية القوافل المتحالفة من هجمات الغواصات الألمانية.
- الدفاع الجوي للأسطول الأسترالي: بعد الحرب، تم تكليف السرب بتوفير الدفاع الجوي للأسطول الأسترالي، باستخدام طائرات Sea Fury و Firefly لاعتراض الطائرات المعادية المحتملة.
على الرغم من أن السرب لم يشارك في معارك واسعة النطاق بعد الحرب العالمية الثانية، إلا أن دوره في الحفاظ على الجاهزية وتوفير القدرات الدفاعية كان ذا قيمة كبيرة.
التراث والأثر
على الرغم من عمره القصير نسبيًا، ترك السرب 850 إرثًا دائمًا في كل من البحرية الملكية والبحرية الملكية الأسترالية. خدم العديد من طياريه وفنييه لاحقًا بتميز في وحدات أخرى، ونقلوا معهم الخبرة والمهارات المكتسبة في السرب 850. يظل السرب مثالًا على مرونة وقدرة القوات الجوية البحرية على التكيف، فضلاً عن أهمية التعاون بين الدول المتحالفة في أوقات الحرب والسلام.
خاتمة
كان السرب 850 التابع للبحرية الملكية الأسترالية وحدة متميزة خدمت في أدوار مختلفة خلال الحرب العالمية الثانية وما بعدها. من حماية القوافل في المحيط الأطلسي إلى توفير الدفاع الجوي للأسطول الأسترالي، أظهر السرب مرونة وتفانيًا في خدمة بلاده. على الرغم من حل السرب في عام 1953، إلا أن مساهماته في تاريخ الطيران البحري لا تزال موضع تقدير.