<![CDATA[
حياته ومسيرته المهنية
ولد آرثر ليندساي سادلر في عام 1882. تفاصيل حياته المبكرة وتعليمه الأولي غير متاحة على نطاق واسع، ولكن من المعروف أنه أظهر اهتمامًا مبكرًا بالثقافات الشرقية. التحق بجامعة أكسفورد، حيث درس اللغات والتاريخ، وتخرج بدرجة الشرف.
بعد تخرجه، بدأ سادلر مسيرته الأكاديمية. في البداية، عمل كمحاضر في عدة جامعات في المملكة المتحدة. خلال هذه الفترة، بدأ في تطوير اهتمامه باليابان وثقافتها. تعلم اللغة اليابانية وبدأ في دراسة الأدب والتاريخ الياباني.
في عام 1922، تم تعيين سادلر أستاذاً للدراسات الشرقية في جامعة سيدني. كان هذا التعيين نقطة تحول في حياته المهنية، حيث أتاح له الفرصة لتكريس وقته وجهوده لدراسة اليابان وتعليمها. أسس قسم الدراسات الشرقية في جامعة سيدني وأشرف على تدريب العديد من الطلاب الذين أصبحوا فيما بعد باحثين بارزين في مجال الدراسات اليابانية.
خلال فترة عمله في جامعة سيدني، قام سادلر بالعديد من الرحلات إلى اليابان. سمحت له هذه الرحلات بتعميق فهمه للثقافة اليابانية وتكوين علاقات مع الباحثين اليابانيين. جمع أيضًا مجموعة كبيرة من الكتب والمخطوطات اليابانية، والتي أصبحت جزءًا من مكتبة الجامعة.
تقاعد سادلر من جامعة سيدني في عام 1947، لكنه استمر في الكتابة والنشر حتى وفاته في عام 1970. خلال مسيرته المهنية الطويلة، نشر سادلر العديد من الكتب والمقالات حول مجموعة واسعة من الموضوعات المتعلقة باليابان. تشمل أعماله ترجمات للأدب الياباني الكلاسيكي، ودراسات عن تاريخ اليابان، وتحليلات للفنون الدفاع عن النفس اليابانية.
أعماله الرئيسية
ترك آرثر ليندساي سادلر إرثًا غنيًا من الأعمال الأكاديمية التي لا تزال ذات صلة حتى اليوم. من بين أعماله الرئيسية:
- ترجمة “The Heike Monogatari” (حكاية الهايكي): تعتبر هذه الترجمة من أفضل الترجمات الإنجليزية لهذه الملحمة اليابانية الكلاسيكية. تقدم “حكاية الهايكي” سردًا دراميًا لحرب جينبي (1180-1185)، وهي حرب أهلية دمرت اليابان.
- “A Short History of Japanese Architecture” (تاريخ موجز للعمارة اليابانية): يقدم هذا الكتاب نظرة عامة شاملة على تطور العمارة اليابانية من العصور القديمة حتى العصر الحديث. يناقش سادلر مختلف الأساليب المعمارية اليابانية، مثل أسلوب شينتو وأسلوب زن، ويوضح كيف تأثرت العمارة اليابانية بالدين والفلسفة والسياسة.
- “Cha-No-Yu: The Japanese Tea Ceremony” (تشا نو يو: مراسم الشاي اليابانية): يستكشف هذا الكتاب الفن والثقافة وراء مراسم الشاي اليابانية، المعروفة باسم “تشا نو يو”. يشرح سادلر تاريخ مراسم الشاي وأهميتها الرمزية، ويصف الأدوات المستخدمة في مراسم الشاي والإجراءات المتبعة.
- “The Art of Flower Arrangement in Japan: A Sketch of Its History and Development” (فن تنسيق الزهور في اليابان: رسم لتاريخه وتطوره): يقدم هذا الكتاب تاريخًا موجزًا لتطور فن تنسيق الزهور في اليابان، المعروف باسم “إيكيبانا”. يناقش سادلر مختلف المدارس والأساليب في إيكيبانا، ويوضح كيف يعكس فن تنسيق الزهور الفلسفة اليابانية عن الطبيعة والجمال.
- “Japanese Plays: No, Kyogen, Kabuki” (المسرحيات اليابانية: نو، كيوجن، كابوكي): يقدم هذا الكتاب نظرة عامة على ثلاثة أشكال رئيسية من المسرح الياباني: نو وكيوجن وكابوكي. يشرح سادلر تاريخ وتطور كل شكل من هذه الأشكال، ويصف خصائصها المميزة ويقدم أمثلة من المسرحيات الشهيرة.
- “Bushido: The Way of the Warrior” (بوشيدو: طريق المحارب): يقدم هذا الكتاب دراسة شاملة لمفهوم بوشيدو، وهو قانون الشرف والأخلاق الذي اتبعه المحاربون اليابانيون (الساموراي). يشرح سادلر تاريخ بوشيدو ومبادئه الأساسية، ويناقش تأثير بوشيدو على المجتمع الياباني.
مساهماته في الدراسات اليابانية
كان لآرثر ليندساي سادلر تأثير كبير على مجال الدراسات اليابانية. ساهم في تعزيز فهم الثقافة اليابانية في العالم الغربي من خلال ترجماته ودراساته وأبحاثه. كان سادلر أيضًا معلمًا مؤثرًا، حيث قام بتدريب العديد من الطلاب الذين أصبحوا فيما بعد باحثين بارزين في مجال الدراسات اليابانية.
يعتبر سادلر من الرواد في مجال الدراسات اليابانية في أستراليا. أسس قسم الدراسات الشرقية في جامعة سيدني، والذي أصبح مركزًا رائدًا للبحث والتدريس في مجال الدراسات اليابانية. ساعد سادلر أيضًا في بناء مجموعة كبيرة من الكتب والمخطوطات اليابانية في مكتبة جامعة سيدني، والتي تعتبر الآن واحدة من أهم مجموعات الكتب اليابانية في أستراليا.
بالإضافة إلى أعماله الأكاديمية، كان سادلر أيضًا متحدثًا عامًا مشهورًا. ألقى العديد من المحاضرات حول اليابان وثقافتها للجمهور العام. ساعدت هذه المحاضرات على زيادة الوعي بالثقافة اليابانية وتعزيز التفاهم بين أستراليا واليابان.
إرثه
لا يزال آرثر ليندساي سادلر يُذكر باعتباره باحثًا بارزًا ومعلمًا مؤثرًا ومروجًا للثقافة اليابانية. لا تزال أعماله الأكاديمية ذات صلة حتى اليوم، وتستخدم على نطاق واسع من قبل الباحثين والطلاب في مجال الدراسات اليابانية. ساهم سادلر في تعزيز فهم الثقافة اليابانية في العالم الغربي وساعد في بناء جسور التفاهم بين أستراليا واليابان.
يستمر إرث سادلر في التأثير على مجال الدراسات اليابانية في أستراليا وخارجها. لا يزال قسم الدراسات الشرقية في جامعة سيدني الذي أسسه مركزًا رائدًا للبحث والتدريس في مجال الدراسات اليابانية. تستمر مجموعة الكتب والمخطوطات اليابانية التي جمعها في مكتبة جامعة سيدني في خدمة الباحثين والطلاب.
خاتمة
كان آرثر ليندساي سادلر شخصية بارزة في مجال الدراسات اليابانية، حيث ساهم بشكل كبير في فهمنا لتاريخ اليابان وثقافتها وأدبها. من خلال كتاباته وترجماته وتعليمه، ترك إرثًا دائمًا يستمر في إلهام الباحثين والطلاب المهتمين بالثقافة اليابانية. يعتبر سادلر رائدًا في مجال الدراسات اليابانية في أستراليا والعالم، وستظل مساهماته موضع تقدير لسنوات قادمة.