نشأته وبداياته
ولد فيتالي سولومين في مدينة تشيتا، في منطقة عبر البايكال الروسية، في 12 ديسمبر 1941. كان والده ميفودي فيكتوروفتش سولومين مدرسًا للمواد السياسية، بينما كانت والدته زينيدا أناتوليفنا سولومينا تعمل ممرضة. كان لديه شقيق أصغر، يوري سولومين، الذي أصبح أيضًا ممثلًا مشهورًا.
في طفولته، أظهر فيتالي اهتمامًا كبيرًا بالفن والمسرح. شارك في الأنشطة المسرحية المدرسية، وأبدى موهبة واضحة في التمثيل. بعد تخرجه من المدرسة الثانوية، قرر الالتحاق بمعهد موسكو للفنون المسرحية (مدرسة شتشيبكين)، حيث درس تحت إشراف أستاذ التمثيل الشهير نيكولاي أنينكوف.
مسيرته الفنية
بدأ فيتالي سولومين مسيرته الفنية في ستينيات القرن الماضي، وسرعان ما اكتسب شهرة واسعة بفضل موهبته الاستثنائية وقدرته على تجسيد مختلف الأدوار والشخصيات. انضم إلى فرقة مسرح مالي في عام 1963، حيث عمل لسنوات عديدة وأدى العديد من الأدوار البارزة في المسرحيات الكلاسيكية والمعاصرة.
إلى جانب عمله في المسرح، شارك سولومين في العديد من الأفلام والمسلسلات التلفزيونية التي حققت نجاحًا كبيرًا. من بين أشهر أفلامه: “مغامرات شيرلوك هولمز والدكتور واتسون” (Приключения Шерлока Холмса и доктора Ватсона)، حيث لعب دور الدكتور واتسون ببراعة كبيرة، و”سيبيريا” (Сибириада)، و”24 ساعة” (24 часа).
تميز أداء سولومين بالصدق والعمق والقدرة على إضفاء لمسة إنسانية على الشخصيات التي يجسدها. كان يتمتع بحضور قوي على الشاشة وقدرة على التواصل مع الجمهور، مما جعله من الممثلين المفضلين لدى الكثيرين.
أعماله البارزة
تنوعت أعمال فيتالي سولومين بين المسرح والسينما والتلفزيون، وقدم خلال مسيرته الفنية العديد من الأدوار البارزة التي لاقت استحسان النقاد والجمهور. من بين أبرز أعماله:
- مغامرات شيرلوك هولمز والدكتور واتسون (Приключения Шерлока Холмса и доктора Ватсона): لعب دور الدكتور واتسون في سلسلة الأفلام التلفزيونية الشهيرة، وحقق نجاحًا كبيرًا في هذا الدور.
- سيبيريا (Сибириада): فيلم ملحمي من إخراج أندريه كونشالوفسكي، شارك فيه سولومين بدور مميز.
- 24 ساعة (24 часа): فيلم أكشن روسي، قدم فيه سولومين دورًا قويًا ومؤثرًا.
- مسرحية “النورس” لأنطون تشيخوف: أدى دور تريبليف في هذه المسرحية الكلاسيكية، وحقق نجاحًا كبيرًا.
- مسرحية “العم فانيا” لأنطون تشيخوف: قدم دور أستروف في هذه المسرحية، ونال استحسان النقاد.
إخراجه وكتابته
لم يقتصر عمل فيتالي سولومين على التمثيل فقط، بل قام أيضًا بالإخراج وكتابة السيناريو. أخرج العديد من المسرحيات والأفلام، وكتب سيناريو لبعض الأعمال التلفزيونية. أظهر سولومين موهبة كبيرة في الإخراج والكتابة، وقدم أعمالًا متميزة تعكس رؤيته الفنية الخاصة.
من بين الأعمال التي أخرجها مسرحية “صور عائلية مع الغرباء” (Семейные фотографии с посторонними)، التي حققت نجاحًا كبيرًا على خشبة المسرح. كما كتب سيناريو لفيلم “الصيد الملكي” (Царская охота)، الذي يتناول قصة حب بين الإمبراطورة كاترين الثانية والكونت أليكسي أورلوف.
جوائز وتكريمات
حصل فيتالي سولومين على العديد من الجوائز والتكريمات خلال مسيرته الفنية، تقديرًا لموهبته وإسهاماته في الفن الروسي والسوفيتي. من بين الجوائز التي حصل عليها:
- فنان الشعب في الاتحاد السوفيتي (1988).
- جائزة الدولة للاتحاد السوفيتي.
- جائزة الأخوين فاسيليف الحكومية لروسيا الاتحادية الاشتراكية السوفياتية.
- وسام الشرف.
حياته الشخصية
تزوج فيتالي سولومين مرتين. كانت زوجته الأولى الممثلة ناتاليا رودنايا. تزوج لاحقًا من ماريا ليونيدوفنا سولومينا، التي أنجب منها ابنتين: أناستاسيا وإليزابيث.
كان سولومين شخصًا مثقفًا ومحبًا للقراءة والفنون. كان يتمتع بشخصية جذابة وقدرة على التواصل مع الآخرين، وكان يحظى باحترام وتقدير زملائه وأصدقائه.
وفاته وإرثه
توفي فيتالي سولومين في 27 مايو 2002، عن عمر يناهز الستين عامًا، بسبب سكتة دماغية. ترك وراءه إرثًا فنيًا غنيًا ومجموعة كبيرة من الأعمال التي لا تزال تحظى بشعبية كبيرة حتى اليوم.
يعتبر سولومين أحد أبرز فناني عصره، وقد ترك بصمة واضحة في تاريخ الفن الروسي والسوفيتي. سيظل اسمه محفورًا في ذاكرة محبي الفن والسينما، وسيستمر في إلهام الأجيال القادمة من الفنانين.
خاتمة
كان فيتالي سولومين فنانًا متعدد المواهب، تميز بالإبداع والابتكار والقدرة على تجسيد مختلف الشخصيات والأدوار. ترك إرثًا فنيًا غنيًا يشمل العديد من الأعمال البارزة في المسرح والسينما والتلفزيون. سيظل سولومين رمزًا للفن الروسي والسوفيتي، وسيستمر في إلهام الأجيال القادمة من الفنانين.