<![CDATA[
نشأة الديانetics (The Origins of Dianetics)
في عام 1950، نشر ل. رون هوبارد كتابه “ديانetics: العلم الحديث للصحة العقلية” (Dianetics: The Modern Science of Mental Health)، الذي قدم فيه نظرياته حول العقل اللاواعي وكيفية تأثيره على الصحة الجسدية والعقلية. زعم هوبارد أن تقنيات الديانetics يمكن أن تعالج مجموعة واسعة من الأمراض، بما في ذلك الأمراض النفسية والجسدية. سرعان ما اكتسب الكتاب شعبية كبيرة، وأدى إلى ظهور حركة ديانetics.
تعتمد الديانetics على فكرة أن العقل اللاواعي يخزن “صورًا ذهنية” مؤلمة، تسمى “engrams”. وفقًا لهوبارد، يمكن لهذه الصور الذهنية أن تؤثر سلبًا على حياة الشخص، مما يؤدي إلى مجموعة متنوعة من المشاكل. تهدف الديانetics إلى مساعدة الأفراد على استعادة هذه الصور الذهنية المؤلمة ومعالجتها، وبالتالي التخلص من تأثيرها السلبي.
تتضمن عملية الديانetics، المعروفة باسم “التدقيق” (Auditing)، قيام المدقق (Auditor)، وهو شخص مدرب على تقنيات الديانetics، بتوجيه الشخص الخاضع للتدقيق (Preclear) من خلال عملية استرجاع الصور الذهنية المؤلمة. يتم استخدام جهاز يسمى “E-Meter” (مقياس إلكتروني) لمساعدة المدقق في تحديد المناطق التي توجد بها شحنة عاطفية كبيرة.
تطور السينتولوجيا (The Development of Scientology)
في أوائل الخمسينيات من القرن الماضي، بدأ هوبارد في تطوير نظام معتقدات وممارسات جديدة أطلق عليها اسم “السينتولوجيا”. توسعت السينتولوجيا لتشمل مفاهيم ميتافيزيقية وروحية لم تكن موجودة في الديانetics الأصلية. ادعى هوبارد أن السينتولوجيا هي “دين تطبيقي” يقدم طريقًا للخلاص الروحي.
تعتمد السينتولوجيا على فكرة أن البشر كائنات روحية خالدة تسمى “Thetans”. وفقًا للسينتولوجيا، مرّ Thetans بسلسلة طويلة من الحيوات، وفي كل حياة جمعوا “engrams” (صور ذهنية مؤلمة). تهدف السينتولوجيا إلى مساعدة Thetans على التخلص من هذه engrams واستعادة قدراتهم الروحية الكاملة.
تتضمن ممارسات السينتولوجيا مجموعة متنوعة من التقنيات، بما في ذلك التدقيق (Auditing)، ودراسة كتابات هوبارد، والمشاركة في دورات تدريبية. تعتبر السينتولوجيا منظمة هرمية، حيث يتقدم الأفراد من خلال سلسلة من “المستويات” (Levels) من خلال إكمال الدورات التدريبية ودفع الرسوم.
أحد المفاهيم المركزية في السينتولوجيا هو “المسح” (Clearing). يعتبر الشخص “المسح” (Clear) شخصًا تخلص من جميع engrams المؤثرة عليه، وبالتالي وصل إلى حالة من الصفاء العقلي والروحي.
الخلافات والانتقادات (Controversies and Criticisms)
لطالما كانت الديانetics والسينتولوجيا مثيرة للجدل. تعرضت السينتولوجيا لانتقادات بسبب ممارساتها المالية، وأساليبها في التجنيد، ومعاملتها لأعضائها السابقين. اتهمت السينتولوجيا بممارسة أساليب قسرية للسيطرة على أعضائها، وقمع المعارضة، والتجسس على منتقديها.
كما تعرضت الديانetics والسينتولوجيا لانتقادات بسبب ادعاءاتهما العلمية. يشكك العديد من العلماء والمهنيين الطبيين في فعالية تقنيات الديانetics والسينتولوجيا، ويصفونها بأنها علم زائف.
تعتبر السينتولوجيا كديانة في بعض البلدان، بينما تعتبر كطائفة أو منظمة تجارية في بلدان أخرى. وضعت السينتولوجيا تحت المجهر القانوني في العديد من البلدان، بما في ذلك الولايات المتحدة وفرنسا وألمانيا.
التأثير والإرث (Influence and Legacy)
على الرغم من الخلافات، كان للديانetics والسينتولوجيا تأثير كبير على الثقافة الشعبية. ألهمت أفكار هوبارد العديد من الحركات الأخرى في مجال المساعدة الذاتية والروحانية البديلة. تضم السينتولوجيا ملايين الأعضاء في جميع أنحاء العالم، ولها وجود في مجموعة متنوعة من المجالات، بما في ذلك التعليم، والفن، والإعلام.
لا يزال الجدل حول الديانetics والسينتولوجيا مستمرًا. يواصل أنصار السينتولوجيا الدفاع عن معتقداتهم وممارساتهم، بينما يستمر المنتقدون في تسليط الضوء على الجوانب المثيرة للجدل في المنظمة.
الديانetics اليوم (Dianetics Today)
لا تزال الديانetics تمارس كجزء من السينتولوجيا. غالبًا ما يوصى بها كخطوة أولى لأولئك الجدد في السينتولوجيا. يركز ممارسو الديانetics اليوم على تخفيف التوتر والقلق وتحسين التواصل والتغلب على الصدمات الماضية.
يتم تقديم دورات ومجموعات ديانetics في العديد من مراكز السينتولوجيا حول العالم. يمكن للأفراد أيضًا شراء كتب ومواد الديانetics للدراسة الذاتية.
السينتولوجيا اليوم (Scientology Today)
تواصل السينتولوجيا العمل كمنظمة عالمية، وتدير الكنائس والمراكز في أكثر من 160 دولة. تشارك السينتولوجيا في مجموعة متنوعة من الأنشطة، بما في ذلك حملات مكافحة المخدرات، وبرامج محو الأمية، ومشاريع الإغاثة في حالات الكوارث.
تظل السينتولوجيا مثيرة للجدل، لكنها تواصل جذب أعضاء جدد والحفاظ على وجود عالمي كبير. تؤثر المنظمة على مجالات مختلفة من المجتمع، من الصحة العقلية إلى حقوق الإنسان.
خاتمة
تاريخ الديانetics والسينتولوجيا معقد ومثير للجدل. بدأت كحركة مساعدة ذاتية في الخمسينيات من القرن الماضي، وتطورت لتصبح ديانة عالمية ذات معتقدات وممارسات فريدة. بينما يرى البعض في السينتولوجيا طريقًا للخلاص الروحي والتحسين الذاتي، ينتقدها آخرون بسبب ممارساتها المالية وأساليبها في التجنيد وادعاءاتها العلمية. بغض النظر عن وجهة النظر، لا يمكن إنكار أن الديانetics والسينتولوجيا كان لهما تأثير كبير على الثقافة الشعبية والمجتمع.