تاريخ ساحة بيليكور
تاريخ ساحة بيليكور غني بالأحداث ويعود إلى العصور الرومانية. في العصور القديمة، كانت المنطقة عبارة عن جزيرة رملية تقع بين نهري الرون والسون. استخدمها الرومان كمكان لتأسيس المستوطنات وبناء المرافق العامة.
في العصور الوسطى، أصبحت الساحة تعرف باسم “كامبو بيليه” (Campo Bello)، وتعني “الحقل الجميل”. كانت تستخدم لأغراض مختلفة، بما في ذلك الأسواق والمعارض والمناسبات العامة. خلال القرن السادس عشر، بدأت الساحة تأخذ شكلها الحالي، حيث تم بناء العديد من المباني الهامة حولها.
في القرن السابع عشر، أمر الملك لويس الرابع عشر بتحويل الساحة إلى ميدان ملكي. تم هدم العديد من المباني القديمة، وتم بناء مبانٍ جديدة على الطراز الكلاسيكي. تم أيضاً وضع تمثال للملك لويس الرابع عشر على حصان في وسط الساحة، وهو التمثال الذي لا يزال موجوداً حتى اليوم.
خلال الثورة الفرنسية، تم تغيير اسم الساحة إلى “ساحة المساواة” (Place de l’Égalité). تم إزالة تمثال لويس الرابع عشر واستبداله بتمثال للحرية. ومع ذلك، بعد استعادة النظام الملكي، تم إعادة تسمية الساحة إلى “ساحة بيليكور” وتم إعادة تمثال لويس الرابع عشر إلى مكانه.
في القرن التاسع عشر، خضعت الساحة لعدة تجديدات. تم رصفها بالحجارة، وتم زراعة الأشجار حولها. أصبحت الساحة مركزًا للحياة الاجتماعية والثقافية في ليون، ومكانًا مفضلًا للتجمعات والمظاهرات.
أهمية ساحة بيليكور
تعتبر ساحة بيليكور نقطة مركزية في مدينة ليون، سواء من الناحية الجغرافية أو من الناحية الاجتماعية والثقافية. فهي تقع في قلب المدينة، وتلتقي فيها العديد من الشوارع الهامة. كما أنها قريبة من العديد من المعالم السياحية الهامة، مثل متحف الفنون الجميلة وكاتدرائية ليون.
تستخدم الساحة لاستضافة العديد من الفعاليات والمناسبات على مدار العام، بما في ذلك الأسواق والمعارض والحفلات الموسيقية والمهرجانات. خلال فترة عيد الميلاد، يتم تركيب سوق كبير لعيد الميلاد في الساحة، يجذب آلاف الزوار من جميع أنحاء فرنسا وأوروبا.
تُعد الساحة أيضاً مكانًا مفضلًا للتجمعات والمظاهرات السياسية والاجتماعية. على مر السنين، شهدت الساحة العديد من المظاهرات الهامة، بما في ذلك مظاهرات الطلاب في عام 1968 ومظاهرات العمال في عام 1995.
المعالم المحيطة بساحة بيليكور
تحيط بساحة بيليكور العديد من المباني الهامة والمعالم السياحية، بما في ذلك:
- تمثال لويس الرابع عشر: يقع التمثال في وسط الساحة، وهو عبارة عن تمثال للملك لويس الرابع عشر على حصان. التمثال مصنوع من البرونز، ويعتبر أحد أبرز المعالم في ليون.
- مكتب البريد المركزي: يقع مكتب البريد المركزي في الطرف الشمالي من الساحة. تم بناء المبنى في القرن التاسع عشر، وهو مثال جميل على العمارة الكلاسيكية الجديدة.
- غرفة التجارة والصناعة: تقع غرفة التجارة والصناعة في الطرف الشرقي من الساحة. تم بناء المبنى في القرن العشرين، وهو مثال على العمارة الحديثة.
- شارع الجمهورية: يبدأ شارع الجمهورية من الطرف الجنوبي من الساحة، وهو أحد أهم الشوارع التجارية في ليون. يضم الشارع العديد من المتاجر والمطاعم والمقاهي.
- مترو ليون: تقع محطة مترو بيليكور تحت الساحة مباشرةً، وهي واحدة من أكثر المحطات ازدحامًا في المدينة. تربط المحطة الساحة ببقية أجزاء ليون.
ساحة بيليكور اليوم
تظل ساحة بيليكور اليوم مكانًا حيويًا ونابضًا بالحياة في ليون. فهي مكان يلتقي فيه الناس من جميع الخلفيات والأعمار. سواء كنت ترغب في التجول والاستمتاع بالمناظر، أو الجلوس في أحد المقاهي ومشاهدة الناس، أو حضور أحد الفعاليات العديدة التي تقام في الساحة، فستجد دائمًا شيئًا لتفعله في ساحة بيليكور.
تم تجديد الساحة عدة مرات في السنوات الأخيرة، بهدف تحسينها وجعلها أكثر جاذبية للزوار. تم إضافة المزيد من المساحات الخضراء، وتم تحسين الإضاءة، وتم تركيب مقاعد جديدة. كل هذه التحسينات جعلت من ساحة بيليكور مكانًا أكثر متعة للاسترخاء والاستمتاع بجمال ليون.
الوصول إلى ساحة بيليكور
يمكن الوصول إلى ساحة بيليكور بسهولة عن طريق وسائل النقل العام أو السيارة. تقع محطة مترو بيليكور تحت الساحة مباشرةً، وتخدمها الخطوط A و D. كما تخدم الساحة العديد من خطوط الحافلات. إذا كنت تقود السيارة، يمكنك ركنها في أحد مواقف السيارات العديدة الموجودة بالقرب من الساحة.
نصائح لزيارة ساحة بيليكور
- ارتداء أحذية مريحة: الساحة كبيرة، وستحتاج إلى المشي كثيرًا لاستكشافها.
- إحضار كاميرا: هناك الكثير من المناظر الجميلة لالتقاط الصور.
- التحقق من جدول الفعاليات: تقام العديد من الفعاليات في الساحة على مدار العام.
- الحذر من النشالين: كما هو الحال في أي منطقة سياحية مزدحمة، يجب أن تكون حذرًا من النشالين.
خاتمة
ساحة بيليكور ليست مجرد ساحة، بل هي قلب مدينة ليون النابض بالحياة. بتاريخها الغني، وأهميتها الاجتماعية والثقافية، ومعالمها المحيطة بها، تُعد الساحة مكانًا لا بد من زيارته لأي شخص يزور ليون. سواء كنت سائحًا أو مقيمًا، ستجد دائمًا شيئًا يثير اهتمامك في ساحة بيليكور.