<![CDATA[
مقدمة
البرية والطائعة والبريئة (The Wild, the Willing and the Innocent) هو الألبوم الاستديو التاسع لفرقة الهارد روك الإنجليزية UFO، والذي تم إصداره في يناير 1981. يعتبر هذا الألبوم علامة فارقة في مسيرة الفرقة، حيث يمثل انتقالًا نحو صوت أكثر سلاسة وتوجهًا نحو موسيقى البوب روك، مع الحفاظ على جذورها في الهارد روك.
جاء الألبوم بعد سلسلة من النجاحات التجارية والنقدية التي حققتها الفرقة في أواخر السبعينيات، بما في ذلك ألبومات مثل “Force It” و “Lights Out” و “Obsession”. ومع ذلك، شهدت الفرقة تغييرات في التشكيلة قبل تسجيل “البرية والطائعة والبريئة”، مع رحيل عازف الجيتار المؤسس مايكل شينكر واستبداله بعازف الجيتار بول تشابمان. أثر هذا التغيير بشكل كبير على التوجه الموسيقي للفرقة، حيث جلب تشابمان معه أسلوبًا مختلفًا في العزف والتأليف.
خلفية الألبوم وتسجيله
بدأت الفرقة العمل على الألبوم في أواخر عام 1980، بعد جولة مكثفة لدعم ألبومها السابق “No Place to Run”. كان الهدف من الألبوم هو تحقيق نجاح تجاري أكبر، والتوسع في جمهور أوسع. لذلك، اتخذت الفرقة قرارًا واعيًا بالتحرك نحو صوت أكثر تجاريًا، مع التركيز على الأغاني الجذابة واللحن السهل.
تم تسجيل الألبوم في استوديوهات Air في لندن، مع المنتج جاري ليونز، الذي عمل سابقًا مع فرق مثل Foreigner و Aerosmith. كان ليونز معروفًا بقدرته على إنتاج تسجيلات مصقولة وذات جودة عالية، وهو ما ساهم في الصوت العام للألبوم. خلال عملية التسجيل، واجهت الفرقة بعض التحديات، بما في ذلك التوترات الداخلية والخلافات الإبداعية. ومع ذلك، تمكنت الفرقة والمنتج من التغلب على هذه التحديات وإكمال الألبوم بنجاح.
الأغاني الرئيسية وتحليلها
- Lonely Heart: تعتبر هذه الأغنية واحدة من أشهر أغاني الألبوم وأكثرها نجاحًا. تتميز بلحن جذاب وكورس قوي، وتتناول موضوع الوحدة والعزلة. تعكس الأغنية التوجه التجاري الجديد للفرقة، حيث تجمع بين عناصر الهارد روك وموسيقى البوب.
- Couldn’t Get It Right: أغنية أخرى ناجحة من الألبوم، تتميز بإيقاع سريع وكلمات تعبر عن الإحباط والفشل في العلاقات. تبرز في هذه الأغنية مهارات العزف على الجيتار لبول تشابمان، الذي يقدم عزفًا منفردًا قويًا ومؤثرًا.
- Profession of Violence: أغنية أكثر حدة وثقلًا من الأغنيتين السابقتين، وتعود إلى جذور الفرقة في الهارد روك. تتناول الأغنية موضوع العنف والجريمة، وتتميز بإيقاع قوي وكلمات جريئة.
- It’s Killing Me: أغنية بطيئة وحزينة، تعبر عن الألم والمعاناة في العلاقات العاطفية. تتميز الأغنية بأداء صوتي مؤثر من قبل المغني فيل موغ، الذي ينقل إحساسًا عميقًا بالحزن واليأس.
- Making Moves: أغنية روك أند رول مبهجة، تعكس حيوية الفرقة. تتحدث الأغنية عن تحقيق الأهداف والتقدم في الحياة، وتتميز بإيقاع سريع وكلمات إيجابية.
الاستقبال النقدي والتجاري
عند إصداره، تلقى ألبوم “البرية والطائعة والبريئة” استقبالًا نقديًا متباينًا. أشاد بعض النقاد بالألبوم لإنتاجه المصقول وأغانيه الجذابة، بينما انتقد آخرون الفرقة لابتعادها عن جذورها في الهارد روك. ومع ذلك، حقق الألبوم نجاحًا تجاريًا كبيرًا، حيث وصل إلى المراكز العشرين الأولى في قوائم الألبومات في العديد من البلدان، بما في ذلك المملكة المتحدة والولايات المتحدة.
ساهم نجاح الألبوم في تعزيز مكانة الفرقة كواحدة من أبرز فرق الهارد روك في العالم، وساعدها في الوصول إلى جمهور أوسع. ومع ذلك، أدى التغيير في التوجه الموسيقي إلى انقسام بين محبي الفرقة، حيث فضل البعض صوتها الجديد الأكثر تجاريًا، بينما فضل آخرون صوتها القديم الأكثر حدة وثقلًا.
تأثير الألبوم على مسيرة الفرقة
كان لألبوم “البرية والطائعة والبريئة” تأثير كبير على مسيرة فرقة UFO. فقد ساعد الألبوم في تحقيق نجاح تجاري أكبر للفرقة، ووسع من قاعدة جمهورها. ومع ذلك، أدى الألبوم أيضًا إلى تغييرات في التوجه الموسيقي للفرقة، حيث أصبحت أكثر تركيزًا على الأغاني الجذابة واللحن السهل.
بعد إصدار الألبوم، واصلت الفرقة إصدار المزيد من الألبومات، لكنها لم تحقق نفس النجاح التجاري الذي حققه “البرية والطائعة والبريئة”. شهدت الفرقة أيضًا تغييرات في التشكيلة، مع رحيل وعودة العديد من الأعضاء. على الرغم من هذه التحديات، استمرت الفرقة في العزف والتسجيل حتى يومنا هذا، ولا تزال تحظى بشعبية كبيرة بين محبي موسيقى الهارد روك.
تأثير الألبوم على موسيقى الهارد روك
على الرغم من أنه لم يكن ألبومًا رائدًا أو مبتكرًا بشكل خاص، إلا أن ألبوم “البرية والطائعة والبريئة” كان له تأثير على موسيقى الهارد روك. فقد ساهم الألبوم في إظهار أن فرق الهارد روك يمكن أن تحقق نجاحًا تجاريًا كبيرًا دون التضحية بجودتها الفنية. كما ساهم الألبوم في الترويج لموسيقى الهارد روك لجمهور أوسع، وساعد في تمهيد الطريق لفرق أخرى لتحقيق النجاح.
بالإضافة إلى ذلك، فقد ألهم الألبوم العديد من الموسيقيين وعازفي الجيتار. لقد استلهم الكثير من عازفي الجيتار الشباب من عزف بول تشابمان على الجيتار، والذي يتميز بالسرعة والتقنية والأسلوب الفريد. كما ألهمت أغاني الألبوم العديد من الفرق الموسيقية لتجربة أساليب مختلفة في التأليف والتسجيل.
إرث الألبوم
لا يزال ألبوم “البرية والطائعة والبريئة” يعتبر واحدًا من أهم وأشهر ألبومات فرقة UFO. يحتفل العديد من محبي الفرقة بالألبوم لإنتاجه المصقول وأغانيه الجذابة وأدائه المتميز. يعتبر الألبوم أيضًا بمثابة شهادة على قدرة الفرقة على التكيف والتطور مع مرور الوقت، وعلى قدرتها على تحقيق النجاح التجاري دون التضحية بجودتها الفنية.
لا تزال أغاني الألبوم تُعزف على محطات الراديو حتى اليوم، ولا تزال الفرقة تعزفها في حفلاتها الحية. يعتبر الألبوم أيضًا بمثابة نقطة انطلاق للعديد من محبي الفرقة الجدد، الذين يكتشفون موسيقى الفرقة من خلال هذا الألبوم. بشكل عام، يعتبر ألبوم “البرية والطائعة والبريئة” بمثابة عمل كلاسيكي في موسيقى الهارد روك، وسيظل يُحتفل به لسنوات عديدة قادمة.
خاتمة
يمثل ألبوم “البرية والطائعة والبريئة” نقطة تحول في مسيرة فرقة UFO، حيث انتقلت الفرقة نحو صوت أكثر سلاسة وتوجهًا نحو موسيقى البوب روك. على الرغم من الاستقبال النقدي المتباين، حقق الألبوم نجاحًا تجاريًا كبيرًا ووسع من قاعدة جمهور الفرقة. لا يزال الألبوم يحظى بشعبية كبيرة بين محبي الفرقة حتى اليوم، ويعتبر بمثابة عمل كلاسيكي في موسيقى الهارد روك.