خلفية تاريخية
قبل إقرار قانون الاتحاد المدني، كانت نيوزيلندا قد أقرت بالفعل بعض التشريعات التي تعترف بالعلاقات المثلية، مثل قانون تعديل قانون العلاقات الملكية لعام 2001، والذي سمح للأزواج المثليين بتقاسم الممتلكات بنفس الطريقة التي يتمتع بها الأزواج المغايرون عند الانفصال. ومع ذلك، لم تمنح هذه القوانين الأزواج المثليين نفس الحقوق الكاملة التي يتمتع بها الأزواج المتزوجون، ولم تعترف بعلاقاتهم على قدم المساواة.
كانت هناك حركة متنامية في نيوزيلندا في أوائل العقد الأول من القرن الحادي والعشرين للدعوة إلى المساواة في الحقوق للأزواج المثليين. أدى ذلك إلى تقديم مشروع قانون الاتحاد المدني إلى البرلمان. كان الغرض من مشروع القانون هو إنشاء شكل من أشكال الاعتراف القانوني بالعلاقات المثلية يمنح الأزواج نفس الحقوق والمسؤوليات التي يتمتع بها الأزواج المتزوجون، دون الحاجة إلى تغيير تعريف الزواج.
أحكام القانون
ينص قانون الاتحاد المدني لعام 2004 على أن أي شخصين بالغان، بغض النظر عن جنسهما، يمكنهما الدخول في اتحاد مدني. يجب أن يكون كلا الطرفين موافقين على الدخول في الاتحاد، ويجب ألا يكونا متزوجين أو في اتحاد مدني آخر. يجب عليهما أيضًا ألا يكونا مرتبطين ببعضهما البعض بعلاقة قرابة تحظر الزواج.
للدخول في اتحاد مدني، يجب على الطرفين تقديم إشعار بذلك إلى مسجل الزيجات. يجب أن ينتظروا بعد ذلك فترة لا تقل عن 31 يومًا قبل أن يتمكنوا من عقد اتحادهم المدني. يمكن عقد الاتحاد المدني من قبل مسجل الزيجات أو من قبل شخص آخر مرخص له بعقد الزيجات أو الاتحادات المدنية.
يمنح قانون الاتحاد المدني الأزواج في اتحاد مدني نفس الحقوق والمسؤوليات التي يتمتع بها الأزواج المتزوجون بموجب القانون النيوزيلندي، مع بعض الاستثناءات. تشمل هذه الحقوق والمسؤوليات:
- الحقوق المتعلقة بالممتلكات
- الحقوق المتعلقة بالإرث
- الحقوق المتعلقة بالضرائب
- الحقوق المتعلقة بالضمان الاجتماعي
- الحقوق المتعلقة بالرعاية الطبية
أحد الاستثناءات الملحوظة هو أن قانون الاتحاد المدني لا يمنح الأزواج المثليين نفس الحقوق المتعلقة بالتبني التي يتمتع بها الأزواج المغايرون. ومع ذلك، تم تعديل قانون التبني في عام 2013 للسماح للأزواج المثليين بتبني الأطفال بشكل مشترك.
الجدل وردود الفعل
أثار قانون الاتحاد المدني لعام 2004 الكثير من الجدل في نيوزيلندا. عارض بعض الناس القانون بحجة أنه يقوض تعريف الزواج التقليدي. وزعم آخرون أنه يخلق شكلاً من أشكال الزواج من الدرجة الثانية للأزواج المثليين.
ومع ذلك، دافع العديد من الأشخاص عن القانون بحجة أنه خطوة مهمة إلى الأمام في تحقيق المساواة في الحقوق للأزواج المثليين. وزعموا أن الأزواج المثليين يجب أن يتمتعوا بنفس الحقوق والمسؤوليات التي يتمتع بها الأزواج المغايرون، وأن قانون الاتحاد المدني يساعد على تحقيق ذلك.
بعد إقرار القانون، كان هناك بعض الجدل حول كيفية تنفيذه. على سبيل المثال، كانت هناك بعض المناقشات حول ما إذا كان ينبغي السماح للأزواج في اتحاد مدني بالزواج. في نهاية المطاف، قررت الحكومة عدم السماح للأزواج في اتحاد مدني بالزواج، بحجة أن ذلك سيقوض قانون الزواج.
التأثيرات اللاحقة
كان لقانون الاتحاد المدني لعام 2004 تأثير كبير على المجتمع النيوزيلندي. لقد ساعد في زيادة الوعي بقضايا المثليين والمثليات ومزدوجي الميل الجنسي ومغايري الهوية الجنسانية (LGBT)، وساعد في تعزيز مجتمع أكثر تسامحًا وتقبلاً.
كما كان للقانون تأثير على عدد الأشخاص الذين يدخلون في اتحاد مدني. منذ إقرار القانون، دخل آلاف الأزواج في اتحاد مدني في نيوزيلندا. وقد ساعد ذلك على زيادة رؤية العلاقات المثلية في المجتمع النيوزيلندي.
في عام 2013، أقرت نيوزيلندا قانون الزواج (تعديل تعريف الزواج) الذي يسمح للأزواج المثليين بالزواج. جعل هذا نيوزيلندا الدولة الثالثة عشرة في العالم التي تقنن زواج المثليين. بعد إقرار هذا القانون، أصبح من الممكن تحويل الاتحادات المدنية القائمة إلى زواج.
الوضع القانوني الحالي
على الرغم من إقرار قانون زواج المثليين في عام 2013، لا يزال قانون الاتحاد المدني لعام 2004 ساري المفعول. لا يزال بإمكان الأزواج اختيار الدخول في اتحاد مدني بدلاً من الزواج، على الرغم من أن الزواج هو الخيار الأكثر شيوعًا.
يجادل البعض بأنه يجب إلغاء قانون الاتحاد المدني الآن بعد أن أصبح زواج المثليين قانونيًا. يجادلون بأنه لم يعد هناك سبب لوجود شكلين منفصلين من الاعتراف القانوني بالعلاقات المثلية.
ومع ذلك، يعتقد آخرون أنه يجب الاحتفاظ بقانون الاتحاد المدني. يجادلون بأنه يوفر خيارًا بديلاً للأزواج الذين لا يرغبون في الزواج، وأنه قد يكون مفيدًا للأزواج الذين لا يستطيعون الزواج لأسباب دينية أو ثقافية.
بشكل عام، يُنظر إلى قانون الاتحاد المدني لعام 2004 على أنه علامة فارقة في تاريخ حقوق المثليين في نيوزيلندا. لقد ساعد في تمهيد الطريق لزواج المثليين وأدى إلى مجتمع أكثر إنصافًا وشمولية.
مقارنة مع قوانين مماثلة في دول أخرى
توجد قوانين مماثلة لقانون الاتحاد المدني لعام 2004 في العديد من البلدان الأخرى حول العالم. غالبًا ما تسمى هذه القوانين “الشراكات المدنية” أو “الاتحادات المدنية” أو “الاعتراف بالعلاقات المثلية”.
تختلف الحقوق والمسؤوليات الممنوحة للأزواج بموجب هذه القوانين من بلد إلى آخر. في بعض البلدان، يتمتع الأزواج في شراكة مدنية بنفس الحقوق والمسؤوليات التي يتمتع بها الأزواج المتزوجون. في بلدان أخرى، يتمتعون بحقوق ومسؤوليات أقل.
بشكل عام، هناك اتجاه عالمي نحو منح الأزواج المثليين المزيد من الحقوق والمسؤوليات. وقد انعكس ذلك في إقرار قوانين مثل قانون الاتحاد المدني لعام 2004 وقانون زواج المثليين لعام 2013.
تطورات مستقبلية محتملة
من الممكن أن تكون هناك المزيد من التطورات في مجال حقوق المثليين في نيوزيلندا في المستقبل. على سبيل المثال، قد تكون هناك دعوات لإلغاء قانون الاتحاد المدني، أو لزيادة الحقوق والمسؤوليات الممنوحة للأزواج في اتحاد مدني.
قد تكون هناك أيضًا دعوات لمعالجة قضايا أخرى تؤثر على مجتمع المثليين، مثل التمييز على أساس التوجه الجنسي أو الهوية الجنسية. بشكل عام، من المرجح أن يستمر النضال من أجل المساواة في الحقوق للأزواج المثليين في نيوزيلندا وحول العالم.
خاتمة
يمثل قانون الاتحاد المدني لعام 2004 علامة بارزة في مسيرة نيوزيلندا نحو المساواة، حيث منح الأزواج من نفس الجنس حقوقًا ومسؤوليات مماثلة لتلك التي يتمتع بها الأزواج المغايرون. على الرغم من إقرار قانون زواج المثليين لاحقًا، إلا أن قانون الاتحاد المدني لا يزال قائمًا ويوفر خيارًا بديلاً للأزواج. يعكس هذا القانون التطور المستمر في فهمنا للعلاقات وحقوق الإنسان، ويساهم في بناء مجتمع أكثر شمولية وتقبلاً.